هذا ما ظهر والله اعلم "اهـ
الحمد لله
يلاحظ أن هذا الأثر لم يذكر شيخ الإسلام ولا ابن القيم تخريجه.
وشيخ الإسلام مكثر من الرواية من حفظه يعرف هذا كل من له عناية بكتبه، وابن القيم كثير النقل عنه.
فالظاهر أنه روى بالمعنى وقد بعد عهده به بهذا السياق، لا أنه تداخلت عليه النسخة ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 04 - 10, 06:18 م]ـ
قال فضيلة الشيخ الحمادي حفظه الله ورعاه ..
فقد رأيتُ سؤال الأخ العيدان عن أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يذكره الإمام ابن تيمية في كتبه، واطلعتُ على مشاركتك حفظك الله، فأحببتُ إلإحالة على تخريجٍ كتبته في الملتقى قبل سنة، وبيَّنتُ فيه أني لم أقف على الأثر باللفظ المشهور، وإنما وقفتُ على أثرٍ بمعناه
أخي الكريم لم أجد الأثر بهذا اللفظ، وقد كنتُ وقفتُ على أثرٍ بمعناه قبل سنوات.
وآمل ممن وقف عليه بلفظه ألا يبخل علينا بالإفادة.
أما الأثر الذي وقفتُ عليه؛ فهو ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
(6/ 410) وابن سعد في الطبقات (6/ 129) والحاكم في المستدرك (4/ 475) والبيهقي في الشعب (6/ 69) وأبو نعيم في الحلية (7/ 243) والحارث بن مسكين (البداية والنهاية 11/ 650) كلهم من طريق:
شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال:
خطبنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب. فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا اللفظ الذي ذكره حبينا وصاحبنا الشيخ عبد الله لا يظهر أنه بمعناه، وتقريره فيما يلي:
1 - قال شيخ الإسلام:
ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية. وهو كما قال عمر؛ فإن كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ومن نشأ في المعروف لم يعرف غيره فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم؛ ولهذا يوجد الخبير بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الاحتراز عنه ومنع أهله والجهاد لهم ما ليس عند غيره. ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أعظم إيمانا وجهادا ممن بعدهم لكمال معرفتهم بالخير والشر وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر لما علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح وقبح حال الكفر والمعاصي.
الفتاوى 10/ 301.
وقرر هذا المعنى ابن القيم أيضا.
فهذا المعنى الذي قرره شيخ الإسلام.
2 - المعنى الصحيح للأثر هو ما أخرجه الببيهقي في «شعب الإيمان» 12/ 204:
قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير هذا فيما أخبرنا أبو ذر محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر أنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن حنبل نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال: "قال لي أبا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من اثنتين ليس عندهم تقوى أهل الإسلام و لا أحلام الجاهلية ".
ويشهد لتفسير أحمد ما رواه البغوي في مسند ابن الجعد ص344:
فيه « .. إذا ساسهم من لم يصحب الرسول؛ فيقيده الورع، أو يدرك الجاهلية؛ فيأخذ بأحلامهم».
وهذا المعنى غير ما قرره شيخ الإسلام.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 04 - 10, 06:24 م]ـ
2 - المعنى الصحيح للأثر هو ما أخرجه الببيهقي في «شعب الإيمان» 12/ 204:
قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير هذا فيما أخبرنا أبو ذر محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر أنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن حنبل نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال: "قال لي أبا سليمان إن أمراءنا
ويشهد لتفسير أحمد ما رواه البغوي في مسند ابن الجعد ...
تصحيح: قال لي "يا "سليمان. والمراد الأعمش، ف"يا" صحفت إلى "أبا" كما رواه المروذي في أخبار الشيوخ، وسبق ونقله في موضوع طرف وملح ....
أما أحمد المذكور هو البيهقي نفسه، وكنت توهمت أنه ابن حنبل حين لمحته فيا لأسناد ولم أدقق، وقد جمعنا مجلس وجاء ذكر هذه الفائدة فانتبه الأخ الفاضل محمد بن عبد الله لذلك واستفدتها منه؛ فجزاه الله خيرا.