كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة: نقل الذهبي في السير 7 - 446 و 452 والزيلعي في نصب الراية 1 - 285 عن البيهقي في الخلافيات أنه قال في حماد بن سلمة ( .. لما طعن في السن ساء حفظه فلذلك لم يحتج به البخاري وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد دون الاحتجاج فالاحتياط ان لا يحتج به فيما يخالف الثقات 000] وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات والكتاب والسنة وأمراً معلوما من الدين بالضرورة وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء بما في ذلك أمور دنياهم. الله أعلم بأمور دنيانا منّا.
-----
من أمثلة كلام علماء السنة عن الاحتجاج بالأصل وأنه غير الاستشهاد عند مسلم ما يلي
(قال النووي في شرحه لصحيح مسلم ج 1 ص 91 في سياق حديثه عن أحد الرواة الضعفاء: فإن قيل: فإذا كان هذا حاله فكيف روى له مسلم فجوابه من وجهين أحدهما .. والثانى [أنه لم يذكره أصلا ومقصودا بل ذكره استشهادا]) إنتهى.
وقال أبو الوفا الحلبي الطرابلسي المتوفى في القرن التاسع الهجري في كتابه المسمى التبيين لأسماء المدلسين ج: 1 ص: 222 ما يلي: ميمون بن أبي شبيب متكلم فيه ولم أر أحدا من الحفاظ وصفه اني رأيت بخط بعض فضلاء الحنفية الفقهاء حاشية في أوائل صحيح مسلم في المقدمة فإن قيل ميمون بن أبي شبيب مدلس وقد روى عن المغيرة بالعنعنة فلا تقبل روايته [قلنا مسلم إنما رواه عنه استشهادا] بعد ان رواه من حديث بن أبي ليلى عن سمرة. إنتهى.
وقال ابن حجر في كلامه عن أحد الرواة في تهذيب التهذيب ج: 1 ص: 183: وقال بن القطان الفاسي لم يحتج به مسلم إنما أخرج له استشهادا. إهـ
من أمثلة ذلك التفريق بين الإحتجاج والمتابعة أيضاً: ما قاله ابن القيم في المنار المنيف 1/ 149 حيث قال (وعلى ابن زيد قد روى له مسلم [متابعة] ولكن هو ضعيف وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما ينفرد به) إهـ
لذا لا يحتاج المسلم المتدبر لكتاب الله وسنة رسوله أن يذكره أحد بأن الله هو علام الغيوب وأنه هو العليم الحكيم وأن الله الذي رضي لنا الإسلام دينا وشرعه لنا إلى يوم القيامة أعلم بأمور دنيانا منا. أيشك أحد من المسلمين في أن الله أعلم منه بأمر دنياه وجميع أموره. قال الله " قل أأنتم أعلم أم الله "
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 04, 05:52 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3893
ـ[الغواص]ــــــــ[21 - 01 - 04, 04:12 م]ـ
جزاك خيرا أخي الكتب
وجزاك الله خيرا الشيخ عبدالرحمن الفقيه
لكن الموضوع مقفل هناك
ـ[الكتب]ــــــــ[21 - 01 - 04, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيراً
ياشيخ عبد الرحمن
لقد فتح معي الرابط
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 11:42 ص]ـ
فائدة تبدو لمن تأمل الحديث الشريف، وهي أن الحديث يحث على التجريب في أمور الدنيا، وعدم الاستسلام لأسر العادة، فالناس أحيانا يعتقدون في شيء أنه سبب لمسبب معين ولا يكون كذلك، ككثير من الأدوية الشعبية التي ثبت في الطب الحديث عدم جدواها، ومن أمثلة ذلك أن الوثنيين في مصر كانوا يعتقدون أن إلقاء فتاة في نهر النيل هو الذي يسبب حصول الفيضان، فلما أسلموا وجربوا عدم إلقائها تبين لهم أن فيضان النهر لا علاقة له بما كانوا يظنونه سببا، (سواء أكان قطع تلك العادة القبيحة على يد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو على يد غيره فالغرض ضرب المثال، وليس الغرض الكلام على قصة الكتاب الذي أرسله عمر إلى عمرو رضي الله عنهما ليلقيه في النيل فقد سبق تخريج شيخنا الجليل الشيخ عبد الرحمن الفقيه _حفظه الله_ لها في الملتقى وبين ضعفها على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19956&highlight=%C7%E1%E4%ED%E1+%DA%E3%D1
)
فالحاصل أن العادة كانت قد جرت بتأبير النخل، والناس يتناقلون أن التأبير له أثر في الإثمار، ولم يجرّب أحد من أهل مدينة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ترك التأبير، فأرشد المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى تجربة ترك التأبير، ومقارنة حال الثمر به وبدونه.
ومن فوائد الحديث أيضا تسلية أهل العلوم الدنيوية التجريبية إذا جربوا طريقة جديدة أو تغييرًا في عادة متبعة، وكانت النتيجة أن الطريقة القديمة أنجح من طريقتهم الجديدة، فلا ييأسوا ولهم أسوة في المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وبهذا يتبين أن الحديث يحث على إجراء التجارب والبحوث في جميع المجالات الدنيوية.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 07 - 04, 11:04 م]ـ
أخرج البزار قال: "حدثنا أبو كامل الجحدري قال: نا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:: (مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل فرأى قوماً في رؤوس النخل يلحقون فقال: ما تصنعون أو مايصنع هؤلاء؟ قال: يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى فقال: ما أظن هذا يغني شيئاً فبلغهم ذلك فتركوه فصار شيصاً فقال: أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم، وإني قلت لكم ظناً ظننته فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى.) ".
فهذا النص شاهد لتلك المتابعة.
وليس في الحديث بمختلف رواياته ما يذهب إلى أن علمهم فوق علم الله في أمور الدنيا، بل فيه أنهم أعلم من رسول الله بأمور الدنيا، وهذا لا حرج فيه ولا ضير كما ذهب إلى ذلك العديد من العلماء، بل كما تدا على ذلك نصوص كثيرة.
وأكثر من ذلك لماذا استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في مناسبات عدة؟ لماذا نزل عند رأيهم في بعضها؟
لكن مهم أن نحدد ما هو أمر الدنيا وما هو أمر الدين. مهم أن نؤكد على أن ما أتى به الوحي من أحكام دنيوية دين واجب على المسلم.
وعدم الدقة في هذه المسألة لدى البعض ليس مبررا للحكم على تلك المتابعة بالوضع بدون سند علمي واضح.
والله أعلم وأحكم
¥