تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة الحاجة كانت سببا في إسلام الصحابي ضماد الأزدي -رضي الله عنه-.]

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[31 - 05 - 02, 03:31 م]ـ

@@ خطبة الحاجة كانت سببا في إسلام الصحابي ضماد الأزدي -رضي الله عنه- @@.

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

فإن هذه الخطبة التي استفحت بها هذا المقال يقال لها: خطبة الحاجة، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يستفتح بها خطبه، وكان يعلمها أصحابه.

وهذه الخطبة حوت كثيراً من الفوائد، بل حوت أصل الدين وقاعدته وهو توحيد الله –عز وجل- ونفي الشريك عنه –عز وجل-.

واشتملت هذه الخطبة على أنواع التوحيد، وفيها ثناء العبد على الله بما يستحقه، وفيها استعانة العبد بربه ومولاه، واستغفاره من ذنوبه المتضمن غاية الذل والافتقار إلى الله.

وفيها تفويض الأمر إلى الله، وأن الهداية بيده سبحانه، من شاء هداه، ومن شاء أضله وأغواه بما كسبت يداه.

وفيها الشهادتان، وهما مفتاح الدخول في الإسلام، ومفتاح الجنان، وبتحقيق شروطهما وواجباتهما يحل على العبد من ربه الرحمة والرضوان، وتكتب له البراءة الكاملة من النيران.

والكلام على فوائدة هذه الخطبة ومعانيها يطول ويطول.

وقد أفردها الشيخ الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني برسالة خرجها وبين طرقها ورواياتها وهي فريدة في بابها.

وأفردها في رسالة –أيضاً- الشيخ سليم الهلالي متكلماً عليها رواية ودراية.

ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- شرح جميل لهذه الخطبة [ينظر في مجموع الفتاوى (18/ 285 فما بعدها) وكذلك لابن القيم كلام بديع في شرحها [ينظر: حاشية ابن القيم على مختصر سنن أبي داود (6/ 106)، وجواب في صيغ الحمد، وإغاثة اللهفان (1/ 74)] فلله درهما من إمامين عظيمين.

وحتى لا أطيل أذكر القصة التي ورد فيها إسلام ضماد الأزدي -رضي الله عنه- عند سماعه خطبة الحاجة.

@@@ ##### لفظ القصة#####@@@

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال:

[إن ضماداً قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون.

فقال: لو أنى رأيت هذا الرجل، لعل الله يشفيه على يدي.

قال: فلقيه، فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، [ونستغفره]، [ونعوذ بالله من شرور أنفسنا]، [ومن سيئات أعمالنا]، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد)).

قال: فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء.

فأعادهن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات.

قال: فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء؛ فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر [وفي رواية: قاموس البحر].

قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام. قال: فبايَعَه.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وعلى قومك)) قال: وعلى قومي.

قال: فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريةً، فمروا بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟

فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة. فقال: ردوها، فإن هؤلاء قوم ضماد.].

@@@##### تخريجها ######@@@

رواها الإمام أحمد في مسنده (1/ 302)، ومسدد في مسنده-كما في الإصابة (3/ 486)

ومسلم في صحيحه (2/ 593رقم868)، وابن ماجه في سننه (1/ 610رقم 1893)، والنسائي في السنن الصغرى (6/ 89رقم3278)، وفي الكبرى (3/ 322رقم5529)،

والبغوي في معجم الصحابة (3/ 399 - 400رقم1334،1335)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 304رقم8147، 8148)،

وابن حبان في صحيحه (14/ 527رقم6568)، وأبو عوانه في مستخرجه على مسسلم-كما في إتحاف المهرة (7/ 187رقم7599) -، وابن منده في الإيمان (1/ 273 - 277رقم131،132)، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (2/ 456)، وفي معرفة الصحابة (3/ 1542رقم3909)،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير