ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 04, 03:40 ص]ـ
الحمد لله
القصة باطلة سنداً ومتناً
وما قرره ابن حجر على مذهب المتأخرين مردود لأسباب:
1 - نكارة المتن: فيستحيل يقيناً أن لا يفرق النبي الذي اختاره الله بين وحي الله وبين وسوسة الشيطان. هذا لا يخالف فيه عامي فضلا عن عالم. ويمتنع أن يتكلم الشيطان على لسان النبي ويتقول عليه ما لم يقله. ومن زعم هذا فقد فتح الباب على مصراعيه للملاحدة لهدم الدين. فكلما جائهم أمر قالوا هذا من وسوسة الشيطان، وليس وحياً من الله.
2 - مذهب تقوية المقاطيع المنكرة بمجموع طرقها مذهب واه لا يقوم. فعامة هذه المراسيل المنقطعة مخرجها واحد، فلا تقوم بها حجة أبداً. وقد مثل الحافظ العلائي لهذا فانظره.
3 - المسألة ليست حتى عن تقوية المراسيل ببعضها، بل الأمر أعمق من هذا. فالمتأخرين ينظرون للمسألة نظرة سطحية دون جمع الطرق والتفكر في العلل الموجودة بها. مع أنهم نظرياً يشترطون في الحديث الصحيح أن لا يكون شاذاً. والمراسيل التي يذكرونها شاذة مخالفة للصحيح. وأترك بعض ما قاله الأخ الفاضل في بحثه:
بهذا يعلم أن الذين تمسكوا بمرسل سعيد بن جبير لم يستقصوا كل الطرق فقالوا بصحة الطريق إلى سعيد بن جبير تماشيا مع ظاهر السند، ثم بنوا على هذا الوهم وهما آخر و هو تقويته بمراسيل أخرى، و لا تتقوى بحال، فالرواية بالزيادة المذكورة منكرة عن سعيد بن جبير لا ريب في ذلك، و المنكر أبدا منكر كما قال الإمام أحمد، فأنى له القوة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:09 ص]ـ
بارك الله فيكم
ما ذكره الأخ الفاضل أبو حاتم المقري حفظه الله بحث قوي ومفيد فجزاه الله خيرا
وحول ما ذكره عن أثر سعيد بن جبير المرسل وربطه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقد لايوافق عليه
فمرسل سعيد بن جبير كما ذكر حفظه الله أن محمد بن جعفر وعبدالصمد بن عبدالوارث روياه عن عن شعبة عن أبي بشير عن سعيد بن جبير مرسلا
فهو مرسل صحيح
وأما ما ذكره من ربط لهذا الأثر بحديث ابن مسعود فهو بعيد
فهذا يقال فيمن قلت روايته وأما من كان مثل شعبة في سعة روايته فهذا غير وارد
فشعبه يحتمل منه رواية الحديثين جميعا، فما ذكره الأخ من أن هذا الحديث يرجع إلى حديث ابن مسعود فيه نظر.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:33 ص]ـ
وكذلك مرسل أبي العالية الرياحي إسناده جيد، وما ذكره الأخ من أن مراسيله واهية غير صحيح فإن نقاد الحديث إنما انتقدوا عليه حديث الضحك في الصلاة، ولذلك قال ابن عدي في الكامل ومن أجل هذا الحديث تكلموا في أبي العالية، وسائر أحاديثه مستقيمة صالحة.
وقال أبو بكر بن أبي داود ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير وبعده السدي وبعده سفيان الثوري.
فهذا مرسل صحيح ولم ينتقده أحد من حفاظ الحديث وهو يعضد مرسل سعيد بن جبير الثابت عنه كما سبق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:45 ص]ـ
قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (1\ 45): بعض المراسيل رويت من وجوه متعددة مرسلة والتابعون فيها متباينون فيظن أن مخارجها مختلفة وإن كلا منها يعتضد وصله ثم عند التفتيش يكون مخرجها واحدا ويرجع كلها إلى مرسل واحد
ومثال هذا حديث القهقهة المتقدم ذكره روي مرسلا من طريق الحسن البصري وأبي العالية وإبراهيم النخعي والزهري بأسانيد متعددة وعند التحقيق مدار الجميع على أبي العالية!!
قال عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه هشام بن حسان من حفصه فحدث به الحسن البصري فأرسله الحسن، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان سليمان ابن أرقم يختلف إلى الحسن وإلى الزهري فسمعه من الحسن فذاكر به الزهري فقال الزهري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن مهدي وحدثنا شريك عن أبي هاشم قال أنا حدثت به إبراهيم يعني النخعي عن أبي العالية فأرسله إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيهقي فإذا سمع السامع هذا الحديث يجده قد أرسله الحسن وإبراهيم النخعي والزهري وأبو العالية فيظنه متعدد الأسانيد وإذا كشف عنه ظهر مداره على أبي العالية.
¥