تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وبعد كتابة ما ذُِكر أفادني أحد طلبة العلم حفظه الله في مناقشة علمية أن الشيخ يرجِّح كون الاستحالة مُطهِّرة ونقل لي نص كلام الشيخ حفظه الله حيث قال في الممتع: والصَّواب: أنَّه إِذا زالت النَّجاسة بأي مزيل كان طَهُر محلُّها؛ لأنَّ النَّجاسة عينٌ خبيثة، فإذا زالت زال حكمها، فليست وصفاً كالحدث لا يُزال إِلا بما جاء به الشَّرع ص 30/ 1.اهـ. وأورِدَ على هذا الكلام أن الشيخ يقصد هنا النجس الطاريء الذي إذا زال زال حكمه بقرينة السِّياق وليس مقصده النجاسة العينية وكلامنا في الاستحالة عن النجاسة العينية لا الطارئة والله أعلم.

ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 01:51 م]ـ

ـ قال رحمه الله تعالى: قوله: «أو بمجَاورة مَيْتَةٍ»، مثاله: غدير عنده عشرون شاةً ميتة من كُلِّ جانب، وصار له رائحة كريهة جدًّا بسبب الجِيَفِ، يقول المؤلِّفُ: إِنه طَهُور غير مكروه؛ لأن التغيُّر عن مجاورة، لا عن ممازجة، وبعض العلماء حكى الإجماع على أنه لا ينجس بتغيُّره بمجاورة الميتة، وربما يُستَدَلُّ ببعض ألفاظ الحديث: «إنَّ الماءَ طاهرٌ، إِلا إِن تغيَّر طعمُه أو لونه أو ريحه بنجاسة تحدث فيه»، على القول بصحَّة الحديث. اهـ.

ـ قول الشيخ رحمه الله: على القول بصحَّة الحديث. اهـ.

يَجُرُّنا إلى البحث عمن صحح هذا الحديث وقد حكى النووي اتفاق المحدثين على تضعيف زيادة: إلا ما غلب على لونه أو طعمه أو ريحه. وإن كان الإجماع المحكي واقع على مُقتضاها.

ـ إن قال قائل: أليست هذه الزيادة صحيحة على أصول بعض العلماء الذين يتوسعون فيصححون الحديث إذا وقع على مقتضاه الإجماع أو وافق ظاهر القرآن ..

ـ قُلنا: ليس كل حديث صح على أصول عالم معين يجعلنا ننسب له تصحيح الحديث إذ قد يعرِض لهُ مُعارِض راجح يمنعه من تصحيحه وإن ظهر للناظر أن تصحيح الحديث جار على أصوله.

ـ وليُعلم أن الشيخ يضعِّف هذه الزيادة فقد سأله سائل في لقاء الباب المفتوح بقوله: حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن ماجة: (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه) ما حكم الحديث من ناحية التصحيح والتضعيف, وترتيب العلماء عليه بعض القواعد؟

ـ فأجاب رحمه الله تعالى: هو حديث ضعيف من حيث السند, لكنه صحيح من حيث المعنى, فالماء طهور, كل ماء نزل من السماء فهو طهور، كما قال الله عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً} [الفرقان:48] وكل ماء نبع من الأرض فهو طهور، لأن الماء النابع من الأرض هو الماء النازل من السماء, كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} [الزمر:21] فإذا كان الأصل في المياه النازلة من السماء أو النابعة من الأرض الطهارة, فإنه لا يمكن أن تنتقل عن هذا الأصل إلا بما يغيرها, فإذا تغيرت بالنجاسة صارت نجسة.

فالحديث سنده ضعيف ومعناه صحيح, وهذا يؤدي إلى قاعدة أحب أن تفهموها: أحياناً يكون السند صحيحاً والمتن ضعيفاً منكراً, فلا يجوز أن نعتمد على ظاهر السند, ومن ثم قال أهل العلم في الصحيح: إنه ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل -هذه ثلاثة كلها تتعلق بالسند, إما بالرجال وإما بالسلسلة- وسلم من الشذوذ -وهو: مخالفة الأحاديث الصحيحة- والعلة القادحة, فأحياناً يكون السند ظاهره صحيحاً, لكن المتن منكر فلا يعول عليه. انتهى. شريط رقم [206] وجه [ب].

ـ بحث: هل يُصحَّح الحديث الضَّعيف بجريان عمل المسلمين عليه. أو بإجماع العلماء على العمل بمدلوله.

ـ قال الحافظ في التلخيص: وَقَدْ اسْتَنَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنِ الْقَاصِّ فِي صِحَّتِهِ، إلَى تَلَقِّي أَئِمَّةِ الْفِقْهِ وَالِاجْتِهَادِ لَهُ بِالْقَبُولِ.

قَالَ: وَهَذَا الْقَدْرُ مُغْنٍ عَنْ مُجَرَّدِ الرِّوَايَةِ وَهُوَ نَظِيرُ أَحَدِهِمْ بِحَدِيثِ: {لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ}.مَعَ كَوْنِ رَاوِيهِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ. انتهى. وللبحث تتمَّة والله أعلم. ـ وهنا بحث مفيد

هل يُصَحّح الحديث الضعيف بتلقي العلماء له بالقبول أو بجريان عمل المسلمين على مُقتضاه؟ http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26689

ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 01:56 م]ـ

ـ قال رحمه الله تعالى: قوله: «وإن استُعْمِلَ» الضَّمير يعود على الماء الطَّهور. والاستعمال: أن يُمَرَّ الماء على العضو، ويتساقط منه، وليس الماء المستعمل هو الذي يُغْتَرفُ منه. بل هو الذي يتساقط بعد الغَسْل به.

مثاله: غسلت وجهك، فهذا الذي يسقط من وجهك هو الماء المستعمل. اهـ. وهذ يدلنا على أن الشيخ رحمه الله يرى أن الاغتراف لا يُصَيِّرُ الماء مُستَعمَلاً.

ـ قال الحافظ في الفتح وهو يذكر فوائد حديث باب مَسْحِ الرَّأْسِ كُلِّهِ: وَأَنَّ الِاغْتِرَاف مِنْ الْمَاء الْقَلِيل لِلتَّطَهُّرِ لَا يُصَيِّر الْمَاء مُسْتَعْمَلًا لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَة وُهَيْب وَغَيْره " ثُمَّ أَدْخَلَ يَده فَغَسَلَ وَجْهه. . . إِلَخْ "، وَأَمَّا اِشْتِرَاط نِيَّة الِاغْتِرَاف فَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيث مَا يُثْبِتهَا وَلَا مَا يَنْفِيهَا، وَاسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو عَوَانَة فِي صَحِيحه عَلَى جَوَاز التَّطَهُّر بِالْمَاءِ الْمُسْتَعْمَل، وَتَوْجِيهه أَنَّ النِّيَّة لَمْ تُذْكَر فِيهِ، وَقَدْ أَدْخَلَ يَده لِلِاغْتِرَافِ بَعْد غَسْل الْوَجْه وَهُوَ وَقْت غَسْلهَا، وَقَالَ الْغَزَالِيّ: مُجَرَّد الِاغْتِرَاف لَا يُصَيِّر الْمَاء مُسْتَعْمَلًا لِأَنَّ الِاسْتِعْمَال إِنَّمَا يَقَع مِنْ الْمُغْتَرَف مِنْهُ، وَبِهَذَا قَطَعَ الْبَغَوِيُّ.اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير