تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلخيصٌ لمسألةِ التحسينِ والتقبيحِ العقلي

ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 11:18 م]ـ

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ

فمسألة التَّحسين والتَّقبيح من المسائل الَّتي اختلف فيها النّاس على أقوالٍ ثلاثة: ـ

القول الأَوَّل: أَنَّ الحُسْن والقبح إنّما يُدرك بالعقل، فالعقل هو الحاكم بالحسن والقبح، والفعل حَسَنٌ أو قبيح في نفسه إِمَّا لذاته، أو لصفةٍ حقيقيَّةٍ توجب ذلك، أو لوجوهٍ واعتباراتٍ هو عليها.

وهذا القول يقول به المعتزلة ومن وافقهم.

انظر: المغني للقاضي عبد الجبّار 6/ 26، شرح المقاصد 3/ 207، المعتزلة وأصولهم الخمسة للمعتق ص163.

القول الثّاني: أَنَّ الحُسْن والقبح إنّما يُدرك بالشّرع، والعقل لا يدلُّ على الحُسْن أو القبح قبل ورود السّمع، فلا يجب على العباد شيءٌ قبل ورود السَّمع. وبهذا قال الأشاعرة.

انظر: الإرشاد للجويني ص258، شرح المقاصد 3/ 207، الوعد الأخروي 2/ 695.

القول الثّالث: وهو القول الوسط؛ فالتّحسين والتّقبيح للأشياء ليس عقليًّا أو شرعيًّا بإطلاق، فمن الأشياء ما يعلم حُسنها وقبحها بالعقل، ومنها ما يُدرك بالشّرع،ومنها ما يُدرك بهما معًا.

فحسن الصِّدق وقبح الكذب يُدرك بالعقل، وحُسْن التَّطهّر بالتّراب وقبح التّطيّب في حال الإحرام يُدرك بالشّرع، ومن الأشياء ما يُعلم قبحها وحسنها بهما معًا؛ كحسن الصَّلاة، وقبح تعطيل الحدود.

لكن التَّحسين والتَّقبيح للأشياء على وجه التَّفصيل إنّما يُدرك بالشَّرع فقط.

انظر: مجموع الفتاوى 8/ 434، مدارج السَّالكين 1/ 231، الوعد الأُخروي 2/ 702، المعتزلة وأصولهم الخمسة ص167.

ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 11 - 09, 12:31 م]ـ

جزاك الله خيرا

فائدة: المعتزلة لا يقولون بأن العقل يدرك التحسن والتقبيح بإطلاق، وإنما في أمور معينة، ونسبة ذلك إليهم من أخطاء الماتريدية والأشعرية عليهم. انظر: العلم الشامخ ص173.

أما الفرق الذي يظهر بين مذهب أهل السنة ومذهب المعتزلة في المسألة فهو ما ذكره ابن القيم بقوله في محاكمته بين المعتزلة والأشعرية: " أصاب المعتزلةُ في إثباتِ الحِكمَةِ للهِ تعالَى، وأنَّهُ سُبحانَهُ لا يفعلُ فعلاً خالياً عن الحكمة، بل كُلُّ أفعاله مقصودةٌ لعواقِبِهَا الحميدةِ وغاياتِهَا المحبوبة لَه، وأخطؤوا في موضعينِ:

أحدهما: أنَّهُم أعادُوا تلك الحكمَةَ إلى المخلُوق، ولم يعيدُوها إلى الخالقِ سُبحانَه على فاسدِ أُصُولهم في نفيِ قيامِ الصفاتِ بِهِ، فنفَوُا الحكمةَ من حيثُ أثبتُوهَا وجحدُوهَا من حيثُ أقرُّوا بِهَا.

الموضع الثاني: أنَّهُم وضعُوا لتلك الحكمةِ شريعةً بعقُولهم وأوجبُوا على الربِّ تعالى بها وحرَّمُوا وشبَّهُوه بخلقِه في أفعاله، بحيثُ ما حَسُن منهم حَسُن منه، وما قَبُح منهم قَبُح منه، فلزمتهُم بذلكَ اللَّوَازِمُ الشنيعةُ وضاقَ عليهمُ المجالُ، وعجَزُوا عن التخلُّصِ عن تلك الالتزاماتِ، ولو أنهم أثبتُوا له حكمةً تليقُ به لا يشبهُ خلقَهُ فيها بل نسبتُهَا إليه كنسبةِ صفاته إلى ذاته، فكما أنَّهُ لا يشبه خلقَهُ في صفاته، فكذلك في أفعالِه، ولا يصحُّ الاستدلالُ بقُبحِ القبيح وحُسنِ الحَسَنِ منهُم على ثُبُوت ذلِكَ في حقِّه تعالى، ومن ها هُنَا استطالَ عليهُم النُّفَاةُ وصاحوا عليهم من كُلِّ قُطرٍ وأقاموا عليهم ثائرةَ الشَّناعةِ ". مفتاح دار السعادة (2/ 443)

ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:06 م]ـ

مكان هذا الموضوع في منبر أصول الفقه و ان كانت المسألة عقائدية

ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:58 م]ـ

قال شيخ الإسلام:

" والجمهور من السلف والخلف على أن ما كانوا فيه قبل مجيء الرسول من الشرك والجاهلية كان سيئا قبيحا وكان شرا لكن لا يستحقون العذاب إلا بعد مجيء الرسول ولهذا كان للناس في الشرك والظلم والكذب والفواحش ونحو ذلك ثلاثة أقوال:قيل إن قبحها معلوم بالعقل وأنهم يستحقون العذاب على ذلك في الآخرة وإن لم يأتهم الرسول كما يقوله المعتزلة، وقيل لاقبح ولاحسن ولاشر فيهما قبل الخطاب كما تقوله الأشعرية ومن وافقهم وقيل إن ذلك سئ وشر وقبيح قبل مجيء الرسول لكن العقوبة إنما تستحق بمجيء الرسول وعلى هذا عامة السلف وأكثر المسلمين وعليه يدل الكتاب والسنة فإن فيهما بيان أن ما عليه الكفار هو شر وقبيح وسئ قبل الرسل وإن كانوا لا يستحقون العقوبة إلا بالرسل "

قلت العجيب: أن بعض المنتسبين للسنة في هذا العصر يوافقون الأشاعرة في التحسين و التقبيح فيعذرون في التوحيد بالجهل و لا أريد الخوض في هذه المسألة المتفرعة عن مسألتنا لمنع الإشراف لذلك

ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 11 - 09, 07:16 م]ـ

قلت العجيب: أن بعض المنتسبين للسنة في هذا العصر يوافقون الأشاعرة في التحسين و التقبيح فيعذرون في التوحيد بالجهل و لا أريد الخوض في هذه المسألة المتفرعة عن مسألتنا لمنع الإشراف لذلك

هذا خلط ظاهر

فهلا بينت بارك الله فيك الصلة بين مذهب الأشعرية في المسألة وبين قول من يعذر بالجهل في التوحيد؟!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير