تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصحيف في سنن ابن ماجه بينه الحافظ المزي]

ـ[أبو نايف]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:07 م]ـ

جاء في سنن ابن ماجه (2/ 312 بشار)

1114 - حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن أبي سفيان عن جابر قالا: جاء سليك الغطفاني ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخطب. فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أصليت ركعتين قبل أن تجئ) قال: لا. قال: (فصل ركعتين وتجوز فيهما).

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالي في (زاد المعاد 1: 420):

قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي: هذا تصحيف من الرواة، إنما هو (أصليت قبل أن تجلس) فغلط فيه الناسخ.

وقال: وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به، بخلاف صحيحي البخاري ومسلم، فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما.

قال: ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف.

قال العلامة ابن القيم: ويدل علي صحة هذا أن الذين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها وبعدها، وصنفوا في ذلك من أهل الأحكام والسنن وغيرها، لم يذكر واحد منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلها، وإنما ذكروه في استحباب فعل تحية المسجد والإمام علي المنبر، واحتجوا به من منع من فعلها في هذه الحال

فلو كانت هي سنة الجمعة، لكان ذكرها هناك، والترجمة عليها، وحفظها، وشهرتها أولي من تحية المسجد.

ويدل عليه أيضا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يأمر بهاتين الركعتين إلا الداخل لأجل أنها تحية المسجد، ولو كانت سنة الجمعة لأمر بها القاعدين أيضاً، ولم يخص بها الداخل وحده.

هذا والله تعالي أعلم

ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 04, 06:13 م]ـ

جزاكم الله خيرا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15396&highlight=%D3%E4%E4+%C7%C8%E4+%E3%C7%CC%E5

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:36 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:

يبدو أن الحافظ المزي رحمه الله تعالى قد حكم بتصحيف هذه اللفظة اعتماداً على إحدى نسخ ابن ماجة.

وأقول: بعد إطلاعي على بعض نسخ ابن ماجة القديمة؛ تبين لي أن الحافظ المزي رحمه الله قد جانبه الصواب في هذه المسألة لأمور:

أولاً: لقد اطلعتُ على نسخة قديمة من "سنن ابن ماجة" كُتبت سنة (602هـ)، فوجدت أن الناسخ قد أثبت في نص الكتاب كلمة (تجيء) وعلم عليها بـ (صح) إشارة منه إلى أنه ضُبط وصحَّ على ذلك الوجه، ثم ذكر في الحاشية كلمة (تجلس) وعلم عليها بـ (صـ) وهي علامة التضبيب إشارةً منه إلى ورودها من جهة النقل ولكنها مصحّفة.

ثانياً: ثم بعد ذلك اطلعتُ على نسخة أخرى من "سنن ابن ماجة" كُتبت سنة (730هـ)، فوجدت أن الناسخ قد أثبت في نص الكتاب كلمة (تجيء).

ثالثاً: أخرج هذا الحديث بإسناده ومتنه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 449/1946) وذكر فيه كلمة: (تجيء) وهو الموافق لرواية ابن ماجة.

رابعاً: قال خيثمة بن سليمان في "حديثه" (ص78): حدثنا الحسين بن الحكم حدثنا اسماعيل بن أبان الوراق حدثنا صباح بن يحيى المزني عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير

عن جابر قال جاء سليك والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صليت قبل أن تجيء)).

قال: لا

قال: ((قم فصل ركعتين ثم اجلس)).

ثم قال: ((إذا جاء أحدكم ولم يكن صلى، فليصل ركعتين قبل أن يجلس وذلك يوم الجمعة)).

قلت (أحمد بن سالم): وهذه الرواية أيضاً ورد فيها كلمة (تجيء).

خامساً: قال الإمام الأوزاعي - كما في "فتح الباري" (2/ 410) -: [إن كان صلى في البيت قبل أن يجيء فلا يصلي إذا دخل المسجد]. انتهى.

قلت (أحمد بن سالم): وفي هذا القول رد على الإمام ابن القيم حيث ذكر أن العلماء لم يذكروا هذا الحديث في سنة الجمعة القبلية.

سادساً: قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 410):

[ويحتمل أن يكون معنى قبل أن تجيء: ((أي إلى الموضع الذي أنت به الآن))، وفائدة الاستفهام ((احتمال أن يكون صلاها في مؤخر المسجد ثم تقدم ليقرب من سماع الخطبة)) كما تقدم في قصة الذي تخطى ويؤكده أن في رواية لمسلم أصليت الركعتين بالألف واللام وهو للعهد ولا عهد هناك أقرب من تحية المسجد وأما سنة الجمعة التي قبلها فلم يثبت فيها شيء]. انتهى.

[خلاصة البحث]:

1 - أن لفظة (تجيء) صحيحة كما تقدم بيانه، ومن أثبت (تجلس) مكانها فقد مشى فيها على الجادة.

2 - يمكن الجمع بين (تجيء) و (تجلس) كما ذكر الحافظ من أنه: ((احتمال أن يكون صلاها في مؤخر المسجد ثم تقدم ليقرب من سماع الخطبة)).

وكتبه

أحمد بن سالم بن أحمد بن علي المصري

غفر الله له ولوالديه

وهذه صورة للحديث من النسخة الخطية المكتوبة سنة (602هـ).

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5256&stc=1&d=1142545628

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير