تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا أنه جعل أبا عشانة مكان مشرح. و هكذا رواه أبو سعيد ابن الأعرابي في "

معجمه " (86/ 2) عن سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة. قلت: و هذا إسناد جيد ,

لأن رواية ابن وهب عن ابن لهيعة صحيحة كما هو معلوم. ثم إن كلا من مشرح بن

هاعان أو أبي عشانة - و اسمه حي بن يومن - صالح الحديث , فلا يضره أنه مرة جاء

عن هذا , و مرة عن هذا , لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة , و الثاني أوثق من الأول

, و لعل كونه الثاني أرجح لرواية سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة عنه , فإن ابن

شرحبيل هذا صدوق من رجال البخاري. و يؤيده رواية قتيبة بن سعيد: حدثنا ابن

لهيعة عن أبي عشانة به. أخرجه أحمد (4/ 151) بلفظ: " إن الله ليعجب .. ".

و كذلك رواه الطبراني في " الكبير " (17/ 309 / 853) من طريقين عن ابن لهيعة

, أحدهما عن قتيبة. و كذلك رواه كامل: حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة به.

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (1749). و قال ابن أبي عاصم في " السنة " (1 /

250/ 571 - الظلال): حدثنا هشام بن عمار قال: كتب إلينا ابن لهيعة به. و

كذلك رواه رشدين بن سعد قال: حدثني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة به. أخرجه

ابن المبارك في " الزهد " (349). و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " (10 /

270): " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني , و إسناده حسن ". و رده أخونا

حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " بقوله: " قلت: كلا , ليس أحد من الرواة

عن ابن لهيعة من العبادلة , فهو ضعيف ". و لذلك ضعفه أيضا المعلق على " أبي

يعلى ". قلت: و التضعيف هو الجادة في حديث ابن لهيعة , لكن فاتهما رواية

الروياني إياه من طريق ابن وهب , و هو أحد العبادلة الذين أشار إليهم الأخ

السلفي , فصح الحديث و الحمد لله. و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ,

فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت , و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "

سير أعلام النبلاء " (8/ 15) من رواية جعفر الفريابي: سمعت بعض أصحابنا

يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لي أحمد ابن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.

فقلت: لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب , ثم نسمعه من ابن لهيعة ". قلت: و لا

يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى

عليه , و قال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة ". قلت: و ذلك لأنه كان يعتمد على

كتاب ابن وهب , و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة. و الله أعلم. و يؤيد هذه

الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال: " سمعت قتيبة

يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه , أو كتب ابن وهب إلا

ما كان من حديث الأعرج ". (صبوة) أي ميل إلى الهوى , و هي المرة منه. "

نهاية ".

ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:50 ص]ـ

وممن حسّن الحديث الشيخ العلامة المحدث عبدالله الدويش رحمه الله في إستداركه على الشيخ الألباني رحمه الله قبل تراجعه. كما في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبدالله الدويش جمع عبدالعزيز المشيقح

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 06:26 م]ـ

هذا تخريج للحديث كنت كتبته قبل سنة تقريبا:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ» هذا لفظ حديث قتيبة، ورواه غيره بألفاظ متقاربة.

وَهَذَا الحَدِيثُ يَرْوِيهِ أبُو عُشَّانَةَ، حَيُّ بنُ يُؤْمِنِ بنِ حُجَيْلٍ -وهو ثقة- وَاخْتُلِفَ عَنْهُ:

? فرواه عبد الله بن لهيعة عنه عن عقبة بن عامر مرفوعا.

ورواه عن ابن لهيعة: قتيبة بن سعيد (1)، وكامل بن طلحة (2)، وسعيد بن شرحبيل (3)، وعبد الله بن وهب (4)، وعبد الله بن عباد العباداني (5)، وهشام بن عمار (6)، وعمرو بن هاشم (7)، ويحيى بن يحيى (8)، وزيد بن أبي الزرقاء (9) وسعيد بن أبي مريم (9).

? وخالفه – أعني ابن لهيعة- عمرُو بن الحارث؛ فرواه عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه موقوفا ().

وابن لهيعةَ معروفٌ ضَعْفُهُ وكلامُ الأئمة فيه، وعمرُو بنُ الحارث ثقةٌ لكن قال الإمام أحمد أن له مناكير، وعلى كل حال، الإسناد إلى عمرو بن الحارث لا يصح، فإنَّ فيه رِشْدِينَ بنَ سعد، وَضَعْفُهُ معلوم، إلا أن أبا حاتم قد رجح وَقْفَ الحديث وذلك فيما ذكره ابنه في العلل (1843) فقال: إنما هو موقوفا. فعلى هذا يكون الراجح في هذا الحديث الوقف، ولا يعني ذلك تصحيح الموقف، فإسناده ضعيف، وعليه فلا يصح الحديث؛ لا موقوفا ولا مرفوعا، والله تعالى أعلم.


(1) كما عند أحمد في «المسند» (17409) و الطبراني في «الكبير» (17/ 309).
(2) كما عند البغوي في «حديث كامل بن طلحة» ( .. ) -ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص53) - وأبي يعلى في «المسند» (1749) وابن عدي في «الكامل» (4/ 147) وابن شاهين في «الترغيب» (231).
(3) كما عند ابن الأعرابي في معجمه (866) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (1099 - زوائد) والقضاعي في «الشهاب» (576).
(4) كما عند الروياني في مسنده (227).
(5) كما عند الطبراني في «الكبير» (17/ 309).
(6) كما عند ابن أبي عاصم في «السنة» (571) مُكَاتَبَةً. وكذا هو عند ابن عدي في «الكامل» (4/ 147).
(7) كما عند تمام في «الفوائد» (1300).
(8) كما عند البيهقي في «الأسماء والصفات» (993).
(9) كما عند الخرائطي في «اعتلال القلوب» (526).
(10) كما عند ابن المبارك في «الزهد» (349).

وكتب أحمد بن عماد في 11/ 1/1426هـ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير