تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويلاحظ أن أغلب فواصل القرآن على النوعين الأول والثاني من حروف الروي. ويرى د. محمد الحسناوي أن: " الفواصل المتماثلة تشيع في الآيات والسور المكية، على حين تغلب المتقاربة على الآيات المدنية " (). ولعل مرد ذلك هو تحقيق الجذب الإيقاعي والموسيقي عن طريق هذا التماثل في الفواصل في صدر الإسلام، ليحقق هذا الإيقاع نوعا من الإبهار، ومن ثم يذوق الكفار حلاوة النص وينجذبوا إليه، فيدخلوا في دين الله أفواجا.

ثانياً: نوع الفاصلة من حيث طول الفقرة:

يقصد بالفقرات في القرآن (الآيات)، وهي على ثلاث أنواع ():

1 - قصير موجز: وهو ما يتكون من لفظ واحد، أو من عدد من الحروف كقوله تعالى:?الرَّحْمَنُ ? سورة الرحمن آية رقم (1)، و?الْحَاقَةُ? سورة الحاقة آية رقم (1)، و?ألَم? سورة البقرة آية رقم (1).

2 - متوسط معجز: وهو ما تكون من لفظين، مثل قوله تعالى: ?وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? سورة النجم الآيتان رقم (1، 2).

3 - طويل مفصح مبين: وهو بقية آيات القرآن، إذ قد تصل آية ما إلى (عشرين لفظا) مثل قوله تعالى: ?وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ?سورة هود الآيتان رقم (9، 10).

ثالثاً: نوع الفاصلة من حيث موقعها:

ويقصد بموقع الفاصلة هنا أن هناك كلمات في الآية تتشاكل وتتماثل مع الفاصلة الأخيرة فيها. هذا التماثل يمنح هذه الكلمات الداخلية صفة (الفاصلة الداخلية). وعلى هذا الأساس تقسم الفاصلة إلى:

1 - الفاصلة الداخلية: وهي ما يسميها البلاغيون مثل ابن حجة (بالتشريع) ومعناها: أن يبني الشاعر بيته على وزنين من أوزان العروض، فإذا أسقط جزءاً أو جزئين صار الباقي بيتا من وزن آخر ().

2 - الفاصلة الخارجية: وهي مناط الفائدة، ومحور الآيات.

وتقسم الفاصلة الداخلية قسمين هما:

الأول: داخلية متماثلة، مثل قوله تعالى: ? فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ? سورة الروم آية رقم (7)، فالتماثل هنا واضح بين الفاصلة الداخلية (تمسون) والفاصلة الخارجية (تصبحون) من حيث الاتفاق في حرف الروي (الواو والنون).

والثاني: داخلية متباعدة، وعليها قوله تعالى: ?اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? سورة المائدة آية رقم (101)، فالفاصلة الداخلية هنا (العقاب) غير متماثلة تماما مع الفاصلة الخارجية (رحيم).

رابعاً: نوع الفاصلة من حيث مقدارها من الآية:

والمقصد هنا يقوم على كون الفاصلة آية أو بعض آية وعليه بقية آيات القرآن. ويمكن أن ندمج هذا النوع في النوع الثاني المتعلق بتقسيم الفاصلة حسب طول الفقرة، إذ أنهما يتمحوران حول جزئية متحدة لا جديد في هيكلها.

خامساً: نوع الفاصلة من حيث الوزن:

وهذا النوع ينحو منحى التقسيم الوارد في أنواع السجع، وخاص به. لكننا هنا لا نمنع إقامة الفواصل على مثل هذا التقسيم إمعانا في إثبات فرادة النص القرآني على غيره، واشتماله على ما في كلام العرب، بل وزيادة عليه. وتقسم الفاصلة حسب الوزن إلى ():

1 - المطرفة: وهي ما اتفقت في حروف الروي لا الوزن، مثل قوله تعالى: ? مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ? سورة نوح الآيتان رقم (13، 14) فالكلمتان (وقارا) و (أطوارا) متفقتان في (الروي) ومختلفتان في (الوزن) فالأولى على (فَعَالا) والثانية على (أفْعَالا).

2 - المتوازية: وهي ما اتفقت في حروف الروي والوزن، مثل قوله تعالى: ? فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ? سورة الغاشية الآيتان رقم (13، 14)، فالكلمتان (مرفوعة) و (موضوعة) متفقتان في حرف الروي والوزن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير