ـ[بلاغة الروح]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 08:20 م]ـ
لا حرمت الأجر أستاذنا الفاضل ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل
- هل الترادف عيب يحترز منه.
أورد بعض المناقشات التي تحدثت عن الموضوع
هذا التفريقُ لا يُسلَّمُ بهِ، لأنه إمّا أن يَّكونَ خاصًّا بكلامِ الله تعالَى، وإمَّا أن يّكونَ عامًّا.
فإن قيلَ: إنه عامٌّ.
قلتُ:
هذا باطلٌ؛ فإن المستقريَ كلامَ العربِ يجِدُ غيرَ ذلكَ؛ ألم ترَ ما قالَ المفضلُ النُّكريُّ:
يجاوِبنَ النِّياحَ بكلِّ فجرٍ ... فقد صحِلت من النَّوحِ الحُلُوقُ
وإن قيلَ: هو خاصٌّ بكلامِ الله تعالَى.
قلتُ:
كلامُ الله تعالَى إنما نزلَ على لسانِ العربِ. وهذا ليسَ من لسانِهم، ولا أصلُه معروفًا عندهم في هذا الموضعِ.
وأنا أحبُّ أن يكونَ الأمرُ كما تريدونَ؛ ولكني أجِدُ الواقعَ، والقرائنَ تخالفُه؛ فهل أظلُّ سامدًا في خيالي، مسترسِلاً إلى ما يُسمونَه التذوقَ؛ فأحمِّلَ كلامَ الله ما لا يحتملُ، وأركبَه على مركبٍ وعرٍ من التكلُّفِ، والقولِ الذي ما أسرعَ ما تبدي الأيَّامُ ما فيهِ من ضَعفٍ ووهنٍ؟
وليسَ إعجازُ القرآنِ في هذا؛ فإنه أمرٌ أجلُّ من ذلكَ كلِّهِ، وأشرفُ موضعًا، وأهدى سبيلاً.
أبو قصي
بارك الله فيكم أخي وجزاكم خير الجزاء، ووفقنا جميعا لطاعته ونيل رضاه، ليس الترادف عيبا يجب الاحتراز منه، وإنما اختلف العلماء في وقوعه ـ قديما وحديثا ـ، فمنهم من أثبته ومنهم من أنكره، ولكن القرىن الكريم ـ في رأيي الضعيف ونظري الكليل ـ قد خلا من هذه الظاهرة، وليس فيه كلمتان مترادفتان؛ ويدل على ذلك السياق الذي يستعمل فيه الكلمات المتقاربة في المعنى، فتراه يستعمل كلمة في سياق، ثم يستعمل كلمة أخرى مقاربة لها في سياق آخر، فدلّ ذلك على أن بين هلتين الكلمتين فلاقا، وإن كان هذا الفرق دقيقا، وأحسب أن علماء العربية لو توفروا على هذه الكلمات المتقاربة في المعنى ـ في القرآن الكريم ـ ونظروا إلى سياقاتها المختلفة لوجدوا أن الترادف لا وجود له في القرآن الكريم. وأضرب لك الآن مثلا.
من المعلوم أن (العام) و (السنة) كلمتان متقاربتان في المعنى، ولكن استخدام القرآن لهما يدل على أن بينهما فرقا، فهو يستعمل السنة في الجدب والشدة، ويستعمل العام في الرخاء. ألم تقرأ قوله تعالى: ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد، والمراد سبع سنين، وقال أيضا: ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، فبين اللفطين فرق وإن دقّ. وادع لأخيك.
السلام عليكما
أخي الكريم لا أسلم لك بالتفريق السابق بين العام والسنة فقد وردتا مترادفتين في القرآن الكريم
الشواهد
(الشعراء) ( o 205 o)( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ)
ولعلك تلاحظ كلمة متعناهم صاحبت كلمة سنين
(التوبة) ( o 126 o)( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)
ولاحظ كلمة الفتنة مصاحبة للعام
(الكهف) ( o 11 o)( فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)
(الكهف) ( o 25 o)( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)
هنا وردت في النص القرآني السنون تعبيرا عن المدة لكن في قصة أخرى وردت كلمة عام في موضوع مماثل
(البقرة) ( o 259 o)( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 01:11 ص]ـ
ليس هناك ترادف في اللغة, لأن الترادف يعني أن كلمة ا تستطيع تعويضها بكلمة ب في أي أي سياق ترد فيه الكلمة ا. وهذا أمر غير موجود في اللغة, لأن معاني الكلمات متعددة ومختلفة وسياقاتها كذلك, فحتما ستجد سياقا لا تستطيع أن تجد لكلمة فيه كلمة تؤدي المعنى نفسه. هناك اختلاف بين "الإنسان" و"البشر", بين جاء و"أتى", بين "في" و"بِ", بين "هل" و"أَ".
ـ[د. عبدالعزيز العمار]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 03:01 م]ـ
أهلا بكم جميعا، وشكرا لكل من قرأ وعلق،
أخي الفاضل الترادف ليس عيبا، بل هو خاصية من خصائص اللغة العربية. فهو يثري اللغة، ويظهر تميزدها وتفردها، ولكن الحديث هنا عن القرآن الكريم،
فمن باب التجوز قد نقول إن في القرآن ترادفا، ولكن من يعرف بلاغة القرآن، ودقة ألفاظه في دلالاته على معانيه، وتوخيه لذلك يدرك أن الترادف غير موجود في القرآن.
وسأذكر في القريب العاجل – إن شاء الله – مشاركة عن الفروق الدلالية والسياقية بين لفظتي: الشك، والريب، في القرآن الكريم، وهي امتداد للحديث عن نفي الترادف في القرآن.
وينبغي أن يعلم أن الألفاظ التي تسترك في مادة واحدة أنها تجتمع في معنى عام، وقد أدرك هذا المعنى، وأشار إليه من خلال عمله ابن فارس في كتابه الرائع " معجم مقاييس اللغة" فحين يذكر المادة كان يشير أنها تدل على أصل عام، أما ما يشتق من هذا المادة فيختلف عن الأخرى،
،وهو أمر طبعي، فالكاتب يختلف عن الكتاب، كما يختلف عن المكتوب، وعن المكتبة، وعن الكتَّاب، مع أنها متحدة المادة، هذا في اللغة بعامة فما بالك بالقرآن الكريم الذي تميز بدقة ألفاظه في دلالاته على معانيه.
على كل حال فللحديث بقية، وأجو أن تجد في مشاركتي القادمة جوابا عما دار في خلدك، وشكرا لك، ودعواتي للجميع
¥