تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرد على من ضعَّف حديث ((كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا)) وبيا

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 08:43 م]ـ

الرد على من ضعَّف حديث ((كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا)) وبيان صحته

الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه.

وبعد ...

قال أبو داود (5237): حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عثمان بن حكيم قال أخبرني إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة الأسدي عن أنس بن مالك: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلانٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَسَكَتَ وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ، أَعْرَضَ عَنْهُ، صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا، حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ، وَالإِعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأُنْكِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ، فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَرَهَا، قَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟) قَالُوا: شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَهَدَمَهَا فَقَالَ: ((أَمَا، إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا إِلا مَا لا ـ يَعْنِي مَا لا بُدَّ مِنْهُ ـ)).

وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، أحمد بن يونس اليربوعى فما فوقه إلى أنس، خلا أبا طلحة الأسدى، وقد وثق.

فقد ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، وذكرا ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وأما الإمام مسلم، فقد ذكره فى ((المنفردات والوحدان)) (ص194) فقال: ((وممن تفرد عنه الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري بالرواية: أبو طلحة الأسدي جلست عند ابن عباس)).

قلت: بل روى عنه جماعة كما علمت، فخرج بذلك عن حد الجهالة.

وقال الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ فى ((السلسلة الضعيفة)) (1/ 212/176): ((وقال الحافظ العراقى فى ((تخريج الإحياء)) (4/ 202): إسناده جيد.

قلت: كلا، فإن أبا طلحة الأسدى لم يوثقه أحد. وفى ((التقريب)) للحافظ ابن حجر: ((مقبول)) يعنى عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. وقد توبع بما ذكره ابن أبى حاتم ((العلل)) (2/ 102): ((سمعت أبى وذكر حديثاً رواه مروان بن معاوية عن محمد بن أبى زكريا عن عمار عن أنس: مرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى جانب دور الأنصار، فأبصر قبَّة مبنية ....... فذكره. قال أبى: أرى هذا خطأ، وأنه عمار بن ميمون، وابن أبى زكريا مجهول)).

قلت: فهذه متابعة مما تزيد الحديث وهناً، فإن زياد بن ميمون وضَّاع)) اهـ.

وأقول: ليس فيما ذكره الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ حجة قائمة، ولا دلالة بيِّنة على تضعيف أبى طلحة، وترك الاحتجاج به، وهو جدير بالتوثيق للاعتبارات الآتية:

[أولاً] ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 574/6326). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 437/6697): ((أبو طلحة الأسدى. عن ابن عباس، وأنس. وعنه: الأعمش، وأبو العميس. صدوق)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير