تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدَّثنَا عَبْدُ الرحْمَنِ بن واقِدٍ أَبُو مُسلِمٍ أخْبَرنا الوليدُ بن مُسلِم عَنْ زهيرِ بن مُحمَّد عَنْ مُحمَّدِ بن المنْكَدِرِ عَنْ جَابِر قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم عَلَى أصحَابِهِ فقرأ عليهم سُورَةَ الرحمنِ منْ أوَّلِها إِلى آخرها فسكتوا، فَقَالَ لقد قرأتُها عَلَى الْجِنِّ ليلة الْجِنّ فكَانَوا أحسنَ مردوداً منكم، كُنْتُ كلمَّا أتيت عَلَى قوله {فبِأيِّ آلاءِ ربِّكمَا تكذِّبَان} قالُوا لا بشيءٍ منْ نعَمِكَ ربَّنا نكذِّبُ فلكَ الحمدُ" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُه إلا من حديثِ الوليدِ بن مُسلِمٍ عَنْ زهيرِ بن مُحمَّدٍ. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل كَأنَّ زهيرَ بن مُحمَّدٍ الذي وقعَ بالشامِ ليسُ هُوَ الذي يُروى عَنه بالعراقِ. كَأنَّهُ رجلٌ آخرُ قلَبُوا اسمه يعَني لما يرْوُون عَنه من المناكيرِ وسمعتُ مُحمَّدَ بن إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ أهلُ الشامِ يرْوُونَ عَنْ زهيرِ بن مُحمَّدٍ مناكيرَ وأهلُ العراقِ يرْوُونَ عَنه أحاديثَ مقاربةً.

قال بان رجب في شرح العلل: (2/ 502):

"وقال أحمد في رواية أبي طالب: ((أهل المدينة إذا كان الحديث غلطاً يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما)).

ومراد أحمد بهذا كثرة من يروي عن ابن المنكدر من ضعفاء أهل المدينة، وكثرة من يروي عن ثابت من ضعفاء أهل البصرة، وسئ الحفظ والمجهولين منهم، فإنه كثرت الرواية عن ثابت من هذا الضرب فوقعت المنكرات في حيدثه، وإنما أتي من جهة من روى عنه من هؤلاء، وذكر هذا المعنى ابن عدي وغيره.

ولما اشتهرت رواية ابن المنكدر عن جابر ورواية ثابت عن أنس صار كل شئ ضعيف وسئ الحفظ إذا روى حديثاً عن ابن المنكدر يجعله عن جابر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإن رواه عن ثابت جعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا معنى كلام الإمام أحمد رحمه الله ورضي الله عنه والله أعلم". اهـ

قال مصطفى - عفا الله عنه -:

وكذلك رواية محمد بن حمص العوفي عن علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر، حديث الدعاء بعد الأذان بزيادة "إنك لا تخلف الميعاد" فهذه الزيادة ضعفها الإمام البخاري وأحمد، ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم من الأثبات.

ولذلك كان الأثبات كالبخاري ومسلم بخرجون لنفس الرواة بعض الأحاديث في صحيحيهما ويتركون البعض لسبرهم لأحاديثهم:

خذ هذا المثال:

إن البخاري علل حديث سعيد بن قتيبة عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل حديث الجمع بين الصلاتين.

وحديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة حديث الهوي إلى السجود.

وغيرها كثير ممن هم من رجال الصحيحين الذين ترك حديث لهم أو أكثر، مع أنهم يروي بعضهم عن البعض.

وأضيف:

نعم إذا تفرد راو عن راو برواية

واشتهروا بالرواية عن بعض،

وعرف أن مخرج الحديث من جهتهم

وكانوا لا يخالفون الرواة في مروياتهم عادة

فروايتهم مقبولة،

ناهيكم عن النظر في المتن وشروط قبوله.

أما رواية عبد الله بن السائب هذه فليس فيها شيء من هذا.

إننا نقبل رواية الرواة مرة ونردها مرة وذلك بالقرائن وليس هناك قاعدة ثابتة وهذا منهج النقاد من المتقدمين.

والحمد لله رب العالمين

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:54 ص]ـ

.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:03 م]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الفاسي

محمد بن المنكدر عن جابر تفردوا برواية الدعاء عقب الأذان هنا.

لكنهم لهم أحاديث أخرى.

............ ............ ..............

وهذه أحاديث شاركوا فيها الآخرين، واشتهروا بالرواية عن بعض، وتفردوا في تلك، فلا يضر فهم أثبات في بعضهم البعض.

........... ................... ...............

إن قبول الروايات من الرواة المشاهير لا يكون قبول رواياتهم على الإطلاق حتى ننظر في من روى عنهم.

.

يا أُخَىَّ. حيَّاك الله بخير. ووقاك المكروه والشر.

لذنبك فى لحنك أشدُّ علىَّ من ذنبك فى فهمك. فإن إصلا ح فهم الجَنَان أيسر من إصلاح لَكَنِ اللسان.

لما تباعدت ألفاظك من معانيها. وقامت عباراتك على غير مبانيها. وبعدت عليك مرامى العلياء. ووقفت من الإدراك على مسامع صماء. فقد نشرتُ لك عَلَمَ العِلْم لتأتمَّ بآثاره. وأوضحتُ لك بدر التمِّ لتهتدى بأنواره. وأخذت بحجزتك عن مهاوى الجهل لئلا تصطلى بناره. فداوِ بتعليمى إيَّاك مرضَ هذه الخُطَّة. وادخلْ من باب التَّسليم وقلْ حِطَّة.

لقد أذكرنى لحنُ كلامك رجلاً قال للحسن البصرى: ما تقول فى رجلٍ مات وترك أبيه وأخيه؟، فقال الحسن: ترك أخاه وأباه، فقال الرجل: فما لأباه وأخاه؟، فقال الحسن: فما لأبيه وأخيه، فقال البائس: أرانى كلما وافقتُك خالفتنى!!.

وشبيه به، ما يُحكى من سر وضع علم النحو، عن صعصعة بن صوحان قال: جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه، فقال: يا أمير المؤمنين! كيف تقرأ هذا الحرف ((لا يأكله إلا الخاطون))، فكلٌ واللهِ يخطو، فتبسم علي رَضِي الله عَنْه، وقال: يا أعرابي ((لا يأكلها إلا الخاطئون) فقال الأعرابى: صدقت واللهِ يا أمير المؤمنين، ما كان الله ليسلمَ عبدَه، ثم التفتَ علىٌّ رَضِي الله عَنْه إلى أبي الأسود الدؤلي، فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافَّة، فضعْ للناس شيئاً يستدلون به على صلاح ألسنتهم، فرسم له علم النحو.

وشبيه بهما، ما قاله شعبة: إذا كان المحدِّث لا يعرف النحو، فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة، ليس فيها شعير.

فهاكها نصيحةً آخذةً يمينَ الإرشاد. هاديةً إلى سبيل الرشاد. أنرتُ لك بها مسالك سبيلك. وجعلتها محجَّةً لدليلك. فضعها غرَّةً فى جبينك. واجعلها درةً فى يمينك. فانتصحْ ولا تملّ. عساكَ تبلغُ الأمل. والسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير