[سؤال عن معنى الإحاطة]
ـ[أمين يوسف الأحمدي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل الإخوة الأفاضل عن نصوص أهل السنة والجماعة في معنى الإحاطة في نحو قوله تعالى {والله بما يعملون محيط} وقوله {والله محيط بالكافرين}
وعن علاقة الإحاطة بالعلم أهي على المطابقة أم أن بينهما فرقا؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[02 - 11 - 09, 08:36 ص]ـ
الإحاطة صفة تليق بجلال الله وكماله
وقد أوضح ابن القيم كما في مختصر الصواعق أنه لا إشكال فيها
ومما يوضحها قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة.
فإذا كانت الأرض قبضته كان محيطا بها إحاطة تليق بجلاله وكماله.
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 05:42 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله وبعدُ
لا شكَّ أن صفة الإحاطة اعمُّ من صفة العلم من حيث المتعلَّقات؛ فالله تعالى يقول: (والله بما يعملون محيط) أي علماً وقدرةً وتدبيراً، فتكون الإحاطة أعمُّ من العلم، والعلم أخصُّ من الإحاطة ..
والعلاقة بين الإحاطة والعلم علاقة تضمُّن؛ فالإحاطة تتضمن العلم والقدرة والتدبير والمُلْك والقهر وغير ذلك من المعاني التي تتضمَّنها الإحاطة على ما يليقُ بجلال الله تعالى ..
وبعض المعاصرين يجعل متعلَّقات صفة الإحاطة أمران: العلم والقهر.
قال الأصبهاني في كتاب الحجة 1/ 163: (المحيط: هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلْقه، وهو الذي أحاط بكل شيءٍ علماً، وأحصى كل شيءٍ عدداً)
وقال البيهقي في الاعتقاد ص 68: (المحيط: هو الذي أحاطت قدرته بجميع المقدورات وأحاط علمه بجميع المعلومات).
وانظر أيضاً: معارج القبول 3/ 1000 وكذلك كتاب صفات الله الواردة في الكتاب والسنة للسقاف ص 229
ـ[أمين يوسف الأحمدي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:08 ص]ـ
أخوي الكريمين بارك الله فيكما واجزل لكما المثوبة على هذه الفوائد،
لقد كانت الغاية من هذا الكلام دراسة تفسير الإمام علم الدين السخاوي لقوله تعالى (والله محيط بالكافرين) قال-رحمه الله-في تفسيره (1/ 58): "والمحيط مشتق من الإحاطة، ومن أحاط بالشيء من جميع جهاته حصل له العلم به والاستيلاء عليه والتمكن منه غالبا، فقوله: (والله محيط بالكافرين) يريد أنه مهلكهم كقوله (لتأتنني به إلا أن يحاط بكم) (وأحيط بثمره) ويجوز أن يريد أنه عالم كقوله تعالى (ألا إنه بكل شيء محيط) (قد أحاط بكل شيء علما) " فالحاصل أن تفسير الإمام لصفة الإحاطة في هذا الموضع يحتمل أن يخرج إما على التضمن وإما على التفسير بلازم معنى الصفة و إما على التأويل. فمن كان له نظر في هذا الموضع فليتفضل به مشكورا مأجورا بارك الله في الجميع.
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 04:18 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
الإمام السخاوي – رحمه الله – ذكر معنى الإحاطة اللُّغوي، ولا ريب في ذلك.
والإحاطة في الأصل هي الاستيلاء على الشيء من كل جهاته.
ثم إنه رحمه الله ذكر معنى آية (والله محيطٌ بالكافرين) وأن المراد به إهلاكهم وهذا من متعلَّقات الصفة مناسبةً لسياق الآية، قال الأمين الشنقيطي – رحمه الله – في تفسيرها: قال بعض العلماء: (مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ): أي مهلكهم، ويشهد لهذا القولقوله تعالى: (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ) ( http://**********:openquran(11,66,66)) ، أي تهلكوا عن آخركم. وقيل: تغلبوا. والمعنى متقارب؛ لأن الهالك لا يهلك حتىيحاط به من جميع الجوانب، ولم يبق له منفذ للسلامة ينفذ منه. وكذلك المغلوب، ومنهقول الشاعر:
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقنوا ..... بما قد رأوا مالوا جميعًا إلى السِّلمِ
ومنه أيضًا: بمعنى الهلاك. قوله تعالى: (وأُحِيطَ بِهِمْ). وقولهتعالى: (وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ( http://**********:openquran(9,22,22)) ) أ – هـ.
قال العلاَّمة ابن جبرين – رحمه الله -: فالله -تعالى- وصف نفسه بالإحاطة (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=lma0005.htm#)) يعني محيط بالخلق؛ أي مستولٍ عليهم، وكذلك محيط بعلومهم، ومحيط بجميع المخلوقات.
هذا ما ظهر لي والله أعلم