تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - إن الأحرف السبعة جميعها قرآن نزل من عند الله، لا مجال للاجتهاد فيها.

2 - أن السبب في هذه التوسعة هو التهوين علي الأمة، والتيسير عليها في قراءة القرآن الكريم.

المراد بالأحرف السبعة:

أقوال عديدة ساقها العلماء حول مفهوم الأحرف السبعة، التي تواترت الأحاديث في إثبات أن القرآن نزل عليها، الأمر الذي جعل بعض العلماء يفر من ميدان النزال، ويقول: إن الحديث مشكل. والأقوال الواردة في هذا المقام أكثرها لا تستحق لضعفها أن نعول عليها في مقامنا هذا، ويكفينا هنا أن نشير إلي ما يستحق الذكر، ويستأهل أن ينظر إليه بعين الاعتبار، وذلك متوافر في رأيين:

أحدهما: هو ما ذكره ابن قتيبة. وحاصله أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف في القراءات، وهي:

1 - اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث.

2 - اختلاف تصريف الأفعال من ماضٍ ومضارع وأمر.

3 - اختلاف وجوه الإعراب.

4 - الاختلاف بالنقص والزيادة.

5 - الاختلاف بالتقديم والتأخير.

6 - الاختلاف بالإبدال.

7 - اختلاف اللغات -أي اللهجات- كالفتح والإمالة، والتفخيم، والترقيق، والإظهار والإدغام ().

وقد تعصب لهذا الرأي صاحب المناهل وساق الأمثلة لكل وجه من الوجوه المذكورة، ورجحه علي غيره مقرراً أنه الرأي الذي تؤيده الأحاديث الواردة في المقام، وأنه الرأي المعتمد علي الاستقراء التام دون غيره ().

وثانيهما: وهو ما ذهب إليه سفيان بن عيينة، وابن جرير، وابن وهب، والقرطبي، ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء () وحاصله: أن المراد بالأحرف السبعة هي سبع لغات في كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعاني وتقاربها، مثل: هلّم، وأقبل، وتعال، إليَّ، وقصْدي، ونحْوى، وقُرْبِى. فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة، يعبر بها عن معنى واحد، هو طلب الإقبال. وليس معنى ذلك أن كل معنى في القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات، بل المراد أن منتهي ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة. وأصحاب هذا الرأي أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه في الأحاديث متوفر في هذا الرأي. ورد أصحاب هذا الرأي كذلك علي الاعتراضات الموجهة إلي رأيهم ردوداً مقبولة.

وبناءً علي هذا الرأي الأول تكون القراءات التي رواها القراء بوجوه متعددة راجعة إلي الأحرف السبعة. وبناءً علي الرأي الثاني تكون راجعة إلي حرف واحد وهو حرف قريش، الذي نسخت عليه المصاحف العثمانية.

النسبة بين الأحرف السبعة والقراءات السبع:

نسبة القراءات السبع إلي الأحرف السبعة هي نسبة الخاص إلي العام، فالأحرف السبعة تشمل جميع القراءات بما فيها السبع. ومن يعتقد أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة، فقد أبان عن جهله، وكشف النقاب عن قلة إدراكه؛ لأن هؤلاء القراء السبعة وهم: ابن عامر، وابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، ونافع، وأبو الحسن الكسائي.

وهؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا حين ذكر النبي ? الأحرف السبعة، فهل معنى ذلك أن حديث النبي ? "أنزل القرآن علي سبعة أحرف" كان عارياً من الفائدة، وبعيداً عن الواقع، إلي أن ظهر هؤلاء القراء، وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث؟ فما أبعد هذا القول عن الواقع!!

أقسام القراءات وبيان ما يقبل منها ومالا يقبل:

يفصّل ابن الجزري أنواع القراءات إلى ستة أنواع هي ():

الأول: المتواتر؛ وهو ما نقله جمْع لا يمكن تواطؤهم علي الكذب، عن مثلهم إلي منتهاه، حتى يبلغوا به النبي ?، ومثاله ما اتفقت الطرق علي نقله عن السبعة - أو غيرهم - وهذا هو الغالب في القراءات.

الثاني: المشهور؛ وهو ما صح سنده بأن رواه العدل الضابط عن مثله وهكذا، ووافق العربية ولو بوجه، ووافق رسم المصحف العثماني، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ، إلا أنه لم يبلغ درجة المتواتر. ومثاله ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، وقد ذكر كثيراً من هذا النوع الداني في التيسير والشاطبي في الشاطبية، وغيرهما. وهذان النوعان، هما اللذان يقرأ بهما، مع وجوب اعتقادهما ولا يجوز إنكار شيء منهما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير