تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 إدعيتم التسنن بالنبي فخانكم فعلكم هل كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعظ قبل الدفن أم بعده أم أثناءه إنكم أيها الأخوة الفضلاء خالفتم في ذلك السنة ألا وهي الوعظ حال اللحد وليس بعده وليس في هذه النصوص ما يدلل على أنه صلى الله عليه وسلم وعظهم بعد الدفن لكن الأمر على نقيض فعلكم وإليكم كلام الشيخ ابن عثيمين في هذا المقام حيث قال " .... هذه هي الموعظة عند القبر أما أن يقوم القائم عند القبر يتكلم كأنه يخطب فهذا لم يكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يقف بين الناس يتكلم كأنه يخطب هذا ليس من السنة السنة أن تفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقط إذا كان الناس جلوسا ولم يدفن الميت فاجلس في انتظار دفنه وتحدث حديث المجالس بعض الناس أخذ من هذه الترجمة ترجمة صحيحه النووي رحمه الله وقد ترجم بمثلها قبله البخاري رحمه في

باب الموعظة عند القبر أخذ من هذا أن يكون خطيبا في الناس برفع الصوت ويا عباد الله وما أشبه ذلك من الكلمات التي تقال في الخطب وهذا فهم خاطئ غير صحيح الموعظة عند القبر تقيد بما جاء في السنة فقط لئلا تتخذ المقابر منابر فالموعظة عند القبر هادئة يكون الإنسان فيها جالسا ويبدو عليه أثر الحزن والتفكر وما أشبه ذلك لا أثر للشجاعة وكأنه ينذر الجيش يقول صبحكم ومساكم لكن فضل الله يؤتيه من يشاء، فبعض الناس يفهم شيئا من النصوص فهما غير مراد بها، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

وهنا أنتقل إلى أمر آخر وهو مما يتمسك به المؤمن ويزهد فيه أهل البدع بل كثيرا ما يقعون فيه ويعضون عليه ما استطاعوا ألا وهو اتقاء الشبهات والبعد عن مواطن الظنة فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح () ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ولا سيما إذا كان الأمر مما كثر فيه الجدل واحتدم الخلاف من جراء ذلك والأمر منزل على هذه المسألة ألم تر أن الديمومة على الوعظ لا محل لها في الشرع لا قرآنا أو سنة ولا حتى في أقوال الصحابة فلما رأينا ذلك وصمناها بالبدعة فالداعي إليها قائم والحاجة ملحة والنبي أعلم الناس بالله وأخشاهم له وانصرافه عن هذه العبادة بهذه الكيفية دال على بطلانها ولذا قلت إن الأمر وإن خرج عن دائرة الحرام جدلا فليس بخارج عن الشبهة والمؤمن متبع لا يوقع نفسه في الشبهة أما المبتدع فتراه متبع للهوى والزيغ ناظر لما تشابه من الشرع مع تركه لكثير من محكمه فنسأل الله العافية.

إن العبادة قد تكون أصلية صحيحة ثم يدخلها عارض فيذبذبها بين الصحة والفساد مثال ذلك: الصلاة جماعة في غير رمضان أمر معلوم فعله النبي صلى الله عيه وسلم فهذا هو الأصل () أما العارض فهو المداومة والإتفاق المسبق لأنه ما من قائل بأنه داوم أو كان يجمع أصحابه ليعلمهم أنهم سيصلون جماعة في يوم كذا أو ساعة كذا

بل غاية ما في الأمر أن يقوم حينها فيصلون فالعارض إذا هو ما أدخل العبادة في حيز البدعة لا سيما وأن من الصحابة من أنكر القيام جماعة في رمضان نفسه فكيف بغيره () ولكنا نرجع فنقول لا عبرة بقول غير النبي صلى الله عليه وسلم إذا خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم.

وهنا نذكر أمرا كثيرا ما يغفل عنه بعض إخواننا وهو أن الأمر قد يكون حق في ذاته لا امتراء فيه ولا افتراء ومع ذلك يرد الأمر بالانصراف عنه وذاك إن أدى إلى عاقبة غير مرجوة ونتيجة يحصل منها الفرقة والشقاق مثال ذلك قراءة القرآن: فهي حق وفضيلة منصوص عليها وهو أمر يعتصم به وبه اتحاد الأمة فإذا حصل منه عكس المتوقع أي الفرقة والشقاق وجب القيام عنه كما جاء من حديث جندب رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه " ()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير