تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - ما تعبدون ــــــــــــــــــــــ جملة فعلية (فعل مضارع + الفاعل؛ واو الجماعة).

3 - ولا أنتم عابدون ــــــــــــــ جملة اسمية (مبتدأ + خبر مفرد).

4 - ما أعبد ــــــــــــــــــــــــــ جملة فعلية (فعل مضارع + فاعل مستتر وجوباً؛ ضمير متكلم).

5 - ولا أنا عابد ــــــــــــــــــــ جملة اسمية (مبتدأ + خبر مفرد).

6 - ما عبدتم ــــــــــــــــــــــــ جملة فعلية (فعل ماض + فاعل؛ تاء الخطاب).

7 - ولا أنتم عابدون ــــــــــــــ جملة اسمية (مبتدأ + خبر مفرد).

8 - ما أعبد ــــــــــــــــــــــــــ جملة فعلية (فعل مضارع + فاعل مستتر وجوباً؛ ضمير متكلم).

فقد وردت ثلاث جمل اسمية في سياق التعبير بـ (5 خمس جمل فعلية)، إذ السياق التركيبي في السورة دائر على إفادة تجدد الأحداث والمعاني كلٌّ في جانبه.

* ففي جانب المصطفى ? تم التعبير بالجمل التالية:

1 - لا أعبد ــــــــــــــــــ جملة فعلية منفية.

2 - ما أعبد ــــــــــــــــــ جملة فعلية.

3 - ولا أنا عابد ــــــــــــ جملة اسمية منفية.

4 - ما أعبد ــــــــــــــــــ جملة فعلية.

فالجملة الاسمية هنا تدور على دلالة الثبات والاستقرار في نفي هذه العبادة من جانب المصطفى ? لآلهة المشركين. ومزاوجة النفي هنا بدخوله على المسند إليه (المبتدأ أنا) على معنى إثبات فعل الفاعل لكن لغير هذا الفاعل، بمعنى إثبات فعل عبادة هذه الأوثان، لكن في جانب المشركين لا في حق المصطفى ?. فالنفي هنا متسلط على نفي صاحب الفعل لا الفعل ذاته. يقول الإمام عبد القاهر: " إذا قلت: ما أنا قلت هذا، كنت نفيت القائل له، وكانت المناظرة في شيء ثبت أنه مقول " ().

أما التعبير بالجمل الفعلية في حق المصطفى ? فقد تواردت على معنين هما:

الأول: نفي العبادة من جانبه ? لهذه الآلهة، وذلك بتوظيف حرف النفي (لا) مع الفعل المضارع المسند إلى ضمير المتكلم (أنا)، وهو (أعبد) على معنى بلاغي متولد من هذه المعانقة الدلالية بين الفعل المضارع والنفي؛ هذا المعنى يدور على نفي فعل لم يثبت أنه فُعِلَ، ذلك لأن نفي العبادة هنا عن النبي ? لا يقتضي وقوعها أصلاً. يقول الإمام الرازي: " النفي إذا أدخلته على الفعل قلت: (ما ضربتُ زيداً) كنت نفيت فعلاً لم يثبت أنه مفعول، لأنك نفيت عن نفسك ضرباً واقعاً بزيد، وذلك لا يقتضي كونه مضروباً، بل ربما لا يكون مضروباً أصلاً " ().

والثاني: أن التعبير بجملة فعلية مكررة هي (ما أعبد) في سياق التعبير بالفعل المضارع المثبت الدال على التجدد الدائم والمستمر في هذا الفعل من جانب المصطفى ? في حق الله سبحانه وتعالى.

* وفي جانب الكافرين عبر بالجمل التالية:

1 - ما تعبدون ــــــــــــــــــــ جملة فعلية.

2 - ولا أنتم عابدون ــــــــــــ جملة اسمية منفية.

3 - ما عبدتم ــــــــــــــــــــــ جملة فعلية.

4 - ولا أنتم عابدون ــــــــــــ جملة اسمية منفية.

فعبر بالجملة الاسمية المنفية مكررة ليفيد المعنى هنا الثبات والاستقرار لهذا الفعل منهم، فهم على النفور من عبادة الإله الواحد، والإشراك به. ودخول النفي على الاسم في الجملة على معنى نفي الفعل عن فاعله مع تعيّن ثبوته لغير هذا الفاعل، وهو المعنى المستفاد هنا.

أما التعبير بالجملة الفعلية في سياق المضارع والماضي فهي على استمرارهم في القيام بالفعل أي (العبادة) لكن في حق الآلهة الأوثان، فهم ما زالوا مقيمين على هذا الفعل إذ يتجدد منهم ويستمر.

وبتدقيق النظر في السورة الكريمة نجد أن الرسول ? نفى عبادة الأصنام عن نفسه بالصيغتين الفعلية والاسمية (لا أعبد ما تعبدون) و (ولا أنا عابد ما عبدتم)، ونفى عن الكافرين العبادة الحقة بصيغة واحدة مرتين هي الصيغة الاسمية (ولا أنتم عابدون ما أعبد)، وذلك لكونهم قد اتصفوا بصفة الكفر على وجه الثبات، فنفى عنهم عبادة الله أيضاً على وجه الثبات (). وهكذا يؤدي التركيب الاسمي والفعلي دوره في إثراء الدلالة السياقية المنوطة به في سياقات الآيات الكريمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير