- فان اتفق الورثة جميعاً على القول بجهل المتقدم من المتأخر؛ فهنا يرث كل منهما من الآخر من تلاد المال (ماله القديم الذي كان يملكه قبل موته) دون طريفه (وهو ماله الجديد الذي ورثه ممن مات معه في الهلاك).
-أدلتهم:
ما رواه الشعبي: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وقع الطاعون بالشام عام عمواس، فجعل أهل البيت يموتون عن آخرهم، فكُتِبَ بذلك إلى عمر، فكتب عمر: أن ورثوا بعضهم من بعض.
ما رواه الشعبي: أن عمر وعلي قضيا في القوم يموتون جميعاً، لا يدري أيهم يموت قبل؛ أن بعضهم يرث بعضاً.
أن الأصل حياة كل منهما، وموته بعد صاحبه مشكوك فيه، فلا يترك اليقين لأمر مشكوك فيه
الراجح:
- لا توارث بينهم، لكون التحقق من حياة الوارث بعد موت مورثه غير متيقن هنا، فواقع الموتى مجهول، والميراث لا يثبت مع الشك.
- ثم إن القول بتوريثهم من بعض فيه تناقض ظاهر؛ لكون القائلين بتوريثهم يفرضون أن أحدهم مات أولاً، ثم يقسمون المسألة، ثم يعكسون؛ فيفرضون أن الآخر مات أولاً ويقسمون المسألة، فيكون الواحد منهم متقدماً على الآخر في الوفاة متأخراً عنه وهذا محال.
- أما ما روي عن بعض السلف أنه ورّثهم من بعض، فهي وقائع لا تثبت، والثابت عن جمهور الصحابة والتابعين عدم توريث الغرقى ونحوهم من بعض.
قال ابن شهاب: (مضت السنة بأن يرث كل ميت وارثه الحي، ولا يرث الموتى بعضهم من بعض).
قال الإمام مالك بن أنس: (وذلك الأمر الذي لا اختلاف فيه ولا شك عند،حد من أهل العلم ببلدنا، وكذلك العمل في كل متوارثين هلكا بغرق أو قتل أو غير ذلك من الموت، إذا لم يُعلم أيهما مات قبل صاحبه لم يرث أحد منهما من صاحبه شيئاً، وكان ميراثهما لمن بقي من ورثتهما؛ يرث كل واحد منهما ورثته من الأحياء)
قال ابن قدامه: ( .. توريث كل واحد منهما خطأ يقيناً؛ لأنه لا يخلو من أن يكون موتهما معاً، أو سبق أحدهما به، وتوريث السابق بالموت والميت معه خطأ يقيناً مخالف للإجماع).
أما الدليل الذي استشهد به أصحاب القول الثاني
فقد جاء في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - (ج 6 / ص152 - 153)
يقول الشيخ الألباني: قلت: وهذا سند ضعيف، لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن والانقطاع بين الشعبي وعمر.
وعلقه البيهقي عن الشعبي مختصراً وعن قتادة أن عمر ورث أهل طاعون عمواس بعضهم من بعض فإذا كانت يد أحدهما ورجله على الآخر ورث الأعلى من الأسفل ولم يورث الأسفل من الأعلى. وقال: " وهاتان الروايتان منقطعتان.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الجود البابي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 07:39 م]ـ
الخاتمة
وقد أتى القول على ما شئنا***** من قسمة الميراث إذ بينا
على طريق الرمز والإشارة ***** ملخصا بأوجز العبارة
فالحمد لله على التمام*****حمداً كثيراً تمَّ في الدوام
ونسأله العفو عن التقصير*****وخير ما نأمل في المصير
وغفر ما كان من الذنوب*****وستر ما شان من العيوب
وأفضل الصلاة والتسليم *****على النبي المصطفى الكريم
محمد خير الأنام العاقب*****وآله الغر ذوي المناقب
وصحبه الأماجد الأبرار*****الصفوة الأكابر الأخيار
المعنى الإجمالي:
الحمد لله الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، فسبحان الدائم بعد فناء خلقه
ما من شيء له بداية إلا وستأتي نهايته عاجلاً أم آجلاً، وهذا المتن _متن الرحبية_ ما هو إلا شيء من هذه الأشياء، لا بد من الوصول إلى نهايته، وها هي النهاية.
فقد اكتمل القول والحديث الذي أراده الإمام الرحبي في قسمة المواريث، وكان بيانه بالعبارة المختصرة، إذ يقتضيه ذلك النظم.
فيحمد الله تعالى على الوصول إلى تمامه، ويدعو الله تعالى أن يغفر له ما كان من تقصير،
ثم يختم بالصلاة على النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وآل بيته وصحبه الأبرار الأخيار
الشرح التفصيلي:
وقد أتى القول على ما شئنا*****من قسمة الميراث إذ بينا
على طريق الرمز والإشارة*****ملخصا بأوجز العبارة
أتى القول على النهاية فيما أراده الإمام الرحبي من بيان قسمة المواريث، بالشكل المختصر، عن طريق النظم الذي يحتمل سوى الاختصار والإشارة إلى المضمون.
فالحمد لله على التمام*****حمداً كثيراً تمَّ في الدوام
¥