روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر: أن فتى من الأنصار يقال له: ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها، ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا: ودعه ربه وقلاه، ثم إن جبريل نزل عليه فقال: يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار، فأرسل إليه عمر فقال: انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له: دفافة فقال: لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به، وقصة مرضه، وموته من خوفه من ذنبه.
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا: تفرد به منصور.
قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] كان قبل الهجرة بلا خلاف.ا. هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 307):
موضوع. المنكدر ليس بشيء، وسليم تكلموا فيه، وأبو بكر المفيد ليس بحجة، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة.
وقوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] إنما نزل بمكة بلا خلاف.ا. هـ.
العِلةُ الثانيةُ: عِلةٌ في المتنِ:
أن قوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] نزلت في مكة، والقصة في المدينة، وهذه علة ترد بها القصة، ولهذا أشار إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي.
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/ 290):
وفيه غير إسناده، فإن قوله تعالى: " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] نزلت في أول الإسلام والوحي، والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.ا. هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 307):
وقوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] إنما نزل بمكة بلا خلاف.ا. هـ.
العِلةُ الثالثةُ: عدم ورود صحابي باسم " ذفافة " أو " دفافة ":
لا يوجد في الصحابة من اسمه " ذفافة " أو " دفافة " وقد ترجم الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/ 195، 208) لكليهما فقال:
دفافة الراعي. تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة.ا. هـ.
وقال أيضا:
ذفافة الراعي. له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة.ا. هـ.
وترجم ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 186) لـ " ذفافة " فقال: ذفافة. له في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة. وقد ذكرناه في ثعلبة بن عبد الرحمن. ولم يذكروه.ا. هـ.
وبعد هذا التخريج للقصة، وعدم ثبوتها، فلا عليك - أخي المسلم – إلا إذا وصلتك على بريدك الإلكتروني أن ترسل ردا لراسلها، وهذا الرد يتمثل رابط تخريج القصة تحذيرا له من الكلام في حق الصحابة بغير دليل، لأنهم هم الذين نقلوا لنا الشريعة فكيف يكون لنا أن ننسب لهم مثل هذه القصص؟
الكاتب / عبدالله زقيل
http://gesah.net/mag/modules.php?name=News&file=article&sid=1089