تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 09:48 ص]ـ

جزاك الله الخير على هذه اللمعات والتي تجعلنا نقترب الى المولى عز وجل أكثر من ذي قبل.

ـ[سمية ع]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:27 م]ـ

بارك الله فيك

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 08:06 ص]ـ

جزاكما الله خيرا أيها الكريمان، على المرور والتعليق، وبارك فيكما ونفعكما ونفع بكما.

ومن أذكار الاعتدال بين الركوع والسجود:

سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ:

سمع الله لمن حمده:

سمع: تضمين للفعل "سمع" معنى الفعل: "استجاب"، فالمعنى: استجاب الله دعاء من حمده.

والجملة: خبر أريد به الإنشاء، فإن الإخبار عن استجابة الله، عز وجل، الدعاءَ، حض عليه، فالمعنى: ادعوا ربكم الذي وعدكم الإجابة، وفي التنزيل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، فلازم قربه، عز وجل، بصفات كماله من علم وإحاطة وسمع وبصر وإجابة دعاء من دعا، لازم ذلك: دعاؤه، فالفاء في "فليستجيبوا" عاطفة فيها معنى السببية، فاستجابة العباد لما أمروا به من دعاء الباري، عز وجل، فرع على كونه قريبا يجيب دعاء من دعاه.

وفيه أيضا:

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ): فالشرط المقدر الذي جزم الفعل "أستجب" في جوابه: حُذِفَ إشعارا بقرب استجابته، عز وجل، فلا فاصل بين دعائك وبين استجابته إن استوفى شروط القبول.

والشاهد من ذلك: حض العباد على الدعاء، فالوعد بالإجابة باعث على الدعاء بلا ملل، وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).

و:

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ******* ومدمن القرع للأبواب أن يلجا.

ولك أن تقول: لا حاجة إلى التضمين، لأن سمع الباري، عز وجل، سمع:

إحاطة: كما في قوله تعالى: (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

و: عناية: كما في قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى).

و: تهديد: كما في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).

و: إجابة: وهو الشاهد، كما في قوله تعالى: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)، فالسمع يأتي بمعنى الإجابة دون حاجة إلى تضمين.

ربنا ولك الحمد: امتثال للأمر الذي دل عليه الخبر السابق، فكأن المصلي قد امتثل فورا لأمر الباري، عز وجل، بالدعاء، فدعاه، بلا فاصل: دعاء ثناء:

فـ: ربنا: استحضار لمعاني الربوبية من خلق ورزق وإحياء وإماتة ........ إلخ، ففيها ثناء على الله، عز وجل، بأفعاله.

ولك الحمد: فلازم تلك النعم، قصر الحمد عليه، جل وعلا، بتقديم ما حقه التأخير: "لك"، فلك وحدك الحمد بصفات الجمال، لا لأحد سواك، ولك وحدك الحمد في السراء والضراء لا يكون ذلك لسواك.

وقد يقال بأن الواو في "ولك الحمد": مؤكدة على طريقة: "الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى"، فقد وردت رواية أخرى بغير واو: "ربنا لك الحمد".

وفي رواية ثالثة: "اللهم ربنا ولك الحمد"، فيكون النداء فيها بـ:

باسم "الله" المتضمن الإقرار بتمام الألوهية.

واسم "الرب" المتضمن الإقرار بتمام الربوبية.

*****

ومن حديث رفاعة بن رافع، رضي الله عنه، مرفوعا: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ):ويقال فيه ما قيل في سابقه من الدعاء باسم "الله" و "الرب": تحقيقا لمعنى الألوهية وملزومها من الربوبية، وقصر الحمد على الرب، جل وعلا، بتقديم ما حقه التأخير: "لك"، وزيد في هذا الحديث: بيان نوع الحمد: فهو حمد كثير كماً، طيب مبارك كيفاً.

*****

ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير