تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أشارت بأطرافٍ لطافٍ وأجفُنٍ مراضٍ وألفاظ تنعم بالسِحرِ

فوالله ما أدري أفي الطرف سِحرها أم السحر منها في البيان وفي الثغرِ يريد أن السحر في جماعتها ".

وقال ابن عبد البر (20/ 255): " والمعنى في ذلك ما قدمنا ذكره، من الإيمان والعمل الصالح في الزمن الفاسد الذي يُرفع فيه من أهله، ويكثر الفسق والهرج، ويذل المؤمن، ويعز الفاجر ويعود الدين غريباً كما بدأ فيه بدينه كالقابض على الجمر، فيستوي حنيئذٍ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية، والله أعلم. ومن تدبر آثار هذا الباب بان له الصواب. والله يؤتي فضله من يشاء ".

وقال ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) (115): " وإنما قال: ((مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره))، على التقريب لهم من صحابته، كما يقال: (ما أدري أَوجه هذا الثوب أحسن أم مؤخره؟)، ووجهه أفضل، إلا أنك أردت تقريب منه، وكما تقول: (ما أدري أوجه هذه المرأة أحسن أم قفاها؟)، ووجهها أحسن إلا أنك أردت تقريب ما بينهما في الحسن .. ".

وقال ابن تيمية في ((مجموعة الفتاوى)) (18/ 306): " معناه أنه يكون في آخر الأمة من يقارب أولهم في الفضل وإن لم يكن منهم حتى يشتبه على الناظر أيهما أفضل، وإن كان الله يعلم أن الأول أفضل، كما يقال في الثوب المتشابهة الطرفين: (هذا الثوب لا يُدرى أي طرفيه خير؟)، مع العلم بأن أحد طرفيه خير من الآخر، وذلك لأنه قال: ((لا يدرى أوله خير أو آخره))، ومن المعلوم أن الله يعلم أيهما خير إذا كان الأمر كذلك، وإنما ينفي العلم عن المخلوق لا عن الخالق؛ لأن المقصود: المتشابه والمتقارب، وما كان كذلك اشتبه على المخلوق أيهما خير ".

وقال ابن كثير في ((تفسيره)) (7/ 523 – ط / الحديث): " فهذا الحديث بعد الحكم بصحة إسناده محمول على: أن الدين كما هو محتاج إلى أول الأمة في إبلاغه إلى من بعده، كذلك هو محتاج إلى القائمين به في أواخرها، وتثبيت الناس على السنة وروايتها وإظهارها، والفضل للمتقدم.

وكذلك الزرع الذي يحتاج إلى المطر الأول والمطر الثاني، ولكن العمدة الكبرى على الأول، واحتياج الزرع إليه آكد، فإنه لولاه ما نبت في الأرض، ولا تعلق أساسه فيها؛ ولهذا قال عليه السلام: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة) وفي لفظ: ((حتى يأتي أمر الله تعالى وهم كذلك))، والغرض أن هذه الأمة أشرف من سائر الأمم، والمقربون فيها أكثر من غيرها، وأعلى منزلة؛ لشرف دينها وعظم نبيها ".

والأقرب من هذه الأقوال ما قاله ابن قتيبة وابن تيمية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وكتب: أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ذكرت المعلقة على ((الأمثال)) أن في النسخة (س!!!): (صاحب السابري).

(2) تصحف في ((الأمثال)): (عمار) إلى (عثمان).

(3) وقع في جميع المصادر (عيسى)، والصواب أنه (عبيس)، كما بين ذلك الأخ خالد بن عمر – حفظه الله – في تخريجه لهذا الحديث، وإن كان في مناقشته للشيخ الألباني – رحمه الله – تشدد لم نعهده منه – عفا الله عنه –.

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[15 - 01 - 04, 07:27 م]ـ

لا يوجد طريق يخلو من ضعف , والنتيجة الحديث صحيح.

كيف؟

ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 01 - 04, 08:11 م]ـ

جزاك الله خير الجزاءيا أخي أبا المنهال وبارك الله في وقتك وعمرك وعلمك.

أما كيف يصح مع وجود الضعف في مفرداته فهذا هو الحديث الحسن لغيره إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب ضعفه فِسْق الراوي أو كَذِبَه، ويكفي فيه طريقان لم يشتد ضعفهما. أما مع الكثرة فقد يقع في نفس الباحث ويطمئن لتصحيحه مع وجود الشرط الآنف الذكر وهو عدم اشتداد الضعف.

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 01 - 04, 12:31 م]ـ

جزاكم الله خيرا

سبق بيان نكارة هذا الحديث من قبل الإخوة على هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2188

والحديث المنكر لايتقوى بطرقه شديدة الضعف

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 01 - 04, 09:52 ص]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى

2 - والحسين أبي الدباغ لم أقف على ترجمته. [/ SIZE]

فائدة:

أبو علي الحسين بن أبي زيد الدباغ

واسم أبيه منصور

مذكور في الثقات [(12922) 8/ 191]

ومترجم في تاريخ بغداد [(4299) 8/ 110]

وله ذكر في المنتظم , قال ابن الجوزي: (وكان من الثقات) أهـ.

ونرجو أن يكون كما قال إن شاء الله.

ومن العجب أن ابن الجوزي قد ذكره في وفيات سنة أربع وخمسين وأربعمائة (454)!

ثم ذكر أنه سمع من ابن عيينة ووكيع وأبي معاوية!!

وحقه أن يكون في وفيات أربع وخمسين ومائتين (254) كما ذكر الخطيب وابن حبان فيما سبق

إلا أن يكون الخطأ من عندي فإني اعتمدت على المنتظم المكتوب على (الوورد) وليس بعمدة.

أو أن يكون سهوا من ابن الجوزي ولا أقول وهما فإنه لا يقع في مثلِه مثلُه

.......

على كل حال الحديث لا يصح رفعه, كما قال الشيخ خالد وفقه الله.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير