[الفرق بين المتخصص والمتفنن (الشريف حاتم)]
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 05 - 02, 04:49 م]ـ
ولقد سبرت بعض أحوال المتعلمين، فوجدت أكثرهم علماً وإنصافاً وتواضعاً، وأدقهم نظراً وفهماً، وأحسنهم تأليفاً وإبداعاً: هم أصحاب التخصصات. في حين وجدت أقلهم علماً وإنصافاً، وأكثرهم كبراً وتعالياً وتعالماً، وأبعدهم عن الفهم والتدقيق وعن الإبداع والإحسان في التأليف: المتفننين أصحاب العلوم، أو سمهم بالمثقفين؛ إلا من رحم ربك.
ومن فضل صاحب التخصص الفضل الظاهر، الذي يقرني عليه المنصف، أن صاحب التخصص لا يثرب على المتفنن، بل يراه أكثر أهلية منه في أمور كإلقاء المحاضرات والدعوة ومواجهة العامة، ويعتبره بذلك على ثغرة من ثغرات الإسلام، ويرى أن الأمة في حاجة إلى أمثاله. وأما أصحاب الفنون، فعلى الضد من ذلك، فهم أكثر الناس تثريباً وعيباً على المتخصصين، ولا يرون لهم فضلاً عليهم ولا في العلم الذي تخصصوا فيه، وينازعونهم مسائلة (وهم بها جهلاء)، ويشنعون عليهم لعدم معرفتهم ببعض ما لم يتخصصوا فيه.
ولك بعد هذا أن تحكم، أي الفريقين أدخل الله في قوله تعالى (إن الله يحب المقسطين).
ولله ما يلاقيه أصحاب التخصصات من إخوانهم المتفننين!! من عدم فهم الأخيرين لتخصصاتهم، مع كلامهم فيها ومنازعتهم أهلها، بل قد يصل الأمر إلى استغلال أصحاب الفنون علاقتهم بالعامة والغوغاء، وانبهار هؤلاء بهم، فيتطاولون على أصحاب التخصصات وعلى علومهم، بما لا يؤلم العالم شيء مثله، وهو الكلام بجهل، وتشويه العلوم.
ومن فضل صاحب التخصص إذا وفقه الله تعالى، أنه من أكثر الناس لقالة (لا أدري)، إذا سئل عن غير تخصصه. ولهذه القالة بركة لا يعرفها إلا قليل، فهي باب التواضع الكبير، وباب للعلم أكبر. وأما صاحب الفنون، فهو عن (لا أدري) أبعد؛ لأنه يضرب في كل علم بسهم، وبكثير جوابه على أسئلة العامة وأنصاف المتعلمين، التي هي – في الغالب – سؤالات عن الواضحات وعن ظواهر العلوم؛ فينسى مع طول المدة (لا أدري)، ولا يعتاد لسانه عليها، ولا تنقهر نفسه لها؛ لذلك فهو عن بركاتها ليس بقريب!!
ثم إن للعلم دقائق لا يعرف المتفننون عنها شيئاً، أما المتخصصون فقد خبروها، وقادتهم إلى دقائق الدقائق. فهم فقهاء العلوم حقاً، وأطباء الفنون صدقاً. اهـ.
(نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية 21).
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 11:23 م]ـ
والشيخ الشريف حاتم له كلام عن هذا في شريطه هل سا أكون عالماً؟
ولولا فضل الله ثم هذا الشريط لكنت في وادي وطلب العلم الشرعي في وداي آخر، فجزى الله الشيخ خير الجزاء.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:06 ص]ـ
جواب حول هذه المسألة للشيخ عبدالكريم الخضير في نهاية الوجه الثاني من شريط معالم في طريق الطلب (وهو آخر سؤال)
ـ[خالد الحائلي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خير
ولكن غالبا لا يدري طالب العلم في أي علم يتخصص فلا يدري هل الأفضل أن يتخصص في الفقه أو الحديث فماذا يفعل حينئذ
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[14 - 09 - 05, 12:13 م]ـ
موضوع رائع ذو شجون، جزى الله الشيخ: الشريف حاتم على البيان والإفادة
فكم تعجب حقيقة لبعض الدعاة والمشائخ حين يخوض في بعض المسائل التي لا يحسنها، وليس متخصصاً فيها، فيأتي بالعجب العجاب.
فليت أهل العلم استمعوا إلى هذه النصيحة الغالية، واستناروا بها في طريقهم لكان أجدى وأنفع لهم وللمتلقين عنهم.
أذكر في هذا السياق أن أحدهم: استدل بدليل منسوخ على مسألة قررها، وهذا ضرب يسير في خوض المرء فيما لا يحسن، ومن الأمور التي يتأكد عدم الخوض فيها إلا بزيادة علم وبصيرة علم العقيدة، فإن المرء يشعر بالامتعاض حين يأتي أحد الدعاة ـ وقد يكون مؤثراً في علم السلوك أو غيره ـ فيتكلم بمسائل الولاء والبراء، ومسائل التكفير، وكأنه يقرر مسألة سلوكية لو أخطأ فيها كانت التبعة أقل نسبة من هذه والله يهدي الجميع لما يحب ويرضى.