تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وكان سبب ذلك مواقف بعض أكابر علماء الأشاعرة كالسبكي مثلا من ابن تيمية. حتى قال الدسوقي في حاشية الشرح الكبير عل خليل: وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ الْإِجْمَاعَ عَلَى لُزُومِ الثَّلَاثِ فِي حَقِّ مَنْ أَوْقَعَهَا وَحُكِيَ فِي الِارْتِشَافِ عَنْ بَعْضِ الْمُبْتَدِعَةِ أَنَّهُ إنَّمَا يَلْزَمُهُ وَاحِدَةٌ وَنَقَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ الْعَرَبِيِّ أَنَّهُ قَالَ مَا ذَبَحْت بِيَدِي دِيكًا قَطُّ وَلَوْ وَجَدْت مَنْ يَرُدُّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا لَذَبَحْته بِيَدِي، وَهَذَا مِنْهُ مُبَالَغَةٌ فِي الزَّجْرِ عَنْهُ ا هـ بن وَقَدْ اشْتَهَرَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ ابْنِ تَيْمِيَّةَ قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ضَالٌّ مُضِلٌّ لِأَنَّهُ خَرَقَ الْإِجْمَاعَ وَسَلَكَ مَسْلَكَ الِابْتِدَاعِ ...

ـ وقال الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير: وَالْإِجْمَاعُ عَلَى لُزُومِ الثَّلَاثِ إذَا أَوْقَعَهَا فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ نَقَلَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ، وَنَقَلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضِ الْمُبْتَدِعَةِ: أَنَّهُ يَلْزَمُهُ طَلْقَةٌ وَاحِدَةٌ، وَاشْتُهِرَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ الشَّافِعِيَّةِ: ابْنُ تَيْمِيَّةَ ضَالٌّ مُضِلٌّ، أَيْ لِأَنَّهُ خَرَقَ الْإِجْمَاعَ وَسَلَكَ مَسَالِكَ الِابْتِدَاعِ ...... انتهى فانظر رعاك الله واحمد الله واسأله العافية.

ـ وأقول استطرادا: طريقة عدم التصريح بالاسم سلكها الحافظ ابن حجر رحمه الله في حلِّ أوَّل إشكال عَرَضَ في الجامع الصَّحيح فقال رحمه الله تعالى: وَإِنْ كَانَ الْإِسْقَاط مِنْهُ فَالْجَوَاب مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّد عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الْحَافِظ فِي أَجْوِبَة لَهُ عَلَى الْبُخَارِيّ: إِنَّ أَحْسَن مَا يُجَاب بِهِ هُنَا أَنْ يُقَال: لَعَلَّ الْبُخَارِيّ قَصَدَ أَنْ يَجْعَل لِكِتَابِهِ صَدْرًا يَسْتَفْتِح بِهِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِير مِنْ النَّاس مِنْ اِسْتِفْتَاح كُتُبهمْ بِالْخُطَبِ الْمُتَضَمِّنَة لِمَعَانِي مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ مِنْ التَّأْلِيف، فَكَأَنَّهُ اِبْتَدَأَ كِتَابه بِنِيَّةٍ رَدَّ عِلْمهَا إِلَى اللَّه، فَإِنْ عَلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ أَرَادَ الدُّنْيَا أَوْ عَرَضَ إِلَى شَيْء مِنْ مَعَانِيهَا فَسَيَجْزِيهِ بِنِيَّتِهِ. وَنَكَبَ عَنْ أَحَدِ وَجْهَيْ التَّقْسِيم مُجَانَبَة لِلتَّزْكِيَةِ الَّتِي لَا يُنَاسِب ذِكْرهَا فِي ذَلِكَ الْمَقَام. اِنْتَهَى مُلَخَّصًا. فمراده بقوله: أَبُو مُحَمَّد عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الْحَافِظ ابن حزم الظاهري فليُبحَث في سبب ذكره هكذا خلاف الجادة في ذكره بابن حزم والله أعلم.

ـ ـ تنبيه: وقع في معجم المصنفات الواردة في فتح الباري الذي صنعه الباحثان مشهور بن حسن بن سلمان ورائد صبري ص 40 ما نصّه: ـ أجوبة ابن حزم عن صحيح البخاري، ابن حزم (أبو محمد، علي بن محمّد بن صالح الظّاهري، ت 456 هـ).

ـ راجع كشف الظّنون (1/ 545_ 546).

ـ وقد كتب ابن عبد البر (ت 463هـ) الأجوبة على المسائل المستغربة من البخاري، وقد رتّب أجوبة المهلّب في كتاب وفيه أجوبة ابن حزم أيضاً. راجع (سيرة البخاري للمباركفوري) (187)، ومكانة الصّحيحين (313). (12، 329).

ـ 11 ـ أجوبة أبي محمّد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ على صحيح البخاري. (1/ 15).انتهى.

ـ قلتُ: حسب تتبعي وجدت الحافظ ذكر أجوبة ابن حزم في موضعين من فتحه:

ـ الأوّل: 1/ص20: قال: وإن كان الإسقاط منه فالجواب ما قاله أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ في أجوبة له على البخاري ......

ـ الثّاني: 1//ص601: وقال ابن حزم في أجوبته على مواضع من البخاري: فتشت عن هاتين اللفظتين ..... اهـ. وفي مواطن أخرى لمَّا أجدها بعدُ وقد مرَّت عليَّ بحثا في الشاملة.

ـ قلتُ: ولم أجد بعد التتبع من اسمه أبو محمد، علي بن محمّد بن صالح الظّاهري وخاصة فيمن يُدعى ابن حزم إنّما وجدت أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه الظاهري المعروف. والذي يظهر أنّه وقع تصحيف أحمد فبدل أن يُقال علي بن أحمد قالوا: علي بن محمد وأمّا قولهم بن صالح بدل بن سعيد فإنّهم نسبوه إلى أحد أجداده وممّا يؤيد هذا أنّهم لمّا ذكروا سنة الوفاة قالوا (ت 456هـ) وهي نفس سنة وفاة أبي محمد ابن حزم الظاهري المعروف. ويؤيده أيضا أنّ الحافظ قال: فالجواب ما قاله أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ في أجوبة له على البخاري ......

ولم يقل: أبو محمد، علي بن محمّد بن صالح الظّاهري.

ثمّ إنّ العلماء لم يُنبّهوا على وجود ابن حزم آخر توفي في نفس السنة التي توفي فيها ابن حزم كما هي عادتهم كي لا يلتبس الأمر على الباحث.

ـ فالخلاصة أنّ كتاب أجوبة البخاري هذا هو لابن حزم الظاهري المعروف وهو أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ وليس هو أبو محمد، علي بن محمّد بن صالح الظّاهري.وأنّ هذا الأخير لم أقف له على ترجمة فلعل تصحيفا وقع في اسم ابن حزم لصاحب كشف الظنون أو من النساخ.فأمّا كشف الظنون فإن يدي لا تطوله الآن لكي أراجعه. والله أعلم.

ـ ثمّ راجعت كشف الظنون وفيه ما نصّه: ولابن عبد البر الأجوبة المرعبة - مر في الألف - على المسائل المستغربة من البخاري سئل عنها المهلب

وكذا لأبي محمد بن حزم عدة أجوبة عليه.اهـ.

ـ وعليه فالظاهر أنّ الوهم وقع للباحثين المذكورين سهواً أو من الطّباعة. والله أعلم.

ـ قلتُ ومما يُستَدرَك على الباحثين المذكورين في معجمهما كتاب الزاهي لابن شعبان المالكي لم يذكراه في حرف الزاي وقد ذكره الحافظ في شرح باب لَا يَشْهَدُ عَلَى شَهَادَةِ جَوْرٍ إِذَا أُشْهِدَ من كتاب الشهادات. قَالَ الحافظ: وَحَكَى اِبْن شَعْبَان فِي اَلزَّاهِي: مَنْ قَالَ أَشْهَدُ بِاَللَّهِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَى فُلَان كَذَا لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ حَلِفٌ وَلَيْسَ بِشَهَادَة قَالَ اِبْن بَطَّال: وَالْمَعْرُوفُ عَنْ مَالِكٍ خِلَافُهُ.انتهى. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير