(8) انظر: تأملات في سورة الحاقة: 49، د. حسن محمد باجودة، دار الاعتصام القاهرة، 1397 ه-.
(9) وهو د. محمد نور الدين المنجد.
(10) انظر: الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق: 146.
ـ[عاشق البلاغة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين ثم أما بعد فالشكر الجزيل الجزيل للدكتور عبد العزيز و على هذه الإتحافات الراقية، أقول: ومع هذا الجهد العظيم من الدكتور و ممن نقل عنهم من أهل العلم الأفاضل إلا أن هذا لا يوجب علينا أن نغلق الباب في أي بحث و نظر جديد في الفرق بين هاتين اللفظتين في كتاب الله، كما أن هذا يؤكد على خلو القرآن من الترادف، أقول و بسرعة: أنا أعتقد أن اللغة بادئ ذي بدء كانت خالية من الترادف، إذ الوضع اللغوي للكلمات كان لما يشاهده العرب من أمور محسوسة و بعض الأمور المعنوية القليلة الأساسية الضرورية و هذا حال كل الأمم في بدايتها، و هكذا كان التطور اللغوي، وعلى هذا نعرف كلنا أن الكتابة أصلا هي بمعنى " الضم و الجمع " ومن ثم اطلقت على ضم الكلام و جمعه فأطلقت على الكتابة بمعناها الحلي فاشتق منها الكتاب و ... الخ. أقول على هذا أنت تضع الكلمة لتميزها و لتعرفها عن غيرها فلم تضع للشيء الواحد كلمتين أو اسمين " بمعنى لفظتين " ... هذا أولا ولكن بعد زمن و بعد استخدام الشعر و النطق به و تداخل القبائل لا بد أن يحتاج شاعر إلى كلمة تقارب أختها في الدلالة فيحلها مكانها ... وعلى هذا سر ... ونحن نقلت لنا اللغة و معانيها من شعرالعرب ... و من نثرهم ثم من القرآن و ألفاظ الحديث ... فعلى هذا قد يكون في الشعر و في المعاجم تشابها أو ترادفا من حيث التفسير و من حيث قراءتهم لشعر العرب، إلا أن القرآن جاء بمنتهى ابلاغة و بكمالها و على مبدأ نظرية النظم لعبد القاهر تعرف أن القرآن استخدم الكلمة بحيث لا يصلح أن تضع غيرها محلها، و شبه هو هذا بعقد اللؤلؤ المنتظم الدقيق فلا يصلح أن تضع شيئا محل آخر و لا تسطيع أن تقول لو كانت هذه محل تلك و قس ما قاله عبد القاهر-رحمه الله تعالى- و قد رأى أن يطبق نظريته على المعني النحوية ... قسه على الألفظ اللغوية فستجد أن لا مجال لأن نقول بالترادف بالقرآن على الأخص ..... هذا و الله أعلم
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيك د. عبد العزيز العمار.
نطمع منكم أستاذنا في مثل هذه النافذة كل أسبوع أو أسبوعين، بما يسمح به وقتكم، تبحر بنا في كل مرة مع لفظتين.
حفظكم الله و رعاكم.
ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:29 م]ـ
بارك الله فيكم
معلومات جد مفيدة
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 05:24 ص]ـ
السلام عليك أستاذنا الفاضل
إليك من يخالفك الرأي هنا ( http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=27)
فلننتقل إلى هناك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 10:27 ص]ـ
بوركت أخي الكريم د. عبد العزيز على هذا البحث القيم والمفيد أثابكم الله، ومن يدعي بخلاف ذلك فليجرب وليغير مكان الكلمتين وخاصة ماورد منهما في نفس الآية، ولينظر هل يتغير المعنى أم لا، فمثلاً هنا لنغير مكان الكلمتين ولننظر الفرق: {فأتتْ به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً} [مريم: 27]
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 04:47 م]ـ
فتح الله عليك د. عبدالعزيز، وبارك في علمك وعملك.
وقفة مباركة في رحاب اللفظ القرآني البديع.
السلام عليك أستاذنا الفاضل
إليك من يخالفك الرأي هنا ( http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=27)
فلننتقل إلى هناك
على أية حال ... الخلاف في وقوع الترادف من عدمه قديم، وأحسب أنه لن يحسم.
والذي يعنينا هنا: وقوعه في القرآن الكريم، ووقوعه فيه مما يأباه إعجازه القاضي باصطفاء اللفظ في موضعه الذي لا يمكن أن يقوم به غيره.
ولو قلنا بالترادف في القرآن الكريم، فمعنى هذا: أن اللفظ المرادِف يمكنه أن ينهض بمعنى المرادَف، وهذا محال في البيان العظيم.
كما أن علة التنويع في التعبير وحسب تقف قاصرة أمام الإعجاز البياني للقرآن الكريم.
على أن جهد المشتغلين في الإعجاز القرآني في التفريق بين ألفاظ ومقارباتها، وخروجهم بتأويلات قد لا تشفي الغليل في بعضها، لا يقتضي القول بالترادف، فلله كلامه المعجز الذي لن يبلغ أحدٌ الشأوَ في الإحاطة بأسراره.
ويحضرني - في هذا المقام - قولٌ لابن الأعرابي نقله عنه ثعلب:
" كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد، في كل منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العربَ جهلَه " (الفروق اللغوية / 65)
وهذا أراه يصدق على القرآن الكريم أصدق بيان؛ فقد يفتح الله على أحدهم بإدراك الفرق، وقد يبقى ذاك سرًا مطويًا مع سائر أسرار البيان المعجز.
وإذا أمكن إدراك الفرق فذاك، وإلا ينبغي لنا أن نعترف بالقصور عن لمح فروق الدلالة لألفاظ قرآنية تبدو عند بعضهم مترادفة، ولن يكون لنا - حينئذ - إلا أن نقر بالعجز والجهل، وما الجهود البلاغية المبذولة سوى محاولات يُبتغى بها ثواب المسعى، وشرف الوسيلة والقربى.
والله - تعالى - أعلم.