تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 4/1929): ((محجن الديلي له صحبة. قال لنا إسماعيل عن مالك عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه قال: صليت في أهلي، ثم أتيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فجلست، فلما قضى الصلاة، قال: ((ألست برجل مسلم؟) قلت: نعم، قال: ((فما منعك أن تصلَّي مع الناس؟) قلت: صليت في أهلي، قال: ((صلِّ، وإن كنت صليت)). وقال أبو نعيم عن سفيان عن زيد عن بشر بن محجن الديلي عن أبيه. قال أبو نعيم: وهم سفيان، وإنما هو بسر)).

وقال أبو عمر بن عبد البر ((التمهيد)) (4/ 223:222): ((اختلف الناس عن زيد ابن أسلم في اسم هذا الرجل، فقال مالك وأكثر الرواة له عن زيد فيه ((بسر بن محجن)) بالسين المهملة، كذلك هو في ((الموطأ)) عند جمهور رواته، وقيل فيه بشر بن عمر الزهراني عن مالك عن زيد بن أسلم عن ((بشر ابن محجن))، فقيل له في ذلك، فقال: كان مالك بن أنس يروي هذا الحديث قديما عن زيد بن أسلم فيقول فيه ((بشر))، فقيل له هو ((بسر))، فقال عن ((بسر)) أو ((بشر))، وقال بعد ذلك عن زيد بن أسلم عن ((ابن محجن))، ولم يقل ((بسر)) ولا ((بشر)). وقال فيه الثوري عن زيد بن أسلم عن ((بشر)) بالشين المنقوطة، وكان أبو نعيم يقول: بالسين كما قال مالك، ومن تابعه. ورواه الدراوردي عن زيد بن أسلم فقال فيه عن ((بشر)) بالمنقوطة كما قال الثوري. ورواه ابن جريج عن زيد ابن أسلم فقال فيه ((بسر)) كما قال مالك. وروى هذا الحديث أيضا حنظلة بن علي الأسلمي عن ((بشر بن محجن))، ولم يذكر أباه، ورواه عبد الله بن جعفر بن نجيح عن زيد ابن أسلم عن ((بشر بن محجن)) عن أبيه بالمنقوطة كما قال الثوري في رواية أصحاب الثوري عنه، وقد قيل فيه عن الثوري ((بسر)) أيضاً)) اهـ.

قلت: والذى رجحه أكثر الأئمة ((بسر)). قال أبو حاتم بن حبان ((الثقات)) (3/ 399/1315): ((محجن الديلى، والد بسر بن محجن، له صحبة. ومن قال ((بشر)) فقد أخطأ)). وكذا قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (2/ 124/1915)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (2/ 423/1682)، وأبو القاسم الطبرانى فى ((المعجم الكبير)) (20/ 294).

والخلاصة أنه بسر بن محجن بن أبى محجن الديلى، تفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم. وذكره ابن حبان فى ((الثقات))، وقد تلقى جماهير الأئمة حديثه بالقبول، والعمل بمقتضاه وإن اختلفوا فى بعض معانيه. وذكره الحافظ الذهبى إياه فى ((المغنى فى الضعفاء)) (1/ 103) فقال: ((لا يكاد يعرف))!!، مع تخريج مالك حديثه فى ((الموطأ)). والقاعدة عند الحافظ الذهبى فيمن ((لا يعرف)) ما قرره فى ((ديوان الضعفاء)) بقوله: ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)) اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 122/668): ((صدوق من الرابعة) يعنى من أوساط التابعين أمثال: إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، وصفوان بن سليم، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، وعامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، والنعمان بن أبى عياش الزرقى من المدنيين.

وإذ لم يرو عنه إلا زيد بن أسلم، فقد ثبت أن محله محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثه فى ((الموطأ))، وفى ذلك توثيق له وأشباهه ممن تفرد بالرواية عنهم واحد.

(2) رافع بن إسحاق الأنصارى مولى الشفاء لم يرو عنه إلا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة

وله فى ((الموطأ)) حديثان:

(الحديث الأول)

أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 199. تنوير الحوالك): عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق مولى لآل الشفاء ـ وكان يقال له مولى أبي طلحة ـ أنه سمع أبا أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو بمصر يقول: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس، وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا ذهب أحدكم الغائط أو البول، فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير