تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 09:43 م]ـ

لا شك ان للصابر اجراً عظيماً .. يثيبه الله تعالى عليه، لاحتسابه وتصبره وحبس النفس عن التسخط واللسان عن الشكوى والجوارح عن افعال الجاهلية.

ولكن المفاضلة بين افراد الصابرين في الاجور والمثوبات يحتاج الى توقيف من النصوص .. لانها مسالة راجعة الى فضل الله تعالى وكرمه واجره الذي يوفيه عباده الصابرين بغير حساب!

.................................

وفي قراءة لكتاب (بحوث طبية في مسائل فقهية معاصرة) للدكتور علي المحمدي وجدت التالي [انقله بتلخيص وتصرف يسير]:

حكم التداوي:

اختلف الفقهاء في حكم التداوي على عدة اقوال:

الاول: لايجوز التداوي. وقال به غلاة الصوفية (1).

وعللوا رأيهم: بان الولاية لا تتم الا اذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء، فالواجب على المؤمن ان يترك التداوي اعتصاما بالله وتوكلا عليه وثقة به وانقطاعا اليه .... !!

القول الثاني: يباح التداوي وتركه افضل. وهو المنصوص عن احمد؛ فنقل عنه: احب لمن اعتقد التوكل وسلك هذا الطريق ترك التداوي من شرب الدواء وغيره، وقد كانت تكون به علل فلا يخبر الطبيب بها اذا سأله.!

وفي رواية المروزي: العلاج رخصة وتركه أعلى درجة منه (2).

وبنحوه قال النووي (3).

وعللوا: بان تركه تفضلا واختيارا لما اختاره الله، ورضى وتسليما له.

وبحديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب، وهم الذين لايسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)) متفق عليه، وبحديث الجارية التي كانت تصرع وسألت النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو لها، فقال: ((ان احببت ان تصبري ولك الجنة، وان احببت دعوت الله ان يشفيك)) فقالت: بل اصبر .. الحديث، متفق عليه.

واحتجوا بان خلقا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون، بل فيهم من اختار المرض، كابي بن كعب وابي ذر، ومع هذا فلم ينكر عليهم ترك التداوي. (4)

القول الثالث: هو القول باستحباب التداوي وأن فعله افضل من تركه. وبه قال الشافعية وجمهور السلف وعامة الخلف، وقطع به ابن الجوزي وابن هبيرة، وهو قول الحنفية والمالكية (5).

واحتجوا لرأيهم: باحاديث كثيرة من ذكره صلى الله عليه وسلم لمنافع الادوية والاطعمة .. وبانه تداوى، وباخبار عائشة رضي الله عنها بكثرة تداويه، وبما علم من الاستشفاء برقاه:-

حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء) البخاري.

وحديث ان الصحابة قالوا: يا رسول الله، انتداوى؟ قال: ((تداووا فان الله لم يضع داء الا وضع له دواء، غير الهرم)) رواه ابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

........................

(1) طرح التثريب للعراقي (8/ 184) شرح مسلم للنووي (14/ 191)

(2) مجموع الفتاوى (21/ 564)، الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 358)، كشاف القناع (2/ 76).

(3) المجموع (5/ 96)، شرح مسلم للنووي (3/ 90).

(4) مجموع الفتاوى (24/ 269) وقوت القلوب (2/ 22).

(5) الآداب الشرعية (2/ 359) النووي على مسلم (3/ 90) الفتاوى الهندية (5/ 354) والزرقاني على الموطا (4/ 329) المجموع (5/ 96) كشاف القناع (2/ 76) التمهيد (2/ 227) طرح التثريب (8/ 182) فتاوى ابن تيمية (21/ 564) معالم السنن للخطابي (4/ 229).

ـــ يتبع بقية النقل عن المصدر ـــ

ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[17 - 12 - 07, 12:08 ص]ـ

القول الرابع: هو القول بان التداوي مباح مطلقا. وبه قال جمهور العلماء [كذا في الاصل] ومنهم مالك، حيث نقل عنه قوله: (لا بأس بالتداوي ولا باس بتركه) (6)

واستدلوا: بما روي عن اسامة بن شريك قال: قالت الاعراب: يا رسول الله، الا نتداوى؟ قال: ((نعم يا عباد الله تداووا، فان الله لم يضع داء الا وضع له شفاء او دواء، الا داء واحدا. فقالوا: يارسول الله وما هو؟ قال: الهرم)) (7)

وفي هذا الحديث اثبات الطب والعلاج، وان التداوي مباح غير مكروه (8).

القول الخامس: وهو الوجوب. حيث ذهبت طائفة من اصحاب الشافعي وبعض الحنابلة الى انه واجب.

وزاد بعضهم: ان ظن نفعه. (9)، وبنحو هذا قالت الحنفية.

قالت: ان كان السبب المزيل للمرض مقطوعا به كالماء المزيل لضرر العطش، والخبز المزيل لضرر الجوع، فتركه حرام عند خوف الموت. (10)

واستدلوا: بما رواه الخلال في كتاب الطب باسناده عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت اسقامه، فكان يقدم عليه اطباء العرب والعجم فيصفون له فنعالجه) (11).

ولحديث انس رضي الله عنه: (ان الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا) (12)

ــ يتبع ــ


(6) تحفة الاحوذي (6/ 190).
(7) الجامع لاحكام القران (10/ 199) والفواكه الدواني (2/ 442) وينظر: فتح الباري (10/ 174 - 178) والنووي على مسلم (14/ 19) ومعالم السنن (4/ 216) والروضة الندية (2/ 329).
(8) تحفة الاحوذي (6/ 190) وفتح الباري (7/ 373).
(9) الآداب الشرعية (2/ 361) ومجموع الفتاوى (24/ 269) و (21/ 564).
(10) الفتاوى الهندية (5/ 355) واحياء علوم الدين (4/ 276) والشرواني وابن القاسم (3/ 182).
(11) تخريج الدلالات السمعية (677)!!!
(12) عون المعبود (10/ 334) وتحفة الاحوذي (6/ 190).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير