تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي سنة 1930 م تولى الشيخ الظواهري عماده جامعة الأزهر، فأخذت الجامعة تتبنى خطاً ودياً تجاه التصوف؛ مما لقي انتقاداً عنيفاً لدى الحركة السلفية حول رشيد رضا، وكانت المعارك الصحفية تنشب بين (المنار) صوت السلفيين، ومجلة الأزهر (نور الإسلام) صوت الأزهريين المؤيدين للتصوف، وكان بين العلماء البارزين في الأزهر آنذاك يوسف الدجوي الذي لمع بشكل خاص في دفاعه عن التصوف والتوسل بالأولياء، فألف القصيمي في الرد عليه كتابه الشهير" البروق النجدية في اكتساح الظلومات الدجوية " عام 1931م وهاجم فيه بعنف طقوس الصوفية، وتقديس الأضرحة والتوسل بها، بعد ذلك أدى هذا الكتاب إلى رد فعل قاس لدى قيادة الأزهر، حيث فصلت القصيمي عام 1931م من الجامعة.

ركز القصيمي في الأعوام اللاحقة انتقاده على علاقة أزهريين قياديين بالصوفية، والتدين العامي، وكتب كتابين طوَّر فيهما هجومه السابق على العلماء الأزهريين، وهذان الكتابان هما (شيوخ الأزهر والزيارة في الإسلام) عام 1931م – 1932م، وكتاب (الفصل الحاسم بين الوهابيين وخصومهم) 1934م.

- المحطة السلفية الثانية (الصراع مع العلمانيين): بعد عزل الظواهري من منصب عميد جامعة الأزهر، وتعيين المراغي توقف القصيمي عن نقد الأزهر ورجاله، واتجه في نقده إلى العلمانيين فقد نشر أشهر ممثلي الليبرالية العلمانية آنذاك محمد حسين هيكل عام 1935م كتابه المشهور (حياة محمد) وقد سعى هيكل في كتابه لسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم -إلى تفسير السيرة بمنظار عقلي من خلال دعم القيم العلمية الوضعية عن طريق عقلنة الإسلام، وتبعاً لذلك نظر إلى عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم- بمنظار يسمح له بتفسير جميع النصوص القرآنية بطريقة العلوم الحديثة في عصره.

فألف القصيمي نقداً لهذا الكتاب مؤلفاً سماه (نقد كتاب حياة محمد لهيكل) عام 1935م – 1354هـ، ويتضمن الجزء الأكبر من كتابه نقداً لتفسير هيكل للمعجزات النبوية، وكان أشد الانتقاد موجها للمثالين الذين اختارهما هيكل نفسه لإيضاح موقفه من الظواهر الإعجازية وهما: الإسراء والمعراج، ومعجزة شق الصدر.

إلا أن نقد القصيمي لهيكل لم يجد التجاوب من الدوائر السلفية في مصر آنذاك؛ فقد اعتبرت تلك الدوائر أن هذا المؤلف لهيكل يعد تحولاً من العلمانية إلى الإسلام؛ ولهذا نصح رشيد رضا الخصم اللدود لهيكل سابقاً قُرَّاءه بقراءة كتاب (حياة محمد) وهيأ له الملك عبد العزيز استقبالاً حافلاً عند أدائه فريضة الحج عام 1936 م.

- المحطة السلفية الثالثة (الصراع مع الشيعة): في عام 1927م نشر الكاتب الشيعي محسن الأمين العاملي كتابه الخصامي (كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب)، ولم يسمع القصيمي بالكتاب إلا متأخراً نسبياً، وذلك حينما أرسله العالم السعودي محمد نصيف عام 1935م مع رجاء الرد عليه، فألف القصيمي كتابه الشهير (الصراع بين الإسلام والوثنية) عام 1937م – 1357هـ، وفي هذا الكتاب ينفي القصيمي انتماء الشيعة إلى الإسلام، ويساوي بينهم وبين عبدة الأوثان، ويرى أنهم ينتمون إلى تقليد فكري هدفه إفساد عقائد المسلمين، وأرجع الشيعة إلى أصول يهودية تعود إلى اليهودي عبد الله بن سبأ، وبصدور هذا الكتاب أصبح القصيمي مدافعاً قوياً عن السلفية معترفاً به على نطاق واسع، وذكر القصيمي نفسه في حديث له مع فازلا عام 1993م أن الكتاب لقي قبولاً حماسياً في السعودية وقدم للملك عبد العزيز بالقول: ((إن مؤلف هذا الكتاب استحق مهر الجنة)).

المرحلة الثانية: مرحلة العلمانية

منذ منتصف الثلاثينات بدأت ظاهرة النقد الذاتي في الخطاب العربي، وبنهاية الثلاثينيات صارت هذه الظاهرة منتشرة على نطاق واسع، وشارك فيها ممثلو السلفية، ولعل أبرز مثال عن مشاركة الإسلاميين بالنقد الذاتي آنذاك كتاب شكيب أرسلان (لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟) وقد أعرب القصيمي عن موافقته لأرسلان، وشارك هو بدوره في النقد فألف كتاب (لماذا ذل المسلمون؟) عام 1940 م ووجه نقداً حاداً لمظاهر التخلف لدى المسلمين ثم أتبعه سنة 1946م كتابه الضخم الذائع الصيت (هذي هي الأغلال)، وقد اختلفت الأقوال في تقييم القصيمي من خلال طرحه في هذا الكتاب فذهب د/ فازلا إلى أنه ((لا يشكل –

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير