تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذا العالم الزيدي تحول للسنة وانتصر للصحابة رضي الله عنهم فحاول الزيود تجاهل تراثه!]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 07:13 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هو يحيى بن الحسين بن القاسم، المتوفى (عام 1099هـ)، الذي ينتهي نسبه إلى إمام الزيود المسمى " الهادي "، وأول من لفت الأنظار إليه في هذا العصر: الشيخ إسماعيل الأكوع - رحمه الله – في كتابه الفذ " هِجَر العلم ومعاقله "، في ترجمته (ص 1086 – 1088)، وفيما ينقله عنه من ردود على الزيود الجارودية المترفضين. قال عنه: (وقع بينه وبين بعض علماء عصره منافرة وخصومة؛ لميله للعمل بالكتاب وصحيح السنة النبوية، وهذا هو السبب في تجاهل مؤرخي علماء الزيدية المقلدين لذكره والإشادة به، وذلك لأنه كان نصيرًا للسنة وأهلها، وسوطَ عذابٍ على الجارودية).

وقال الشيخ إسماعيل رحمه الله - أيضًا - في تقديمه لكتاب يحيى بن الحسين " الإيضاح لما خفا من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى " - الذي حققه مؤخرًا الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالقادر المعلمي عام 1426هـ (ص 3): (قليلٌ من العلماء من يعرف يحيى بن الحُسين ابن الإمام المنصور القاسم بن محمد، أحد فطاحل علماء اليمن، الذي يُعد بصدق أعلم علماء أسرته " آل القاسم "، على كثرة من ظهر في هذه الأسرة الكبيرة من العلماء والمؤرخين، ومن الأئمة أيضًا على مدى أربعة قرون، وذلك لتجاهل مؤرخي عصره له، وإذا ترجم له أحد، فعلى استحياء، إذ لا يذكر مكانته العلمية، ومناقبه الحميدة، ومؤلفاته الفريدة؛ نكايةً به؛ لعزوفه عن المذهب الهادوي الزيدي، وتحوله إلى ما كان عليه السلف الصالح، من العمل بأحكام الكتاب وصحيح السنة، والتصدي للدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم شأنهم، ورفع مكانتهم؛ مما أغضب عليه كبار أسرته، من أئمة وولاة، وقادة وغيرهم، ممن أنكر عليهم ظلمهم، وسيئات أعمالهم، وقسوة أحكامهم لغير أهل مذهبهم .. ).

قلت: لقد مال يحيى بن الحسين – رحمه الله – إلى السنة، ولعله تأثر بابن الوزير – رحمه الله – كما سيأتي، فتبين له أن مَن يُسمون أنفسهم بالزيود، وينتسبون لزيد بن علي – رضي الله عنه -، من بني قومه، إنما هم هادوية جارودية رافضة، وأن زيد بن علي براء من عقائدهم. والجارودية – كما هو معلوم – فرقة من الزيدية توافقت مع الرافضة في مسألة الطعن في الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم)، ولهذا تراه يُشنع عليهم، ويُلح على انحرافهم في هذا الباب.

وأنقل هنا من كتابه " بهجة الزمن في تاريخ اليمن " الذي حققته الدكتورة أمة الغفور الأمير قريبًا (عام 1429هـ) شذراتٍ من حملته على الزيود الجارودية، ومواقفه المشرفة مع الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -:

قال - رحمه الله - (1/ 372) عن شاه إيران: (أخبرني السيد حسين بن محمد التهامي عن شريف من أشراف مكة قال: إنه أخبره لما سار إلى حضرة الشاه، وجده حال وصوله إليه في النزهة بخيامه، ووطاقه وأجناده وأتباعه. قال: وتلك المحطة في الطول فوق الميل، ثم دخل ديوانه، وولج إيوانه، فإذا هو مفروش بأنواع الحرير، وجميع الآلات من الصحون المرصعة بالجواهر، والغالي الثمين، وآلات الصحون فضة، يأكلون في صحافها مخالفة لما ورد النهي من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها، وشدة الوعيد فيها، قال: والبغايا في المحطة ساهرون، ولعساكره مخالطون ظاهرون، لأجل ما يرونه في المتعة، فانجر إله هذه البدعة، وتستقر البغية عند أحدهم بدرهم ليلة، ثم تنتقل إلى آخر بدرهم مرة، ثم كذلك. اختلط عليهم الأمر، فنعوذ بالله من ذلك الجهل. قال: وفي كل عام يُسلطون الأنعام من البقر، والخيل والحمير، والجمال بعضها على بعض، ويغرونها بالانتطاح، والتراكب بعضها على بعض والنكاح، ويتفرجون عليها، ويرسمون الضعيف منها بفلان من الصحابة، فإذا غُلب تضاحكوا وفرحوا، واستراحوا، وعجائب من هذه البدع والأفعال، ويرقمون مشايخ الصحابة رضي الله عنهم في النعال، ويرفعون أصواتهم باللعن لهم على كل حال، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم كيف قد صار آخر هذه الأمة يلعن أولها).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير