تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفاصلة ولأجل المناسبة والمماثلة والمشاكلة الصوتية في فواصل السورة كلها.

وعلى هذا النمط يسير سياق (الفاصلة) في تقاطعاتها مع سياقات تقديم المفعول به على الفاعل.

ثانياً: تقديم المفعول به على الفعل:

في (حزب المفصل) ورد المفعول به مقدما على (الفعل) في سياق (الفاصلة) في (9 تسعة مواضع). والنحويون يقررون مواضعا لتقديم المفعول به على الفعل تتمثل في ():

1 - كون المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة، كأسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، وكم الخبرية.

2 - أن يكون المفعول به ضميرا متصلا، لو تأخر لزم اتصاله.

3 - أن يقع المفعول به في جواب (أما) الظاهرة أو المقدرة ولا يفصل بينها وبين الفعل سوى المفعول به.

ومن خلال الاستضاءة بهذه التقريرات النحوية لتقديم المفعول به وجوبا على الفعل يمكننا تقسيم المواضع التي تقاطعت فيها (الفاصلة) مع سياق تقديم المفعول على الفعل كما يلي:

القسم الأول: ورد المفعول به مقدما وجوبا على (الفعل) في (5 خمسة مواضع) هي:

1 - قوله تعالى: ? وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ? سورة المدثر آية رقم (3).

2 - قوله تعالى: ? وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ? سورة المدثر آية رقم (4).

3 - قوله تعالى: ? وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ? سورة المدثر آية رقم (5).

4 - قوله تعالى: ? أَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ? سورة الضحى آية رقم (9).

5 - قوله تعالى: ? وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ? سورة الضحى آية رقم (9).

القسم الثاني: ورد المفعول به مقدما على غير القياس النحوي على (الفعل) في (3 ثلاثة مواضع) هي:

1 - قوله تعالى: ? وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىَ? سورة النجم آية رقم (53).

2 - قوله تعالى: ? وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا? سورة النازعات آية رقم (32).

3 - قوله تعالى: ? وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا? سورة النازعات آية رقم (32).

فالتقديم (وجوبا) للمفعول به في القسم الأول جاء على وقوع المفعول به في جواب (أما) سواء الظاهرة كما في الآيتين الأخيرتين، أو (أما) المقدرة كما في الآيات الثلاث الأول. هذا (الوجوب) ساهم في إبراز أغراض هذا التقديم وهي جميعا على إرادة (الاهتمام) لأن المخاطب هو الرسول ? في جميع هذه الآيات. كما لا ينكر أن بناء الأفعال (الفواصل) هنا على (حرف الراء) في آيات سورة المدثر جاء متوافقا مع فواصل السورة، والتي بُنِيَ معظم فواصلها على هذا الحرف الذي ورد ممثلاً في (31 إحدى وثلاثين آية) من إجمالي (56 ست وخمسين آية) هي عدد آيات السورة. فالتماثل الصوتي والإيقاعي لهذه الفواصل كان حاضرا في سياق هذا التقديم. وليس الحال كذلك في آيتي سورة الضحى، إذ أن الفاصلة في الآيتين على حرف (الراء) الذي لم يُمثَّل في السورة إلا في هاتين الآيتين. ولذا فإن الاتكاء على (المشاكلة الصوتية) هنا ليست بذات طائل. بل إن التوجيه البلاغي هنا يكون أقوى.

أما القسم الثاني، والذي تقدم فيها المفعول به على (الفعل) بلا سند، أو قياس نحوي، فمناط الأمر فيه كما يتضح من سياق السور الواردة فيها تلك الآيات على إرادة التماثل والمناسبة للفواصل. ففي الآية الأولى بنيت الفاصلة على حرف المد (الألف) مناسبة لفواصل سورة النجم والذي جاء فيها (المد) أساساً للفواصل في (55 خمس وخمسين آية) من إجمالي (62 اثنتين وستين آية) هي عدد آيات السورة.

وكذلك الحال في سورة النازعات فالآيتان هم\نا مبنيتان على فاصلة مختومة بمد (الألف). وقد جاءت هكذا لتتوافق مع أغلب فواصل السورة التي جاءت على النمط نفسه، والتي تمثلت في (11 إحدى عشرة آية) من إجمالي (46 ست وأربعين آية) هي عدد آيات السورة.

وخلاصة القول:

أن البحث في سر " التقديم والتأخير " في (الفاصلة) المتقاطعة على سياق تقديم المفعول به (الفعل) إنما هو في جلي الأمر مستند للتقرير النحوي والبلاغي اللذين يوجهان – بلا شك – السياق الصوتي والإيقاعي المبتغي من وراء توظيف الفاصلة.

ثالثاً: تقديم المفعول الثاني:

ورد المفعول الثاني مقدما على المفعول الأول في جملة (المفعولين) اللذين أصلهما (المبتدأ والخبر) في (حزب المفصل) ممثلا في (15 خمسة عشرة آية). ونجد أن هذه المواضع على ضربين هما:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير