[تخريج حديث: " الطواف بالبيت صلاة ... " (منقول).]
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:07 ص]ـ
خالد بن صالح بن إبراهيم الغصن
18/ 12/1424
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه،ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمَّا بعد:
فقد سبق لي أنْ كتبت شيئاً في تخريج بعض الأحاديث المهمَّة، ودرستها دراسة حديثيِّة مفصَّلة، على ضوء قواعد، ومناهج متقدمي علماء الحديث، الذين لهم المرجع في معرفة هذا العلم الشريف.
وقد أشار إليَّ بعض الإخوة الفضلاء بنشرها، فراودت نفسي بذلك مراراً حتى اطمأنَّتْ بإخراج ولو جزء منها، حتى يَعُمَّ نفعُها، ولعلَّها أيضاً تلقى استحسان المتخصِّصين بهذا الفن، أو تعقَّبهم بما يرونه من ملحوظات بنَّاءة فيرسلون بها إليَّ، فحينئذٍ أشكرهم، وأثني عليهم، ولهم مني دعوة صالحة بظهر الغيب إنْ شاء الله تعالى.
وقد وقع الاختيار في هذا الجزء على حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (الطواف بالبيت صلاة …) الذي طالما اختلفت آراء الفقهاء في أحكامه، ومعناه، وتباينت اجتهادات المحدِّثين والنُّقاد (المتقدمين منهم والمعاصرين) في تصحيحه، أو تضعيفه.
وإنما اخترت هذا الحديث خاصة؛ لأنه حديث يهمُّ الفقيهَ والمحدِّثَ، ولمناسبته موسم الحج، ولأنه أصلٌّ - عند الفقهاء - في أكثر من مسألة فقهية، فدعاني ذلك إلى تحقيق القول فيه، ودراسته دراسة حديثيِّة موسَّعة، بالنظر في أوجه الاختلافات والطرق لهذا الحديث، ومراعاة أحوال رجال أسانيدها، لأنَّ الحديث ربما لا تعرف صحَّته من ضعفه حتى تجمع طرقه وأسانيده فتعرض بعضها على بعض، وفي ذلك يقول عبد الله بن المبارك: (إذا أردتَ أنْ يصحَّ لك الحديث، فاضربْ بعضه ببعض) وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تجتمع طرقه، لم يتبيِّن خطؤه) وقال الخطيب البغدادي: (والسبيل إلى معرفة علة الحديث: أنْ يُجمع بين طرقه، ويُنظر في اختلاف رواته، ويُعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان والضبط) [انظر الجامع للخطيب 2/ 212، 295، 296].
وبادئ ذي بدء سأتناول حديثنا هذا بعرضه بسنده ومتنه من جامع الترمذي، ثم سأقوم بتخريجه، ثم دراسته والحكم عليه، ثم أذكر خلاصة الحكم عليه.
والله أسأل جلا وعلا أنْ يوفقني للهدى والصواب، وأنْ يهدني للسداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك سبحانه والقادر عليه.
الحديث
قال الإمام الترمذي: حدثنا قتيبة: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (الطواف حول البيت مثلُ الصلاة، إلا أنَّكم تتكلَّمون فيه، فمن تكلَّم فيه فلا يتكلَّمنَّ إلا بخير).
تخريج الحديث:
هذا الحديث رُوِي من وجهين اثنين، أحدهما: مرفوع، والآخر: موقوف:
الوجه الأول: (المرفوع):
أخرجه الترمذي (960) وأبو يعلى (2599) وابن خزيمة (2739) والحاكم (4/ 222) والبيهقي (5/ 87) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي (1847) عن الحميدي، وابن حبان (9/ 143 ح 3836) من طريق محمد بن المتوكل بن أبي السري، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) والبيهقي (5/ 85) من طريق سعيد بن منصور، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) من طريق أسد بن موسى، والحاكم (2/ 293) من طريق عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة عن الحميدي، أربعتهم – الحميدي، وابن المتوكل، وسعيد، وأسد – عن الفضيل بن عياض، والدارمي (1848) من طريق علي بن معبد، وابن عدي (5/ 364) والبيهقي (5/ 87) من طريق أبي جعفر النفيلي، كلاهما – علي، وأبو جعفر – عن موسى بن أعين، والحاكم (1/ 630) من طريق عبد الصمد بن حسان، عن الثوري، والحاكم (1/ 630) وعنه البيهقي (5/ 87) من طريق الحميدي، عن ابن عيينة، والحاكم (2/ 266، 267) وعنه البيهقي في المعرفة (2957) من طريق القاسم بن أبي أيوب،
ستتهم – جرير، والفضيل، وموسى، والثوري، وابن عيينة، والقاسم – عن عطاء بن السائب،
¥