تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصفوة القول أن وقت الفجر هو انفجار ضوء الشمس جهة المشرق معترضا أفق السماء كلهدون أن يكون مستطيلا إلى أعلى، بل يكون البياض المستطير في الأفق محفوفا بظلام الليل، وهذا هو الوصف الملخص من الكتاب والسنة ...

أما كون هذا البياض في الأفق يتعاظم حتى ينتشر الضوء في الجبال والوهاد وفي الطرق والبيوت فهو وصف زائد ورد عن بعض الصحابة والسلف وليس مذكورا في القرآن والسنة كما أنه ليس نصا في بدء دخول الوقت به، أما وصف هذا الضوء المستطير بالحمرة فهو وارد في بعض الآثار ولكنه جاء مفسِّرا للبياض المستطيرفاعتبرناه منه أو يليه لا أنه هو أول وقت الفجر، وعلى ذلك جمهور أهل العلم ومن اعتبره أول وقت الفجر فقد شذ كما قال ابن رشد في بداية المجتهد.

والوارد عن الخلفاء الراشدين وفي صحيح السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغلس بالفجر يعني يبتدئ الصلاة بها بغلس حيث كان لا يرى الرجل جليسه إلا بتأمل ومعاودة نظر وأحيانا لا يراه البتة، وكان النساء يمشين في الطرقات بعد صلاة الفجر لا يعرفهن أحد من الغلس، هذا مع ما عرف أنه صلى الله عليه وسلم كان يطيل الصلاة في الفجر لأن القرآن فيه مشهود.

ومن هنا نعلم أن الوقت من أول بزوغ الفجر وهو رؤية البياض في الأفق إلى طلوع بداية الإسفار يعتبر مديدا كما تدل عليه نصوص السنة ...

وما بين بزوغ الفجر في الأفق مستطيرا ثم انتشاره وإسفار الصبح به إلى ما قبل طلوع الشمس يكون أطول ..

وقد أشرنا إلى اختلاف العلماء في أفضل وقت الفجر، فذهب البعض إلى أنه الإسفار به، وذهب آخرون إلى أنه التغليس به، وما بين رؤية البياض في الأفق إلى وقت الإسفار أو احمرار الأفق مسافة زمنية قد تطول وقد تقصر، وهي التي يدور عليها الاختلاف بين أهل العلم.

قال في حاشية رد المحتار:

وَبِمَا تَقَرَّرَ عُلِمَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ لَا خِلَافَ فِيأَوَّلِهِ وَهُوَ أَصْلُ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي، وَإِنَّمَاالْخِلَافُ فِي الْمُرَادِ مِنْ الطُّلُوعِ أههذا وقد تتبعتُ كلام أهل العلم من المتشرعة والفلكيين في ضبط أول بزوغ للفجر الشرعي فلم أرجع بضابط واضح ...

أما الفجر الفلكي فضابطه معروف عند الفلكيين وسيأتي ..

أما لو قيل للفقيه ما ضابط الاستنارة في الأفق، وكم هي نسبة الإضاءة، وما هو الضوء الذي يمكن بهاعتماد دخول وقت الفجر، فلن تكون له إجابة واضحة في هذا الأمر ...

وقد انبنى على هذا (في نظري) الخلاف بين الفقهاء والفلكيين حول تحديد بداية طلوع الفجر وإن اختلفوا أن طلوع الفجر هو علامة دخول وقت الفجر

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 11:29 ص]ـ

هذه المشاركة فيها صور تبين الفجر الفلكي أو الشفق الفلكي يُطلع عليها في الملف

المرفق آخر المشاركت إن شاء الله ...

والفصل الثاني:

في بيان توقيتات الفلكيين للفجر ومدى قربها وبعدها من تحديدات الشرع.

اعلم أن الفلكيين ربطوا بين المعاني اللغوية والشرعية والحقائق الكونية التي يتنبأون وقوعها بالحساب، فقد استعملوا لفظ الشَّفَق في تعريفاتهم، واعتبروا معنى الفجر اللغوي والشرعي في حساباتهم، ونعني بالفلكيين المسلمين وغير المسلمين، فبين المعاني الاصطلاحية عندهم والمعاني اللغوية والشرعية تناسب وتعلق بوجه من الوجوه، وليس ما يُشاع أن المعاني الاصطلاحية عندهم بعيدة كل البعد عن المعاني الشرعية ...

والفلكيون المسلمون أكثر اختصاصا بالمعاني الشرعية للاصطلاحات، فقد نشأ علم الفلك في رحاب علماء الشرع، ونبغ من نبغ منهم بأبحاثه ودراساته ذات الصلة بالشرعيات كالمواقيت وحساب الأهلة والكسوف والخسوف ونحو ذلك ... ويعنينا في المقام الأول في بحثنا معرفة اصطلاحات الفلكيين المعاصرين، لأن معارفهم قد استقرت على شأن لم يختلف عليه الفلكيون المعاصرون لأنها مبنية على الحسابات الدقيقة ..

اعلم أن الفلكيين اعتبروا الضوء في الأفق علامة من علامات الفجر وسموا هذا الضوء بالشفق، وقسموه إلى ثلاثة أقسام:وهذه صورة توضيحية لأقسام الشفق أو الفجر عند الفلكيين

الأول: الشفق الفلكى Twilight Astronomical : وهو يدخل عندما تكون الشمس على إنخفاض 18 درجة تحت الأفق الشرقى، وقد يسمونه الفجر الفلكي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير