تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(يفهم من كلام الخطابي أن الاحمرار إنما يأتي بعد تمام الابيضاض فهو متأخر عنه بالضرورة وتتام الضوء الأبيض يقتضي الإسفار جدا)

انتهى

هذا الكلام خطأ

وكلام ابن رشد في تفسيره للحديث خطأ

بيان ذلك أن المقصود بالأحمر المعترض أوائل حمرة

وهو الفجر الصادق ما خالط البياض أوائل حمرة

وأما البياض السابق فهو الفجر الكاذب

قال ابن قدامة - رحمه الله

(وجملته أن وقت الصبح يدخله بطلوع الفجر الثاني إجماعا وقد دلت عليه أخبار المواقيت وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ويسمى الفجر الصادق لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك والصبح ما جمع بياضا وحمرة ومنه سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح فأما الفجر الأول فهو الأول فهو البياض المستدق صعدا من غير اعتراض فلا يتعلق به حكم ويسمى الفجر الكاذب)

انتهى

فالفجر

أربع مراحل

بياض = الفجر الكاذب

ظلمة

... الخ

والبعض يجعل ذلك ثلاث مراحل

ومما يدل على خطأ هذا الباحث أن ابن رشد ذكر في بداية المجتهد (في وقت العشاء

(فالطوالع إذن أربعة: الفجر الكاذب والفجر الصادق، والاحمر، والشمس

)

انتهى

فالأحمر عنده (أي عند ابن رشد) هو الإسفار ولا خلاف بين أهل العلم في كون الفجر الصادق قبل الإسفار

ولا خلاف في المسألة أصلا

فالإجماع أن وقت الفجر = الفجر الصادق

كما سبق بيانه من كلام ابن رشد

فقولکم - وفقکم الله

(الإحمرار في الأفق ليس هو أول وقت دخول الفجر على قول جمهور العلماء. واعتباره أول وقت دخول الفجر هو الذي سبب البلبلة في تخطئة تقويم أمر القرى وغيره)

انتهى

فلا يوجد خلاف بين أهل العلم وقت دخول الفجر إنما الخلاف في وقت الامساك للصائم

أما وقت الصلاة فلا خلاف فيه

والإسفار والتغليس هو خلاف في أيهما أفضل

فوقت الفجر عند الحنفية والكوفيين كوقته عند غيرهم

إلا أن الحنفية يرون أن الأفضل أن يبدأ الصلاة وقت الإسفار

والجمهور على أن التغليس أفضل

ورأى الطحاوي من الحنفية أن يدخل في وقت الغلس ويخرج في وقت الإسفار

)

وقد نقلت اتفاق العلماء ولا بأس بنقل نصوص بعض العلماء لبيان عدم وجود الاختلاف

من كتب الحنابلة

في الروض المربع

(إلى طلوع الفجر الثاني وهو الصادق وهو البياض المعترض بالمشرق و لا ظلمة بعده والأول مستطيل أزرق له شعاع ثم يظلم)

من كتب الحنفية

(أول وقت الصبح إذا طلع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق)

من كتب الشافعية الوجيز مع شرح الرافعي

(ال (ووقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الصادق المستطير ضوءه لا بالفجر الكاذب الذى يبدو مستطيلا كذنب السرحان ثم ينمحق أثره ثم يتمادى وقت الاختيار إلى الاسفار ووقت الجواز الي الطلوع) * يدخل وقت الصبح بطلوع الفجر الصادق ولا عبرة بالفجر الكاذب والصادق هو المستطير الذى لا يزال ضوء يزداد ويعترض في الافق سمى مستطيرا لانتشاره قال الله تعالي (كان شره مستطيرا) والكاذب يبدون مستطيلا ذاهبا في السماء ثم يمنحق وتصير الدنيا أظلم مما كانت والعرب تشبهه بذنب السرحان لمعنيين أحدهما طوله والثانى أن الضوء يكون في الاعلى دون الاسفل

---

)

من كتب المالكية

في شرح خليل

((وَلِلصُّبْحِ مِنْ الْفَجْرِ الصَّادِقِ) ابْنُ عَرَفَةَ: أَوَّلُ الصُّبْحِ طُلُوعُ الْفَجْرِ وَهُوَ بَيَاضُ الْأُفُقِ الْمُنْتَشِرِ.

ابْنُ شَاسٍ: أَوَّلُ الصُّبْحِ طُلُوعُ الْفَجْرِ الصَّادِقِ الْمُسْتَطِيرِ ضَوْءُهُ لَا الْفَجْرِ الْكَاذِبِ الَّذِي يَبْدُو مُسْتَطِيلًا، ثُمَّ يَنْمَحِقُ (لِلْإِسْفَارِ الْأَعْلَى) فِيهَا: وَآخِرُ وَقْتِهَا إذَا أَسْفَرَ

ابْنُ عَرَفَةَ: فِي كَوْنِ الْإِسْفَارِ مَا إذَا تَمَّتْ الصَّلَاةُ بَدَأَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، أَوْ بِمَا تَبِينُ بِهِ الْأَشْيَاءُ تَفْسِيرَانِ: الْأَوَّلُ لِعَبْدِ الْحَقِّ وَلِلرِّسَالَةِ، وَالتَّفْسِيرُ الثَّانِي لِابْنِ عَرَفَةَ وَبَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ.

... )

انتهى

والفجر الصادق يسمى بالطالع الأوسط

لأن كما قلنا الفجر الكاذب

ظلمة

الفجر الصادق وهو الطالع الأوسط

الإسفار

يتبع - إن شاء الله

ويراجع كلام الغزال الطوسي في إحياء علوم الدين وكلام الألوسي في روح المعاني عند قوله تعالى

فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم

والمقصود أن لا خلاف في أن وقت صلاة الفجر = وقت دخول الفجر الصادق

والخلاف في أداء الصلاة هل الأفضل أداء الصلاة في الغلس أم في الإسفار فذهب الكوفيون إلى الثاني والجمهور إلى الأول

ولكن لا خلاف في دخول الوقت

وأيضا إمساك الصائم يبدأ من دخول الفجر الصادق عند عامة العلماء وفقهاء الأمصار

خالف في ذلك من فقهاء الأمصار الأعمش ومعمر والحكم بن عتيبة وغيرهم

قال الكشميري

(قال علماء الرياضي: إن طلوع الفجر الكاذب على ثمانية عشر درجة، وطلوع الفجر الصادق خمسة عشر، ورد عليهم ابن حجر المكي الشافعي في تحفة المحتاج بأن الصبح قد يتقدم وقد يتأخر وكذلك قال الفقهاء، وذكر الشيخ في تفسيره روح المعاني قطعة تحفة المحتاج، أقول: إن قول ابن حجر صادق، وقال أرباب الرياضي الجديد ربما نشاهد قرص الشمس بالأعين مع أنها غير طالعة، وذكروا له مثال.

)

انتهى

قال ابن الملك

(قال ابن الملك وهو الفجر الكاذب يطلع أولا مستطيلا إلى السماء ثم يغيب وبعد غيبوبته بزمان يسير يظهر الفجر الصادق

)

انتهى

فائدة نفيسة

في الفروع واللفظ له وعنه في المبدع من كتب الحنابلة

(وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَسْنَوَيْهِ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْفَجْرُ يَطْلُعُ بِلَيْلٍ، وَلَكِنَّهُ يَسْتُرُهُ أَشْجَارُ جِنَانِ عَدْنٍ، وَهَذَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِ أَبِي الْمَعَالِي وَغَيْرِهِ فِي زَوَالِ الشَّمْسِ لَا بُدَّ مِنْ ظُهُورِهِ لَنَا، وَلَا يَكْفِي مُجَرَّدُ مَيْلِهَا عَنْ كَبَدِ السَّمَاءِ،)

انتهى

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير