تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق " دخل رجل الجنة في ذباب "]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 04 - 04, 01:54 ص]ـ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام عل رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اقتدى بهداه.

أما بعدُ:

حديث " دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار في ذباب ".

قالوا: وكيف ذلك؟

قال: " مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً فخلوا سبيله ".

قال: " فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذباباً، قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله – عز وجل – ".

قال: " فضربوا عنقه؛ فدخل الجنة ".

ذكره مرفوعاً شيخ الإسلام ابن القيم في " الداء والدواء " وعزاه لأحمد!، والشيخ محمد بن عبدالوهاب في " كتاب التوحيد " وعزاه لأحمد!!، وبعض المشايخ المعاصرين في كتبهم.

والذي يترجح أن الخطأ من ابن القيم، ونقله عنه من بعده، فلم يذكر (سلمان) في الإسناد، وزاد قوله: " يرفعه "، وهو وهم منه، ومما يؤكد ذلك أن السيوطي في " الدر المنثور " عزاه لأحمد في الزهد موقوفاً على سلمان.

ولكن عزاه الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – في " معارج القبول " لأحمد في " المسند "، فقال: " وفي مسند الإمام أحمد – رحمه الله – عن طارق بن شهاب – رضي الله عنه –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ... (فذكره) ".

ويغلب على الظن أنه بعزو ابن القيم ومن بعده إلى الإمام أحمد، بلا تقيد.

وأعله الشيخ محمد العثيمين في " القول المفيد " بعلتين:

الأولى: أنه مرسل؛ لأن طارق بن شهاب اتفقوا أنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في صحبته.

والثانية: أن الحديث معنعن من قبل الأعمش، وهو من المدلسين، وهذه آفة هذا الحديث.

الثالثة: أن الإمام أحمد رواه طارق عن سلمان موقوفاً من قوله، وكذا أبونعيم وابن أبي شيبة، فيحتمل أن سلمان أخذه عن بني إسرائيل.

قلت: وفيما ذكره الشيخ نظر، فالعلة الأولى ليست بعلة؛ لأن مثل طارق بن شهاب غالب رواياته عن الصحابة.

ثم وقفت على كلام لحافظ ابن حجر وافق ما قلته، فالحمد لله، فقد قال في " الإصابة " (3/ 510): " إذا ثبت أنه لقي النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه؛ فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح ".

وأما الثانية فالراجح، قبول عنعنة الأعمش في الغالب، ولكن لا نلزم الشيخ بها.

وأما الثالثة فصواب، وسيأتي بيانها، إن شاء الله.

والأثر أخرجه أحمد في " الزهد " (ص 15، 16) – ومن طريقه الخطيب في " الكفاية " (1/ 550 / 564) –، وأبونعيم في " الحلية " (1/ 203) من طريق الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي، قال: " دخل رجل الجنة في ذباب .... (فذكره) ".

وإسناده صحيح؛ رجاله رجال الصحيحين، غير سليمان بن ميسرة، وقد وثقه ابن معين – كما في " الجرح والتعديل " (4/ 143) –، وابن حبان في " الثقات " (4/ 310)، وقال ابن خلفون في " الثقات " – كما في " تعجيل المنفعة " (ص 168): " وثقه العجلي، ويحيى، والنسائي ".

قلت: رواه عن الأعمش هكذا: أبومعاوية بن خازم الضرير، وجرير بن حازم.

وخالفهما محاضر بن المورع، فرواه: عن الأعمش، عن الحارث بن شبيل، عن طارق بن شهاب، قال: قال سلمان: ... (فذكره).

فجعل (الحارث بن شبيل) بدلاً من (سليمان بن ميسرة).

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (5/ 485 / 7343).

ومحاضر هذا، قال أبوحاتم: " ليس بالمتين، يكتب حديثه "، وقال النسائي: " ليس به بأس ".

قلت: فهذه الرواية منكرة، والمحفوظ الرواية الأولى.

وقد توبع سليمان بن ميسرة، تابعه مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، به.

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/ 473 / 33038).

وإسناده صحيح.

ولا يقال له حكم الرفع؛ لأن سلمان – رضي الله عنه – يروي الإسرائيليات.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 04 - 04, 07:21 ص]ـ

جزاك الله خيرا

وفي هذا الرابط فوائد حول هذا الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5320

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير