تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي وثق رجاله السيوطي، فمنكر.

أصله مرسل سعيد بن جبير و لا يصح عنه و إن كان ظاهره الصحة، لأنه ورد من رواية غندر عن شعبة، و الصحيح من روايتهما هو ما جاء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، و قد توبع غندر كما توبع شعبة على هذه الرواية الواردة في الصحيح، فتكون بذلك رواية سعيد بن جبير التي جعلها الحافظ ابن حجر أقوى ما ورد، مع إرسالها منكرة.

أما الروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما بزيادة قصة الغرانيق، فمنكرة باطلة، فهي مع ضعف السند، مخالفة لما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري و غيره دون ذكر لتلكم القصة المنكرة كما سبق بيانه في البحث.

- و أما مرسل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث فمرده إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، و لا حجة فيه البتة.

- و أما مرسل قتادة بل معضله فضعيف منكر.

- و أما مرسل أبي العالية فرياح.

- أما باقي المرويات فقد بيّنا تهافتها و سقوطها و لا تحتاج إلى مزيد بيان.

و بعد هذا نزيد فنقول: إن الروايات المرسلة لقتادة و أبي العالية حتى على التسليم باختلاف المخرج بل و مع مرسل سعيد بن جبير و أبي بكر بن عبد الرحمن لن تقوى، صناعةً و لا درايةً،

بحال من الأحوال على مقابلة الروايات الصحيحة عن الجمع من الصحابة: ابن عباس و ابن مسعود و أبي هريرة و ابن أبي وداعة رضوان الله عليم، و قد صحت عنهم جميعهم، على اختلاف المخارج، الروايةُ دون الزيادة المنكرة.

فما بالنا إذا أسقطنا مرسل ابن جبير و أبي بكر بن عبد الرحمن و قتادة.

و ما بالنا إذا أوردنا عليهم مسألة عدم اختلاف المخرج.

إننا نجزم بعد هذا البحث أن قصة الغرانيق قصة باطلة بمرة، لا شبهة عند من تمسك ببعض تلكم المرويات الساقطة و لا تحتاج إلى تأويل و لا توجيه.

فالواجب على طالب العلم أن يكون على حذر من أمره و أن يكون نقده لمثل هذه المرويات في ضوء المحكم الصحيح حتى لا ينجر إلى مسائل جانبية تنسيه الأصل المتين، فيكون الزلل و العياذ بالله.

هذا ما تيسر الآن، و الله أعلى و أعلم و له الحمد أولا و آخرا ".

انتهى البحث.

و السلام عليكم و رحمة الله.

أخوكم: أبو حاتم المقري.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:22 م]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم

وجزى الله من كتب هذا البحث خير الجزاء

فظاهر القرآن يدل على أن الشيطان ألقى في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم كلاما

فإذا أعطي الشيطان فرصة فماذا عساه أن يقول وماذا يتوقع منه غير الشرك

فكلام الشيطان الذي ألقاه ثم نسخه الله لم يثبت فيه حديث متصل بل هي مراسيل كما تفضل الأخ الباحث في بحثه السابق

فالشيطان ألقى شبهة ثم نسخها الله، وجاء في المراسيل أنها الغرانيق وتفسيرها بذلك أقرب فهي أصح ما ورد في تفسير هذا الكلام الذي ألقاه الشيطان

فالمقصود أن الشيطان سواء ذكر الغرانيق أم غيرها فإنه قد القى شبهة كما قال تعالى في سورة الحج

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)

فما هذا الكلام الذي ألقاه الشيطان ثم نسخه الله وكان هذا الكلام فتنة للذين في قلوبهم مرض

فأصح ماجاء فيه المراسيل السابقة فتفسيرها به أولى، خاصة مع تعدد مخارجها.

وللفائدة ينظر هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10403

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 03:25 م]ـ

بارك الله فيك يا أخي و ليتك تطالع هذا الرابط و تنضم لإخوانك المجاهدين ضد النصارى:)

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19747

ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:22 ص]ـ

و فيكم بارك الله و جزاكم الله خير الجزاء.

أخي الفاضل عبد الرحمن الفقيه، فهمت من كلامك أنك تقوي القصة بمجموع المراسيل و الله أعلم.

و الحق أنني ما كتبت هذا البحث إلا لبيان تهافتها و ضعفها و أن الاقتصار على النظر في هذه المراسيل مفرداتها أو مجموعها حتى على التسليم باختلاف مخارجها و إغفال الروايات الصحيحة في سجود النبي صلى الله عليه و سلم، مسلك في نظري القاصر بعيد و الله أعلم.

لذلك و لغيره، رأيت أن الصواب هو رد هذه المراسيل (و قد بينت ضعف أكثرها لا سيما مرسل سعيد بن جبير و هو أقوى ما ورد منها) بل المعاضيل، إلى المحكم من تلكم الروايات الصحيحة، و قد أوردت روايات أربعة من الصحابة رضوان الله عليهم في سجود النبي صلى الله عليه و سلم عندما قرأ النجم و سجد معه المسلمون و المشركون و الحادثة واحدة جزما، و ليس فيسيما رووه أثرا لتكم القصة المنكرة (قصة الغرانيق).

هذا هو مراد البحث و هذا الذي توصلت إليه و أدين الله به أن قصة الغرانيق باطلة رواية لا تصح بحال من الأحوال.

أما عن تفسير الآية، فما ذكرته و غيره مما قرره أهل العلم لا أجد فيه إشكالا، و لو صحت القصة لكان ما تأوله أهل العلم صحيحا، لكن التأويل فرع التصحيح كما لا يخفى على أمثالك.

و أرجو أخي الفاضل أن تعيد النظر في البحث، و ما نشرته في هذا المنتدى إلا للمدارسة بعد أن ألح أحد إخواني الأحبة على ذلك.

هذا ما تيسر الآن و الله الهادي إلى سواء السبيل.

و السلام عليم و رحمة الله.

أخوكم: أبو حاتم المقري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير