[جزء في طرق حديث: " أول ما خلق الله القلم "]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:17 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،
فهذا جزء حديثي جمعت فيه طرق حديث " أول ما خلق الله القلم "، وكان الباعث لذلك أني كنت أقوم بتحرير جزء أسميته: " القول الموثوق بإثبات أن القلم أول مخلوق "، ثم وقفت أثناء تحريره على أثر ابن عباس: " إن الله - عز وجل - كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة "، وهذا وإن كان موقوفاً إلا أن له حكم الرفع، فتحمل الأولية في أحاديث: " أول شيء خلقه الله القلم " على خلق السماوات والأرض وما فيها.
وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ورد الحديث: من حديث ابن عمر، وعبادة بن الصامت، وابن عباس، وأبي هريرة، مرفوعاً.
ومن حديث ابن عباس، وابن مسعود، موقوفاً.
أولاً: حديث عبادة بن الصامت.
وله عنه طرق:
1 - الوليد بن عبادة، عنه.
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 317)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 92)، وابن أبي عاصم في " السنة " (107)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 264)، والبزار في " البحر الزخار " (2687)، والفريابي في " القدر " (71 و 72 و 73)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وفي " تاريخه " (1/ 32)، والطبراني في " مسند الشاميين " (1949)، والآجري في " الشريعة " (1/ 226، 227 و 357 و 372/ 194 و 384 و 410)، وابن بطة في " الإبانة " (1362)، وابن أبي زمنين في " أصول السنة " (57)، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (8/ 350، 351 و 352، 353/ 426 و 431).
من طريق معاوية بن صالح، قال: حدثني أيوب بن أبي زيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" إن أول شيء خلق الله القلم، فقال له: اجر، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ".
وهذا الإسناد حسن؛ رجاله ثقات غير أيوب بن أبي زيد فقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وحسن ابن المديني حديثه - كما في " لسان الميزان " (2/ 175)، و " النكت الظراف " (4 261) -.
وتابع عبادة بن الوليد، عطاء بن أبي رباح، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: حدثني أبي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد ".
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 92)، والترمذي في " سننه " (2155 و 3319)، والطيالسي في " مسنده " (578)، وابن أبي عاصم في " سننه " (105)، وابن أبي حاتم في " تفسيره " - كما في " تفسير ابن كثير " -، والهيثم بن كليب في " مسنده " (1192)، وأبوعروبة الحراني في " الأوائل " (4)، وأبوالقاسم البغوي في " الجعديات " (3444)، وابن جرير الطبري في " تفسيره " (29/ 11)، وأبوطاهر بن أبي صقر في " جزئه " (13)، والآجري في " الشريعة "، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (2/ 218 / 357) و (4/ 615 / 1097)، والمزي في " تهذيب الكمال " (18/ 456 و 457)، وأبوسليمان بن زبد الربعي في " وصايا العلماء عند حضور الموت " (ص 49). .
عن عبدالواحد بن سليم، عن عطاء بن أبي رباح، به.
قال الترمذي: " حديث غريب من هذا الوجه ".
قلت: إسناده ضعيف؛ عبدالواحد بن سليم ضعفه ابن معين، وقال أبوحاتم: " شيخ "، وقال البخاري: " فيه نظر ".
فمثله يصلح في المتابعات، وقول البخاري هذا وإن كان يطلقه في من تركوا حديثهم، ولكن هذا في الغالب، وليس مطرد.
وتابعه عبد الله بن السائب، عن عطاء بن أبي رباح، به.
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (104)، وفي " الأوائل " (2)، والفريابي في " كتاب القدر " (424).
من طريق بقية بن الوليد، عن معاوية بن سعيد، قال: حدثني عبدالله بن السائب، عن عطاء بن أبي رباح، به.
وإسناده ضعيف؛ بقية مدلس ولم يصرح بالسماع، وأما معاوية بن سعيد فحسن الحديث؛ روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان.
¥