[منهجه صلى الله عليه وسلم في نشر سنته]
ـ[طالبة]ــــــــ[30 - 04 - 02, 10:08 ص]ـ
[منهجه صلى الله عليه وسلم في نشر سنته]
لقد كان لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ الأثر في إقبال الصحابة على سنته وحفظها والعمل بها ونشرها، فقد سلك صلى الله عليه وسلم أبلغ الطرق وأنجع الأساليب في تعليمهم، وما يلي ملخص لمنهجه:
أ_ اتخاذ مقر للدعوة والتعليم:
اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم مقرا يجتمع فيه بالصحابة لتعليمهم دينهم منذ عهد الدعوة السرية، فكان يلتقي بهم في دار الأرقم. ولما انتقل للمدينة المنورة أصبح المسجد هو المكان المعهود للتربية والتعليم والفتوى .. الخ. وعندما قوية شوكة الإسلام لم يكن هناك مكان معين للتعليم، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يفقه أصحابه في كل حين وآن، في الطريق والمنازل وفي الأسواق، وحال إقامته وسفره، وفي حال السلم والحرب، وكان الصحابة لا يكادون يفارقونه، وكانوا يتسابقون لحضور مجالسه صلى الله عليه وسلم.
ب_ التدرج في الدعوة وتبليغ الشرع:
تدرج الوحي قرآنا وسنة في تعليم الصحابة من حيث انتزاع العقائد الفاسدة ومحاربة المنكرات التي كان عليها الناس في الجاهلية، ليحل محلها بالتدريج العقائد الصحيحة والعبادات المشروعة وفضائل الأخلاق، وهذا منهج " التخلية قبل التحلية" استمر ثلاثة وعشرين عاما، بُني خلالها هذا الدين واكتمل متمشيّا مع احوال المسلمين.
ج_ عدم المداومة على التعليم خشية الملل:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك أن النفوس تمل والقلوب تكل بالمداومة على التعليم الجاد، فجمع في تعليمه بين الجدّية والترويح، وبين الموعظة وتعليم الأحكام، كما كان ينقطع عن تعليمهم بعض الأيام، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الآيام مخافة السآمة علينا)) صحيح سنن الترمذي.
د_ مخاطبة الناس على قدر عقولهم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب سامعيه على قدر عقولهم وبحسب مستويات إدراكهم حتى يُفهم مقصوده، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة قال:
((جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن امرأتي ولدت غلاما أسود وإني أنكرته
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟
قال: نعم،
قال: فما ألوانها؟
قال: حمر
قال: هل فيها من أورق؟
قال: نعم
قال: فأنى أتاها ذلك؟
قال: عسى أن يكون نزعه عرق
قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عرق)) صحيح مسلم
هـ_ مخاطبة الناس بلهجاتهم:
من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأحد الأشعريين (وهم يقلبون اللام ميما): "ليس من امبر امصيام في امسفر"، أي "ليس من البر الصيام في السفر" البخاري.
و_ تكرار الحديث ليتأكد من بلوغه للسامع وفهمه له:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة كررها ثلاثا ليعيه السامع ويحفظه، ويفصّل الكلام، عن عائشة رضي الله عنها
(ما كان رسول الله يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل، يحفظه من جلس إليه)
وعن أنس رضي الله عنه قال
(إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا، حتى تفهم عنه .. )
ز_ استخدام الجواب الحكيم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب السائل بأكثر من مرمى سؤاله حرصا على تعليمه وتنبيها له على ما قد يجهل السؤال عنه، من ذلك جوابه للذي سأله عن الوضوء من ماء البحر فقال ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته))
ح_ توخي منهج التيسير والرحمة والبعد عن التعسير والشدة:
كان صلى الله عليه وسلم يرغب المسلمين في إتيان الرخص مثل إتيانهم العزائم، وكان ينهى عن التنطع في الدين، وكان يقول " علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضب احدكم فليسكت " مسند أحمد.
ط_ الرحمة والتواضع:
كان في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة والحلم، فكان يتوخّى ألين اساليب الخطاب لتعليم أصحابه، من ذلك قوله " إنما أنا لكم مثل الوالد، إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها" (صحيح سنن ابن ماجه) ومسند أحمد.
ي_ الحض على سماع حديثه:
رغب النبي صلى الله عليه وسلم في طلب العلم وكان يخص حديثه بمزيد من الحض على سماعه وحفظه وتبليغه على الوجه الذي سمعه عليه، ومن ذلك قوله: "نضّر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو افقه منه" سنن الترمذي.
ك_ تخصيص دروس للنساء:
كانت الصحابيات يستفدن من التوجيه العام للنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وفي المناسبات المختلفة، كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يخصهن بدرس يتناسب مع خصوصياتهن، وبموعظة بعد صلاة العيد.
من كتاب "حجية السنة وتاريخها" للدكتور الحسين شواط (بتصرف)
====================