وهنا أسأل سؤالا إن الله عز وجل لم يكلف نفسا إلا وسعها ولم يضيق على العباد فلم يضيقوا هم على أنفسهم بعبادت ما جاء بها نص ولا خبر يقول أحدهم أريد الزيادة فلست غنيا عن فضل الله ولست بزاهد في جنانه ورضاه أقول وهل جهدت نفسك وبذلتها في كل طاعة نص عليها وهل فعلت كل سنة جاء بها الشرع فلم يعد إلا هذه الفعال التي ما جاء بها نص ولم ينزل الله بها سلطان ولا دليل يشفي من سقم أو يروي من ظمأ في ثبوتها.
انظر أخي المسلم هذا حوار دار بيني وبين أحد الأخوة ممن يأخذ بمأخذ الدكتور وذلك على إثر الآتى:
كان والدي يتعهد القوم حينا بعد آخر بالجهر بالآية والآيتين في السرية حتى علمه الناس وعلموا سنيته وكنت أفعل هذا الفعل على فترات أيضا وفي مرة حسب من خلفي أني أخطئت فذكرني فأتممت ثم جائني في الاخرى ففعل كهيأة الأولى فأتممت فلما انصرفت من الصلاة وجدت الذي يرد علي من رواد المسجد ممن علموا الحكم من ذي قبل فقلت لهم إن كنت أخطأت في أول آية فجهرت فقد ذكرتموني فما رجعت ثم فعلتموه في الثانية كذلك ولما كانت الركعة التالية فعلتم في الآية الأولى بنحو فعلكم الأول أيعقل أنني أسهوا في أربع آيات أو يزيد ثم لا أنزل على تذكيركم ثم بينت لهم الحكم من جديد وقبل الناس الشاهد أن أخي هذا قال " لم يكن عليك أن تفعل هذه السنة حتى لا يختلف الناس فلم أجب عليه وانصرفت عنه ثم قلت في نفسي سبحان الله أفي سنة كهذه ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال هذا الكلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا. ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا () "
" والمراد بالسنة هنا ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام وإحياؤها أن يعمل بها ويحرض الناس ويحثهم على إقامتها () "
فما بالكم بالظن المتمثل في الداوام على الوعظ وما هو مستيقنن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فنسأل الله العافية.
الكلام على حديث قبر المشركين
لقد قال الدكتور حفظه الله في صدر الحديث الخامس بل كان النبي صلى اللله عليه وسلم ينتهز الفرصة إذا مر مع أصحابه بالقبور بتذكيرهم ووعظهم وأمرهم بالدعاء ولو لم تكن ثمة جنازة إذ القبور موطن العظة والتذكير ... ()
أقول إن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف أصلا أن ذلك قبر للمشركين ودليل ذلك سؤاله لهم من يعرف أصحاب هذه الأقبر ولو تأملت لوجدت أنه وإن كان عظة قصيرة فليست كالموعظة الأخري بل إنه منسحبة في سياق الكلام فالنبي سمع عذاب القبر الذي لحق هؤلاء المشركين فأخبرهم به حينها ولم يؤخره ليكون الأمر أبلغ لهم وهذا ليس كما يقول الدكتور حفظه الله من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتهز الفرصة كيف هذا ونحن مأمورون بالإسراع وعدم التباطئ عند أماكن الكفر وقبور المشركين كما بين النبي صلى الله عليه وسلم
" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم رواه البخاري ومسلم
وفي رواية قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي () "
فالامر غير ما جنح له الدكتور ولعل سائل يسأل إن هؤلاء قوم حل بهم العذاب أما الوعظ عند قبر بني النجار فالوضع تغاير أقول هذه من تلك فكلاهما حل بهم العذاب وهم يتقلبون فيه وقد جعل العلماء ضوابط لزيارة قبور المشركين ولم يجعلوا الحبل على غاربه بل إن لزيارة قبر المشرك تباين الزيارة لقبر المسلم وانظر أخي لفتوى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حينما سؤل عن ذلك فكان جوابه " يجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط. وذلك لما رواه أبو هريرة، قال: (زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) أخرجه مسلم (3/ 65) وأبو داوود (2/ 72) والنسائي (1/ 286) وابن ماجه
¥