ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:39 م]ـ
ـ قوله: واستقبال القبلة قد يكون حراماً كما هنا، وقد يكون واجباً كما في الصَّلاة، وقد يكون مكروهاً كما في خطبة الجمعة، فإنه يكره للخطيب أن يستقبل القِبْلة ويجعل النَّاس وراءه، وقد يكون مستحبًّا كالدُّعاء والوُضُوء .. انتهى.
ـ في الصحيحة: 2645: إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة. انتهى.
ـ في الضعيفة: 2786 - (ضعيف)
إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة.
ـ وفيها: 5218 - (ضعيف جدا)
إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة ومن نظر في كتاب أخيه عن غير أمره فكأنما ينظر في النار.
ـ قال المناوي في الفيض: (إن لكل شئ شرفا) أي رفعة (وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) يشير إلى أن كل حركة وسكون من العبد على نظام العبودية بحسب نيته في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وشرابه وطعامه تشرف حالته بذلك فيتحرى القبلة في مجلسه ويستشعر هيئتها فلا يعبث فيسن المحافظة على استقبالها ما أمكن حتى للمدرس على الأصح وإنما سن استدبار الخطيب لأن المنبر يسن كونه بصدر المجلس فلو استقبل خرج عن مقاصد الخطاب لأنه يخاطب حينئذ من هو خلف ظهره.
قال الشريف السمهودي نعم كان شيخي شيخ الإسلام الشرف المناوي يجلس لإلقاء الدرس مستدبرها والقوم أمامه قياسا على الخطبة ويعلله بما ذكر من أن ترك استقبال واحد أسهل من تركه لخلق كثير قال ويستأنس له بما رواه الخطيب عن جابر أقبل مغيث إلى مكحول فأوسع له بجنبه فأبى وجلس مقابل القبلة وقال هذا أشرف المجالس فالظاهر أن جلوس مكحول مستدبرا كان كذلك .. انتهى.
ـ وقال فيه: قال الحليمي: وإذا ندب استقبال القبلة في كل مجلس فاستقبالها حال الدعاء أحق وآكد. انتهى.
ـ قال الطبري في تهذيب الآثار: ومنه أيضا قوله: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة وجلسنا حوله. وفي قوله: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة الدلالة الواضحة على اختياره صلى الله عليه وسلم من المجالس ما واجه القبلة وقابلها، وبذلك جاء غير الذي ذكرنا من الأثر عنه في بعض الأحوال، وعلى العمل به حث الصحابة وأمته. قلتُ: ثم روى حديث: إن لكل مجلس شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل القبلة. وحديث: «خير المجالس ما استقبل به القبلة» ثم قال: فإذا كان ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا، فأحب المجالس إلينا أن يجلسه المرء ما كان مقابل القبلة في بعض الأحوال، وذلك إذا كان منفردا في مجلسه، ولم يكن شيء يدعوه إلى استدبارها، ولست وإن اخترت ذلك أكره الجلوس مستدبر القبلة لمن جلسه في الحال التي به الحاجة إلى الجلوس كذلك لسبب يدعوه إليه. أما الجلوس بين يدي عالم أو ذي سلطان أو حاكم، أو بين يدي من به الحاجة إلى الجلوس بين يديه، كذلك عند انصرافه من صلاته في حال يكون فيها إمام قوم. . . . . .، وإنما اخترت الجلوس بين يدي العالم أو ذي سلطان أو بين يدي من دعا المرء إلى الجلوس بين يديه كذلك؛ للذي ذكر البراء في حديثه أنهم جلسوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، فمعلوم أنهم إذ جلسوا حوله وهو جالس مستقبل القبلة أن من كان منهم بين يديه جالسا، كان لا شك جلوسه مستدبر القبلة، لأنهم لم يكونوا يولون رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهورهم إذا جلسوا بين يديه، بل كانوا يستقبلونه بوجوههم، وفي استقبالهم إياه بوجوههم في حال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة بوجهه استدبارهم القبلة بأدبارهم في مجالسهم. وفي ذلك دليل على صحة ما قلنا من أن استقبال القبلة بالوجه، إنما هو اختيار لمن كان لا يدعوه سبب من الأسباب التي ذكرنا وما أشبهه إلى استدبارها ... انتهى.
ـ قال السخاوي في المقاصد الحسنة: وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: استقبال القبلة، وأورد من حديث سفيان بن منقذ عن أبيه قال: كان أكثر جلوس عبد الله بن عمر وهو مستقبل القبلة. انتهى.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:41 م]ـ
ـ قال الشيخ رحمه الله تعالى: وبدأ المؤلِّفُ بالطَّهارة لسببين:
الأول: أنَّ الطَّهارة تخليةٌ من الأذى .... انتهى.
ـ قال الشيخ في شرح بلوغ المرام: أن الطهارة تخلية لأنها تنظيف للمكان فهي تخلية، والتخلية كما يُقال: قبل التخلية، مثلا: اكنس البيت أولا ثم افرشه ثانيا، نظف الأواني عن الأذى أولا ثم اغسلها ثانيا، قلذلك بدءوا بكتاب الطهارة. انتهى.
ـ أضيف قائلا:
ـ وقال في البيع من الممتع: العلماء ـ رحمهم الله ـ يبدؤون تصانيفهم بالعبادات، ثم بالمعاملات، ثم بالأنكحة، ثم بما يتعلق بالدماء، ثم بالقضاء، فبدؤوا بالعبادات؛ لأنها هي التي خُلق الإنسان من أجلها، وبدؤوا بالصلاة؛ لأنها أهم العبادات، وقدموا الطهارة؛ لأنها من شروطها؛ لأن الطهارة فيها تنزيه ونزاهة.
فالترتيب السليم أن يبدأ أولاً بالتطهر ثم بعد ذلك يبنى عليه، ولهذا من العبارات المعروفة عند العلماء: «التخلية قبل التحلية»، أي: يخلي المكان من الأذى، ثم يحلى بعد ذلك. انتهى.
¥