تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جويرية بنت الحارث أعظم نساء النبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بركة

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 05 - 04, 12:25 م]ـ

قال الإمام البخارى فى ((كتاب العتق)): حدثنا علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ أخبرنا ابن عون قال: كتبت إلى نافع، فَكَتَبَ إِلَيَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَهُمْ غَارُّونَ، وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ.

وبنو الْمُصْطَلِقِ ـ بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء وكسر اللام بعدها قاف ـ بطن شهير من خزاعة، ينسبون إلى المصطلق بن سعيد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، ويقال: إن المصطلق لقب، واسمه جَذِيمة ـ بفتح الجيم بعدها ذال معجمة مكسورة ـ، وكانوا ينزلون على بئرٍ لهم يقال لها المريسيع، بينها وبين الفرع نحو من يوم، وبين الفرع والمدينة ثمانية برد، وكان سيدهم ومالك زمامهم حينذاك: الحارث بن أبى ضرار بن المصطلق الخزاعى، وقد أسلم بعد، وحسُن إسلامه.

وَهُمْ غَارُّونَ ـ بالغين المعجمة وتشديد الراء ـ جمع غارّ بالتشديد: أي غافل، أي أخذهم على غرَّة ولم ينذرهم قبل غزوهم.

قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى: ((وفى الحديث: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم الدعوة من غير أن يتقدم إنذار بالإغارة)) اهـ.

وفى ((الطبقات الكبرى)) للإمام محمد بن سعد: ((فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إليهم، فأسرعوا الخروج، وقادوا الخيول، وهي ثلاثون فرسا، في المهاجرين منها عشرة وفي الأنصار عشرون، وخرج معه بشر كثير من المنافقين، ولم يخرجوا في غزاة قط مثلها، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وكان معه فرسان: لزاز والظرب، وخرج يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان، وبلغ الحارث بن أبي ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد قتل عينه الذي كان وجهه ليأتيه بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيء بذلك الحارث ومن معه وخافوا خوفا شديدا، وتفرق من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع، وهو الماء، فاضطرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة، فتهيؤوا للقتال، وصفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر الصديق، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة، فرموا بالنبل ساعة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فحملوا حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، وقتل عشرة منهم، وأسر سائرهم، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء والذرية، والنعم والشاء، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد)).

وقال: ((وأمر بالأسارى فكتفوا، واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب، وأمر بالغنائم فجمعت، واستعمل عليها شقران مولاه، وجمع الذرية ناحية، واستعمل على مقسم الخمس وسهمان المسلمين محمية بن جزء، واقتسم السبي وفرق، وصار في أيدي الرجال وقسم النعم والشاء، فعدلت الجزور بعشر من الغنم، وبيعت الرثة في من يزيد، وأسهم للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم، وكانت الإبل ألفي بعير، والشاء خمسة آلاف شاة، وكان السبي مائتي أهل بيت، وصارت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتباها على تسع أواقي ذهبٍ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها وأداها عنها وتزوجها، وكانت جارية حلوة، ويقال جعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق، ويقال جعل صداقها عتق أربعين من قومها، وكان السبي منهم مَنْ مَنَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير فداء، ومنهم من افتدي، فافتديت المرأة والذرية بست فرائض، وقدموا المدينة ببعض السبي، فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم، فلم تبقَ امرأة من بني المصطلق، إلا رجعت إلى قومها)) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير