قال محقق مسند أحمد: قال السندي: قوله: شراب وطهور، أي النبيذ جامع بين الوصفين وللناس في هذا الحديث كلام وفي اسناده ابن لهيعة، انظر مسند احمد (6/ 324 الرسالة)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 03 - 04, 04:18 م]ـ
الأخوة الفضلاء: قاهر الفتن، وأبو أنيس، وخالد بن عمر
سلام الله عليكم، وبارك فيكم. دعونى أشارككم هذه المطارحة الحديثية الصعبة.
أما قاهر الفتن السائل عن درجة الأحاديث الأربعة المذكورة، فبارك الله لك؛ إذ سألتَ وألححتَ فى السؤال، فإنما شفاء العى السؤال، ولكن لأى شئٍ تخوفت أن توصف بالتشيع، ألذكرك ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ))، فكيف تقول إذا وقفت على صحته. لا ينبغى لأحدٍ أن يصفك بهذه التهمة الشنعاء، وأنت طالب علم تتحرى الحق وتبتغيه، وتبحث عنه فى مظانه الصحيحة. وما أجلدك وأصبرك، كتبت سؤالاتك فى 24/ 1/1425هـ، ولا تزال تلح فى طلب الجواب عنها حتى 1/ 2/1425هـ، أسبوعاً كاملاً وما من مجيب؟، فبارك الله فيك على إصرارك ومصابرتك.
أما أبو أنيس القائل: مشاركتى متواضعة، فهى كذلك فى الأحاديث الثلاثة الأواخر، إذ لم يصنع شيئاً سوى إعادة صياغتها، وأما فى الحديث الأول فجهده مشكور مقارب للسداد موافق للصواب، فهلا فعل ذلك فى الثلاثة الأواخر. أسأل الله له التوفيق والإعانة.
وأما خالد بن عمر، فيقال له: حكمت على الأحاديث الأربعة كلها بالضعف، ولم تذكر دليلاً واحداً على ضعف واحدٍ منها، فقد يقال لك ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))، فما أيسر الأحكام، وما أصعب الحجة والبرهان.
والقصد الآن الجواب على هذه الأحاديث تباعاً، ولنبدأ بما تخوف منه القاهر، وهو:
[1] حديث زيد بن أرقم ((أنا حرب لمن حاربتم))
قال أبو عيسى الترمذى (3870): حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 378/32181)، وابن ماجه (145)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (6977)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 40/2619و5/ 184/5030) و ((الأوسط)) (5/ 182/5015) و ((الصغير)) (767)، والحاكم (3/ 161)، والصيداوى ((معجم الشيوخ)) (ص380)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 218و14/ 158)، والذهبى ((سير الأعلام)) (10/ 432)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (13/ 112) من طريقين ـ مالك بن إسماعيل النهدى وعلى بن قادم الخزاعى ـ عن أسباط بن نصر الهمدانى عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدى عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم به.
وقال أَبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَصُبَيْحٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ)).
قلت: بل له وجوه عدة فى المتابعات والشواهد كما سيأتى بيانه. وهذا الوجه أمثل الوجوه وأصحها، رجاله موثقون كلهم، السدى وأسباط كلاهما صدوقان. وصبيح مولى زيد بن أرقم، ويقال مولى أم سلمة، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 382/3462). وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 317)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 449)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)): ((وُثِّق)).
وصبيح من أوساط التابعين، إن لم يكن من كبارهم، فمثله مما يتلقى حديثه بحسن الظن والقبول، ما لم يخالف الأصول، تبعاً للقاعدة الذهبية التى ذكرها الحافظ الذهبى فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) (ص374): ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). وبهذا الاعتبار صحَّحه الإمام أبو حاتم بن حبان البستى.
وأما استغراب الترمذى إيَّاه، فلم يتفرد به أسباط بن نصر الهمدانى. فقد تابعه إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده.
ولم يتفرد به صبيح مولى أم سلمة. فقد تابعه أبو إسحاق السبيعى عن زيد بن أرقم.
¥