تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرج الطبري في تاريخه (1/ 552): (حدثني القاسم بن الحسن قال حدثنا الحسين بن داود قال حدثني حجاج عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ ألا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه فأنزل الله عز وجل والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان عليه كلمتين تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترجى فتكلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد في آخر السورة وسجد القوم معه جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود فرضوا بما تكلم به وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت وهو الذي يخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإذا جعلت لها نصيبا فنحن معك قالا فلما أمسى أتاه جبرئيل عليه السلام فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال ما جئتك بهاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره إلى قوله ثم لا تجد لك علينا نصيرا فما زال مغموما مهموما حتى نزلت وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى قوله والله عليم حكيم

قال فسمع من كان بأرض الحبشة من المهاجرين أن أهل مكة قد أسلموا كلهم فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا هم أحب إلينا فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان).

قلت: و هذا سند ضعيف منكر، من أجل حال أبي معشر و لمخالفته للرواية الصحيحة عند الثقات

9 - مرسل أبي صالح:

أورده السيوطي في الدر المنثور (1/ 274) و قال: (وأخرج عبد بن حميد من طريق السدي عن أبي صالح قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون ان ذكر آلهتنا بخير ذكرنا آلهته بخير ف ألقى الشيطان في أمنيته أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إنهن لفي الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى قال فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته).

قلت: و هذا سند مرسل ضعيف منكر.

و لعل أصله ما روي من وجوه أخرى من طريق الكلبي المتهم موصولا إلى ابن عباس رضي الله عنهما، و يكفي وجود الكلبي في السند لتهافته و سقوطه بمرة.

10 - معضل الضحاك بن مزاحم:

أخرج الطبري في تفسيره (17/ 189): (حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنزل الله عليه في آلهة العرب فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها فسمع أهل مكة نبي الله يذكر آلهتهم ففرحوا بذلك ودنوا يستمعون فألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فأنزل الله عليه وما أرسلنا من قبلك من رسول إلى والله عليم حكيم).

قلت: و هذا معضل ضعيف لانقطاعه الظاهر، لا يصلح بحال من الأحوال للاعتبار اتفاقا.

و الضحاك بن مزاحم لم يثبت عنه أنه سمع من أحد من الصحابة، وجل روايته في التفسير عن سعيد بن جبير، كما ترى ذلك في كتب الرجال و قد لخصها الحافظ العلائي في جامع التحصيل (199) فانظرها هناك غير مأمور.

خلاصة البحث:

و نخلص مما سبق أن سجود النبي صلى الله عليه و سلم لما قرأ سورة النجم و سجود المسلمين و المشركين معه، له أصل أصيل من الروايات الصحيحة، و لا ذكر فيها للزيادة المنكرة المعروفة بقصة الغرانيق، التي لا نشك في بطلانها سندا و متنا.

فقد صح أصل القصة من رواية أربعة من الصحابة رضوان الله عليهم الواردة في الصحاح و السنن:

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

عبد الله بن عباس رضي الله عنه.

أبو هريرة رضي الله عنه.

المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه.

أما الروايات التي اعتمدها من صحح القصة بالزيادة المنكرة، التي جاءت في كتب التفسير و الغرائب و الأفراد، فلا حجة فيها البتة، مع مخالفتها للرواية الصحيحة عن الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير