تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 08:00 ص]ـ

ومن الأذكار بعد الصلاة:

اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام:

أنت السلام: حصر بتعريف الجزأين: "أنت" و "السلام"، فمعاني السلامة من العيوب والتنزه عن النقائص محصورة في ذاته القدسية وصفاته العلية، فكل ذات غير ذاته لا تنفك عن نوع نقص، ولو كان ذلك في افتقارها إلى موجد أول أزلي أخرجها من العدم إلى الوجود، وصورها في عالم الشهود لكفى به فقرا ونقصا يتنزه عنه الأول جل وعلا.

ومنك السلام: حصر بتقديم ما حقه التأخير "منك"، فهو مشعر بالتخصيص والتوكيد فوصف السلامة وصف ذات لازم له، ووصف التسليم: وصف فعل متعد لغيره، فهو السالم في ذاته المسلم لغيره، فاجتمع في الاسم معنى الفعل اللازم: سلِم، والفعل المتعدي: سلَم، بفتح اللام وتشديدها.

فتحصل للناظر في اسم "السلام" أربع دلالات:

دلالة الاسم: فاسم السلام يدل على ذات الله، عز وجل، من جهة العَلَمِيَة.

ودلالة الفعل: سلِم اللازم، وسلَم، بفتح اللام وتشديدها، المتعدي.

ودلالة وصف الذات: السلامة اللازمة.

ودلالة وصف الفعل: التسليم المتعدي: فهو سالم في ذاته مسلم لغيره.

بتصرف من "أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة"، ص255.

تباركت: ثناء بالإثبات بعد التنزيه بنفي العيوب والسلامة من النقص، وهذا نوع مقابلة بين النفي والإثبات.

يا: نداء للبعيد تعظيما للمنادى عز وجل.

ذا الجلال: صاحب الجلال، فلفظ "ذا" مشعر بنوع تملك، فلا يتصف بالجلال المطلق إلا الله، عز وجل، و "أل" في "الجلال": جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه فكل معاني الجلال ثابتة له جل وعلا.

والإكرام: وصف جمال بعد وصف الجلال، فبهما يثبت الكمال، و"أل" أيضا: جنسية استغراقية، فصار الدعاء مع وجازته جامعا لمعاني الكمال المطلق: جمالا وجلالا، ومعاني التنزيه: سلاما من العيب وبراءة من النقص، فهو نص بليغ موجز في توحيد الله، عز وجل، بأسمائه وصفاته: إثباتا وتنزيها.

*****

ومنها أيضا:

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ:

لا إله إلا الله: كلمة التوحيد نفيا وإثباتا، ففيها حصر العبودية الحقة في الله، عز وجل، بأقوى أدوات الحصر: النفي والاستثناء.

وحده لا شريك له: إطناب في معنى انفراده جل وعلا بالألوهية، فلا شريك له في ملكه، ولا شريك له في أمره، فاستحق ألا يكون له شريك في عبادته.

له الملك: حصر بتقديم ما حقه التأخير مع ما في اللام من معاني الاستحقاق.

و "أل" في الملك: جنسية استغراقية فملكه عام مطلق، بخلاف ملك غيره فهو ملك خاص مقيد، استخلف فيه المالك البشري ليعمل فيه بأمر المالك الإلهي، وفي التنزيل: (آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).

وله الحمد: فيه ما في: "وله الملك" من معاني الحصر والتوكيد واستغراق "أل" لجنس المحامد.

والملك مشعر بالجلال، إذ الملِك، جل وعلا، مهيمن بأمره الكوني، قاض بأمره الشرعي، ففي الملك ما يحمل العبد على الرهبة.

والحمد مشعر بالجمال، ففيه من معاني الثناء ما يحمل العبد على الرغبة.

فآل الأمر إلى ثنائية: الكمال: الجلال والجمال، ثنائية: الرهبة والرغبة.

وهو على كل شيء قدير: قدم أيضا ما حقه التأخير مع الإتيان بالاسم المتضمن صفة القدرة على صيغة المبالغة إمعانا في وصف الباري عز وجل، بالقدرة العامة على كل الممكنات.

لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير