تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأجاب: نعم، أما قول القائل: قال الله تعالى على لسان نوح فلا بأس به، أو على لسان موسى فلا بأس به؛ لأن المعنى أنه نقل ما قاله موسى أو ما قاله نوح، ولا بأس به، والله عز وجل ينقل عن الرسل وعن غير الرسل، نقل عن الرسل، وعن فرعون، وعن المكذبين للرسل.

وأما قول: لَعَمْرِي فكذلك أيضاً لا بأس بها، وهي واردة عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة أيضاً، وليس هذا قسماً لكنها بمعنى القسم، القسم أن يأتي بالواو فيقول وعَمْرِي، أو وحياتي، أو ما أشبه ذلك، أما لَعَمْرِي فلا بأس به. انتهى.

ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 02:05 م]ـ

وقال بعض العلماء: إِنه يسأل الله غُفْرانَه، لأنه انحبس عن ذكره في مكان الخلاء، فيسأل الله المغفرة له ذلك الوقت الذي لم يذكر الله فيه (3).

وفي هذا نظر: لأنه انحبس عن ذكر الله بأمر الله، وإِذا كان كذلك فلم يعرِّض نفسه للعقوبة، بل عرَّضها للمثوبة؛ ولهذا الحائض لا تُصلِّي، ولا تصوم، ولا يُسَنُّ لها إِذا طَهُرت أن تستغفر الله بتركها الصَّلاة والصَّوم أيام الحيض. ولم يقله أحد، ولم يأتِ فيه سُنَّة. انتهى.

ـ كلام الشيخ هنا يجرُّنا إلى بحث: هل التوبة مقصورة عل من أذنب؟

ـ قال العلامة ابن دقيق في الإحكام في شرح حديث أبي أيوب الأنصاري وفيه قوله رضي الله عنه: " فَقَدِمْنَا الشَّامَ، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ":الْعَاشِرُ: قَوْلُهُ " وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ " قِيلَ: يُرَادُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِبَانِي الْكُنُفِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ الْمَمْنُوعَةِ عِنْدَهُ.وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ: أَنَّهُ إذَا انْحَرَفَ عَنْهَا لَمْ يَفْعَلْ مَمْنُوعًا.فَلَا يَحْتَاجُ إلَى الِاسْتِغْفَارِ.

وَالْأَقْرَبُ: أَنَّهُ اسْتِغْفَارٌ لِنَفْسِهِ.وَلَعَلَّ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ اسْتَقْبَلَ وَاسْتَدْبَرَ بِسَبَبِ مُوَافَقَتِهِ لِمُقْتَضَى الْبِنَاءِ غَلَطًا أَوْ سَهْوًا.فَيَتَذَكَّرُ فَيَنْحَرِفُ، وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.

فَإِنْ قُلْتَ: فَالْغَالِطِ وَالسَّاهِي لَمْ يَفْعَلَا إثْمًا.فَلَا حَاجَةَ بِهِ إلَى الِاسْتِغْفَارِ.قُلْتُ: أَهْلُ الْوَرَعِ وَالْمَنَاصِبِ الْعَلِيَّةِ فِي التَّقْوَى قَدْ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا، بِنَاءً عَلَى نِسْبَتِهِمْ التَّقْصِيرَ إلَى أَنْفُسِهِمْ فِي [عَدَمِ] التَّحَفُّظِ ابْتِدَاءً.

وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.انتهى.

قال العلامة القرطبي في تفسير قول الله تعالى على لسان موسى عليه الصلاة والسلام: سبحانك تبت إليك [الأعراف: 143] وأجمعت الأمة على أن هذه التوبة ما كانت عن معصية، فإن الأنبياء معصومون. انتهى.

ـ فائدة: قولهم قال الله تعالى على لسان رسوله مثلا هل يجوز؟.

ـ سئل الشيخ في لقاء الباب [شريط رقم 135 وجه ب] بما نصه: فضيلة الشيخ! هل يجوز قول: قال الله على لسان نبيه نوح أو حكاية؟ وهل يجوز قول الشعراء: لَعَمْرِي؟

فأجاب: نعم، أما قول القائل: قال الله تعالى على لسان نوح فلا بأس به، أو على لسان موسى فلا بأس به؛ لأن المعنى أنه نقل ما قاله موسى أو ما قاله نوح، ولا بأس به، والله عز وجل ينقل عن الرسل وعن غير الرسل، نقل عن الرسل، وعن فرعون، وعن المكذبين للرسل.

وأما قول: لَعَمْرِي فكذلك أيضاً لا بأس بها، وهي واردة عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة أيضاً، وليس هذا قسماً لكنها بمعنى القسم، القسم أن يأتي بالواو فيقول وعَمْرِي، أو وحياتي، أو ما أشبه ذلك، أما لَعَمْرِي فلا بأس به. انتهى.

ـ قال صاحب المتن: الحَمْدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنِّي الأذى وَعَافَاني ...

ـ قال المحقق: رواه ابن ماجه، كتاب الطهارة: باب ما يقول إِذا خرج من الخلاء، رقم (301) من حديث أنس بن مالك. وضعّفه النووي في «شرح المهذب» (2/ 83)، والبوصيري في «الزوائد».

ورواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (22)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» رقم (539) من حديث أبي ذَرٍّ.

وضعّفه النووي في «الخلاصة» رقم (396).

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، كتاب الطهارات: باب ما يقول إِذا خرج من المخرج، رقم (10) عن أبي علي الأزدي، عن أبي ذر به موقوفاً من قوله.

وأبو علي الأزدي: مقبول؛ كما في «التقريب».

وحسَّن ابن حجر أثرَ أبي ذرٍّ الموقوف. «نتائج الأفكار» (1/ 218).انتهى.

ـ هل يُقال: ما ثبت عن أبي ذرّ رضي الله عنه لا يُقال من قِبَل الرَّأي فله حكم الرّّفع. وهذا البحث له التفات إلى مسألة: هل الأذكار والأدعية توقيفية أم يدخلها التوفيق والاجتهاد؟.

ـ تنبيه على خطأين:

ـ قولي في المشاركة الحادية عشرة: وإن كان الإجماع واقع ... صوابه: واقعا.

ـ قولي في المشاركة الرابعة عشرة: فيه بحثين. صوابه: فيه بحثان. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير