تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وللشيخ عبدالرحمن السعدي كلام نفيس أشار فيه إلى بلاغة هذا الحذف، وبيّن أنه طريقة من طرق التعبير القرآني، وقاعدة من قواعده التي يسير عليها، فذكر أن من بلاغة القرآن الكريم أنه يحذف متعلق المعمول، ذكر ذلك في كتابه " القواعد الحسان لتفسير القرآن"، ذكر فيه سبعين قاعدة من قواعد القرآن الكريم، وذكر هذه القاعدة، وجعلها الرابعة عشرة، وفي تقديمها علىغيرها؛ إشارة إلى أهميتها، وأنه من القواعد الأساسية في تعبير القرآن عن مقاصده، يقول: ((حذف متعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له، وهذه قاعدة مفيدة جداً متى اعتبرها الإنسان في الآيات القرآنية أكسبته فوائد جليلة؛ وذلك أن الفعل وما هو معناه متى قُيِّد بشيء تقيد به، فإذا أطلقه الله –تعالى -، وحذف المتعلق كان القصد من ذلك: التعميم، ويكون الحذف هنا أحسن، وأفيد كثيراً من التصريح بالمتعلقات، وأجمع للمعاني النافعة)). (15)

وساق لذلك كثيراً من الشواهد، وكان مما ذكره من الشواهد: آية الصوم التي معنا، وهي قوله:

چ يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ? فأشار إلى بلاغة حذف المتعلق في قوله ? لعلكم تتقون ? فبين حكمته وأسراره قائلاً: ((يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي لعلكم تتقون المحارم عموماً، ولعلكم تتقون ماحرم الله للصائمين من قول الزور، والعمل به، ومن كل الأحوال السيئة والخبيثة، وتتقون وتتجنبون المفطرات، والممنوعات، ولعلكم تتصفون بصفة التقوى، وتحصلون على ما يقيكم مما تكرهون، وتتخلقون بأخلاقها)). (16)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

الحواشي والتعليقات:

(1) انظر: البحر المحيط: 2/ 35.

(2) الأنعام: 54.

(3) المجادلة: 21.

(4) المجادلة: 22.

(5) انظر: معاني القرآن: 1/ 110، للفراء.

(6) تأملات في سورة البقرة: 2/ 973.

(7) انظر: الكشاف: 1/ 334، و: التفسير الكبير: 5/ 95.

(8) جامع البيان: 2/ 156.

(9) انظر: محاسن التأويل: 3/ 414.

(10) انظر: تفسير القرآن الحكيم: 2/ 143.

(11) التحرير والتنوير: 2/ 157.

(12) انظر: معاني القرآن: 1/ 252، للزجاج، و: تفسير القرآن الحكيم: 2/ 143.

(13) انظر: التفسير الكبير: 5/ 60، و: تيسير الكريم الرحمن: 1/ 143.

(14) انظر: محاسن التأويل: 1/ 149.

(15) القواعد الحسان لتفسير القرآن: 46.

(16) المصدر السابق: 47. [/ font]

ـ[العباس]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 09:58 م]ـ

بارك الله فيك د. عبد العزيزالعمار، وجعلك الله ذُخراً للعالمين

ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 09 - 2008, 10:58 م]ـ

جزاك الله خيرا

وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير