1 - مارواه البخاري في صحيحه في قصة الإفك قال: حدثنا محمد بن سلام أخبرنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سفيان عن مسروق قال: سألت أم رومان وهي أم عائشة عما قيل فيها ما قيل .. فذكر الحديث.
ومسروق ولد في السنة الأولى للهجرة وقدم المدينة من اليمن في خلافة أبي بكر أو بعدها وهذا يدل على أنها توفيت بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولذا جزم إبراهيم الحربي بسماع مسروق منها وهذا ما اختاره البخاري في صحيحه.
2 - أن من قال إنها توفيت سنة ست اعتمد على ما رواه البخاري في تاريخه عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة وابن منده وأبو نعيم كلهم من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن محمد قال لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه " وهذا الإسناد فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف وروايته هذه لا ترد به الروايات الصحيحة كما قال الحافظ ابن حجر وقد ضعفها البخاري بعد أن رواها فقال: فيه نظر وحديث مسروق أسند: أي أصح إسناداً. التاريخ الصغير (1/ 38)
3 - مما يضعف القول بأنها توفيت سنة ست ما رواه الإمام أحمد (1/ 216) وإسحاق بن راهويه في مسنده (2/ 494) من طريق أبي سلمة عن عائشة قالت: لما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعائشة فقال يا عائشة أني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان قالت يا رسول وما هو قال قال الله عز وجل يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها الآية إلى أجرا عظيما قالت قلت فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر ولا أم رومان فضحك وسنده جيد كما قال الحافظ وفي رواية البخاري ومسلم " حتى تستأمري أبويك " وفي حديث جابر عند مسلم بلفظ " حتى تستشيري أبويك " ولم يذكر أم رومان، والتخيير كان في سنة تسع بالاتفاق كما قال الحافظ ابن حجر والحديث مصرح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ.
4 - ما ذكر هنا في قصة أهل الصفة مما أورد من أجله الإشكال وقد علم أن عبد الرحمن بن أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أسلم في ذي القعدة سنة ست من الهجرة.
تنبيه:
قد حكم الخطيب البغدادي وابن عبد البر والقاضي عياض على رواية مسروق التي أخرجها البخاري بالانقطاع وجعله الخطيب مما أخطأ فيه حصين لأنه اختلط قال لعله حدث به بعد اختلاطه وذكر الخطيب أن هذا الأمر خفي على البخاري وتفطن له مسلم فأعرض عن الرواية، ومعتمد الخطيب ومن وافقه على هذا القول رواية علي بن زيد بن جدعان وقد سبق بيان ضعفها.
تنبيه آخر:
قد ذهب إلى القول بأنها توفيت سنة ست الواقدي وابن عبد البر وابن الأثير وغيرهم وخالفهم كما سبق البخاري وهو اختيار الحافظ ابن حجر وقد تكلم عن المسألة في مقدمة الفتح وفي كتاب الإصابة وفي التهذيب في ترجمة أم رومان رضي الله عنها.
والله أعلم
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[14 - 12 - 07, 04:06 م]ـ
شكرالله لكم وبارك الله فيكم
لقد وصل الأطفال إلى مرحلة الدكتوراه ثم ليس عندهم للرسالة الموضوع اللائق بتخصصهم, و لقد قدمت موضوع: "شرط الإمام أبي داود" وظننت بأني قد فرغت من إختيار الموضوع , لكن الظن لا يغني من الحق شيئا. ثم رأيت الفوز فى المشكل فاخترت موضوع:
"مشكل الحديث"
(عند الإمام الشافعي وابن قتيبة والطحاوي)
القواعد والضوابط لرفع الإشكال عندهم والموازنة بينهم
أو
منهج شراح الحديث فى رفع الإشكال والموازنة بينهم وبين المصنفين فى مشكل الحديث
فهل يمكن أن يكون هذا موضوعا لرسالة الدكتوراه؟
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:49 م]ـ
للتذكير