ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:28 م]ـ
فائدة
جاء في نهاية محاضرة (ضوابط في معرفة السيرة) للشيخ صالح آل الشيخ
س/ قصة ((الغرانيق)) التي وردت في ((مختصر السيرة)) ما صحتها؟
الجواب:
قصة الغرانيق رُويت من أوجه مرسلة قال الحافظ ابن حجر: ((يقوي بعضها بعضا))
والمرسل يعتضد بالمرسل سيما في مثل ذلك وقصة الغرانيق لا تناقض أو تضاد أصلا شرعيا ولا نصا من كتاب الله جلّ وعلا ولا من سنته عليه الصلاة والسلام، فهي من القسم الثالث ولهذا أوردها العلماء
بل إنّ قصة الغرانيق يمكن أنْ تكون في معنى قول الله جلّ وعلا: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته}
الآية في سورة الحج
فبيّن جلّ وعلا أنه ما أرسل من نبي ولا رسول إلاّ إذا تمنى يعني إذا قرأ وتلا كتابه ألقى الشيطان في أمنيته يعني تكلم الشيطان بجنس صوته ليعتقد زيادة في كلامه من جهة الشيطان وهذا ما جاء في قصة الغرانيق المعروفة وفي قوله جلّ وعلا في سورة النجم لما تلا النبي صلّى الله عليه وسلّم: {أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} جاء في القصة أنه قال: ((وإنّهنّ الغرانيق العلا وإنّ شفاعتهنّ لترتجى)) وأشباه ذلك أو كما جاء،
فجاءت زيادة فيها تصحيح عبادة غير الله جلّ وعلا فلما سمع المشركون ذلك سجدوا فأنزل الله جلّ وعلا قوله سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته ... }،.
فإذًا هذه القصة تداولها المحققون من أهل العلم فذكرها الحافظ ابن حجر،
وذكر لها أوجهًا مرسلة في شرح البخاري
وذكرها إمام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ((مختصر السيرة))
وذكرها العلماء ولم ينكروها وإنما أنكرها بعض أهل العلم وإنكاره له وجهه ولكن ليس بقاضٍ على ما رآه غيره من أهل العلم إذْ ليس في القصة ما ينكر من جهة التوحيد ولهذا أوردها أئمة التوحيد وتركها أولى خاصة عند من لا يفقه وإذا أوردت فلها وجهها.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[27 - 11 - 06, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذا النقاش العلمي الرصين وفقكم الله عز وجل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 12 - 06, 10:27 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور في تفسيره
ومعنى هذه الآية: أن الأنبياء والرسل يرجون اهتداء قومهم ما استطاعوا فيبلغونهم ما ينزل إليهم من الله ويعظونهم ويدعونهم بالحجة والمجادلة الحسنة حتى يظنوا أن أمنيتهم قد نجحت ويقترب القوم من الإيمان كما حكي الله عن المشركين قولهم (أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها) فيأتي الشيطان فلا يزال يوسوس في نفوس الكفار فينكصون على أعقابهم وتلك الوساوس ضروب شتى من تذكيرهم بحب آلهتهم ومن تخويفهم بسوء عاقبة نبذ دينهم ونحو ذلك من ضروب الضلالات التي حكيت عنهم في تفاصيل القرآن فيتمسك أهل الضلالة بدينهم ويصدون عن دعوة رسلهم وذلك هو الصبر الذي في قوله (لولا أن صبرنا عليها) وقوله (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم). وكلما أفسد الشيطان دعوة الرسل أمر الله رسله فعاودوا الإرشاد وكرروه وهو سبب تكرر مواعظ متماثلة في القرآن. فبتلك المعاودة ينسخ ما ألقاه الشيطان وتثبت الآيات السالفة. فالنسخ: الإزالة والإحكام: التثبيت. وفي كلتا الجملتين حذف مضاف أي ينسخ آثارها ما يلقي الشيطان ويحكم آثار آياته
وقال:
ويجوز أن يكون المعنى أن النبي إذا تمنى هدي قومه أو حرص على ذلك فلقي العناد وتمنى حصول هداهم بكل وسيلة ألقى الشيطان في نفس النبي خاطر اليأس من هداهم عسى أن يقصر النبي من حرصه أو أن يضجره وهي خواطر تلوح في النفس ولكن العصمة تعترضها فلا يلبث ذلك الخاطر ان ينقشع ويرسخ في نفس الرسول ما كلف به الدأب على الدعوة والحرص على الرشد. فيكون معنى الآية على هذا الوجه ملوحا إلى قوله تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت ان تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدي فلا تكونن من الجاهلين
قال الشوكاني رحمه الله:
ولم يصح شيء من هذا ولا يثبت بوجه من الوجوه ومع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه
ثم ذكر بعض الآيات الدالة على البطلان ثم قال:
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة إن هذه القصة من وضع الزنادقة
قال مصطفى:
. الآية عامة في جميع الأنبياء والرسل
. قوله تعالى "إذا تمنى" عامة في كل متمنياته (على القول بأن المراد منها القراءة) وليست خاصة بآيات سورة النجم، إذن في كل ما تمنى، أو معظمه على القول بأنها خرجت مخرج الغالب.
. لا يراد ب الأمنية "القراءة" من كل وجه حتى نقطع بأنها لا يراد بها إلا القراءة.
. الصحيح أن الأمنية لا يراد بها القراءة إلا وردت مقيدة، كقولك: تمنى خالد الكتاب، أو الرسالة ونحوه، أما إذا أطلقت فلا تفيد إلا ظاهرها والله أعلم