تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان بطلان عبارة [أنتم أعلم بأمور دنياكم] وأنها من زوائد المتابعات*]

ـ[الكتب]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:51 م]ـ

اخواني

وجدت هذا البحث في أحد المنتديات

فما رأيكم فيه

ولكم شكري

إن من الأمورِ المعروفة عند علماء السنة أن هناك فرقاً بين ما يورده مسلم رحمه الله في صحيحه احتجاجا وما يورده زيادة للمتابعة أو الاستشهاد

وإليكم مزيد بيان:

يورد مسلم في صحيحه عدة روايات في الموضوع أو الباب الواحد تكون الرواية الأولى في الباب هي التي على شرط الصحة، أي هي التي صح إسنادها عنده أما ما يأتي به بعدها في نفس الباب فلمجرد الزيادة والاستشهاد مع أنها بأسانيد ضعيفة أحياناً. كما أنه كان يرتب روايات الاستشهاد ترتيبا نازلاً فيجعل أضعفها في آخر الباب. فإذا كانت الروايات الآتية بعد الرواية الأولى موافقة للرواية الأولى في بعض الجمل أو العبارات كانت هذه العبارات هي محل الاستشهاد وأما ما كان فيها من عبارات ليست في الرواية الأولى فليست محلا للاستشهاد ولا يحتج بها لأنها ضعيفة أحياناً. بل تكون أحيانا موضوعة يُجزم بنفي نسبتها إلى النبي ويجزم بأنها إنما نسبت إليه من قبل بعض الرواة كذباً أو خطئاً كما في المثال الذي معنا في هذا المقال. فعند الرجوع إلى هذا الموضع في صحيح مسلم، نجده يروي بسنده حديث النبي في الرواية الأولى الصحيحة، وليست فيها هذه العبارة (أنتم أعلم بأمر دنياكم) ولا حتى في الرواية التي بعدها ولم ترد هذه العبارة إلا في آخر وأضعف رواية في الباب وهي رواية ضعيفة الإسناد لا يحتج بما جاء فيها من عبارات زائدة. وحتى إذا افترضنا أن إسنادها يظهر عليه الصحة فإنها تكون حين إذ رواية شاذة والرواية الشاذة مردودة عند علماء السنة. ولمعرفة المزيد عن معنى (الرواية الشاذة) يمكنكم – ان شاء الله – الضغط على الرابط الذي في نهاية هذا الموضوع. إذاً، هي رواية قد أحاطت بها العلل من كل جانب فهي معلولة المتن من جانب وشاذة أو منكرة من جانب آخر. فهيا بنا نتأمل الرواية الأولى صحيحة الإسناد في بابنا هذا، فهي بعد ذكر مسلم لإسناده كالتالي: " عن موسى بن طلحة عن أبيه قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل فقال " ما يصنع هؤلاء " فقالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ما أظن] يغني ذلك شيئا ". قال فأُخبروا بذلك فتركوه فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني [إنما ظننت ظنا] فلا تؤاخذوني [بالظن] ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل ") قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج: 15 ص: 116 قال العلماء ولم يكن هذا القول خبرا وإنما كان ظنا كما بينه في هذه الروايات. انتهى. إذاً، يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي لم يقل (أنتم أعلم بأمر دنياكم) وحاشاه أن يقول ذلك. كما بين النبي أن ذلك مجرد ظن منه وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً (وهذا ضابط مهم) فقال منذ البداية " ما أظن " ولم ينههم ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه فقال " فإني إنما [ظننت ظنا] فلا تؤاخذوني بالظن ". فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة أعلم بأمور دنيانا منا.


إسناد تلك الرواية الموضوعة فيها هشام بن عروة عن أبيه وقد حدث بها في العراق فالراوي الذي رواها عنه عراقي [وقد أُنكر على هشام بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه إلا ما سمعه منه ثم تسهل فكان يرسل عن أبيه]. (المرجع: تذكرة الحفاظ للقيسراني المتوفى سنة 507 هـ. ج 1. ص 145.).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير