تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا والله أعلم هو اللفظ الصواب وأمه هنا هي أم أبي بكرة رضي الله عنه، والضمير يعود إلى أقرب المذكورين، فليست أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم جميعا، وإنما أتي محمد بن يحيى وعبد الوهاب من عدم إتقانهما فأخطأ حيث ظنا أن أمه يعني أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فسمياها، وإنما هي أم أبي بكرة، وما شأن أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بأبي بكرة؟! إنما الطبيعي والمنطقي أن تكون الشفيقة عليه أمه هو.

وعليه فتكون القصة مرسلة من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما.

وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولد سنة إحدى وعشرين هجرية كما قال الكلاباذي وغيره كما في رجال البخاري للباجي (1/ 352)، يعني لم يحضر من خلافة عمر رضي الله عنه سوى ثلاث سنوات لأن عمر توفي سنة 24 هجرية، فلم يحضر القصة.

الثالثة:

قال الحاكم في المستدرك 5892 حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة وأخوه نافع وشبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد والمسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي عليه فقال له أبو بكرة أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة قال أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره ويبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال وبين دار أبي عبد الله وبين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال وجدتهما في لحاف فقال للقوم قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا ثم قال ما رابك انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا محصنا قال أشهد الله عليكم قالوا نعم قال فانصرف إلى أهله وكتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت وأبو بكرة وشهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن عليك فارتحل القوم أبو بكرة وشهوده والمغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال هات ما عندك يا أبا بكرة قال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معبد البجلي فسأله فشهد كذلك ثم قدموا زياد فقال ما رأيت فقال رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك فكبر عمر وفرح إذ نجا المغيرة وضرب القوم إلا زيادا قال كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولي عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة وكانت وفاته في سنة تسع عشرة وكان عتبة يكره ذلك ويدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان.

أقول:

هذا حديث لا يصح وفيه علل:

1 – محمد بن نافع الكرابيسي هو البصري ضعفه ابن أبي حاتم.

2 – أبو عتاب الدلال قال أحمد لا بأس به.

3 – عبد العزيز بن أبي بكرة قال فيه ابن القطان: لا يعلم له حال.

وقال يحيى بن معين ما أعرفه.

وقال أبو وأبو زرعة: صالح الحديث شيخ.

أقول: ومن كان بهذه المثابة لا يصح قبول مثل هذا الحديث منه، وكيف لم يشتهر حتى ينقله مثل هذا الرجل عن مجهول مثل عبد العزيز بن أبي بكرة وهذه حادثة ونازلة شديدة صحابي يزني وأخر يشهد عليه ولم تشتهر ولم يتناقلها الناس وهي تشتمل على أحكام في الفرق بين الشهادة على الزنا والقذف وعدم جواز حد القاذف لو قذف مرتين في مجلس واحد ... الخ، إن هذا عنوان نكارته.

و4 - عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق لم أعثر له على ترجمة وهو من شيوخ ابن حبان.

الرابعة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير