تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تلك أهم الدلالات التي لابست فيها (الفاصلة) سياقات " التقديم والتأخير " في الجملة الفعلية.

القسم الثالث: ما يختص بالمكملات:

يدور سياق " التقديم والتأخير " في المكملات متقاطعا مع سياق (الفاصلة) على مدار كون التقديم تسبب في نقل (الفاصلة) من دالة إلى دالة، هذا التحول والنقل هما مناط عملية " التقديم والتأخير ". وبالنسبة للمكملات فالأمر على السياق نفسه بلا اختلاف. وتقديم المكملات في سياق الفاصلة ورد ممثلا في:

1 - تقديم المفعول المطلق.

2 - تقديم الحال على عاملها.

3 - تقديم النعت على منعوته.

4 - تقديم أشباه الجمل. ومن خلال هذه الجزئيات نحاول تلمس سياق (الفاصلة) في تقاطعات " التقديم والتأخير " مع سياق المكملات.

1 - تقديم المفعول المطلق:

المفعول المطلق أحد المكملات في الجملة الفعلية، والمنوط بها أداء أدوار دلالية غاية في الأهمية. إذ يرجى من وراء توظيفه أغراض، تتضافر بدورها مع الأغراض المتولدة من سياقات تقديمه.

هذا وقد ورد المفعول المطلق مقدما على عامله في (حزب المفصل) ومتقاطعا مع سياق (الفاصلة) في جملتها، ممثلا في (6 ست آيات)، كانت الفاصلة ممثلة فيها بشكل ما كما سيتضح. فقد ورد المفعول المطلق. وورد مقدما على (الفاعل) منه في (4 أربع آيات) هي:

1 - قوله تعالى: ? كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ َشَكرَ? سورة القمر آية رقم (35).

2 - قوله تعالى: ? قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ? سورة الملك آية رقم (23).

3 - قوله تعالى: ? قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ ? سورة الحاقة آية رقم (41).

4 - قوله تعالى: ? قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ? سورة الحاقة آية رقم (42).

ومقدما على (الفاعل) في (آيتين) هما:

1 - قوله تعالى: ? فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ? سورة الفجر آية رقم (25).

2 - قوله تعالى: ? وَلاَ يُوِثقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ? سورة الفجر آية رقم (26).

وهذان النمطان من تقديم المفعول المطلق تقاطع مع سياق الفاصلة في هذه الآيات فمثلا في النمط الأول، قدم المفعول المطلق على العامل فيه بألفاظ محددة هي (كذلك، قليلا) وكانت الفاصلة في هذه الآيات الأربع هي على التوالي الأفعال التالية: (شكر، تشكرون، تؤمنون، تذكرون). فهذه الأفعال كانت هي (الفاصلة) في سياق هذه الآيات الأربع السابقة. والأصل في هذه الآيات أن يكون التركيب الهيكلي لها - في غير القرآن – كما يلي:

- الآية الأولى: (نجزي من شكر جزاءً).

- الآية الثانية: (تشكرون شكرا قليلاً).

- الآية الثالثة: (تؤمنون إيمانا قليلاً).

- الآية الرابعة: (تذكرون تذكرا قليلاً).

وما حدث أن حذف (المفعول المطلق) ليقوم (نوابه) بدوره، ويراد التقديم فتتقدم النواب عن المفعول المطلق. وكان الأصل أن تكون صفات المفعول المطلق (قليلا) والتي أصبحت (نوابا) له هي (الفاصلة). لكن بعد حدوث التقديم تحول مركز الثقل الدلالي في الآيات ليصبح (الفعل)، ومن ثم تصبح الأفعال هي (الفواصل) في هذه الآيات.

* ففي الآية الأولى بنيت (الفاصلة) على حرف (الراء) في السورة كلها، ومن ثم كان التقديم هنا حتميا للحفاظ على هذا النسق الموسيقي والإيقاعي المتولد من بناء الفواصل في السورة كلها على حرف واحد هو حرف (الراء).

* وفي بقية الآيات لم يكن التشاكل الصوتي، أو رعاية رؤوس الآي حاضرا بشكل قوي، لكون فواصل هذه الآيات على حرف غير مماثل لفواصل السور الواردة فيها ولذا كان (الغرض البلاغي) المتوقع من وراء هذا التقديم هو محور السياق في هذه الآيات الثلاث، والتي كان المفعول المطلق حاضرا فيها بلفظ نائب عنه هو (قليلا)، قدم على (العامل) فيه لمناسبات السياق، كما سبق توضيحه عند الحديث عن تقديم المفعول المطلق ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير