تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (1/ 179/464) قال: حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا سعيد بن منصور ح وثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ح وثنا محمد بن محمد التمار ثنا سهل بن بكار قالوا: ثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: كنا عند النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاءه الأعراب: ناسُ كثيرُ، مِنْ هَهُنَا وَهَهُنَا، فأسكت الناسَ لا يتكلمُ غيرُهم، فقالوا: يا رسولَ الله أعلينا حرج في كذا، في أشياء من أمور الناس لا بأس بها، فقال: عِبَادَ اللهِ! وَضَعَ الله الْحَرَجَ، إِلا مَنِ اقتَرَضَ امْرَأً ظُلْمًا، فذلكَ الذي حَرَجَ وهَلَكَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ لا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَه دَواءً، إِلا الْهَرَمَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟، قَالَ: ((خُلُقٌ حَسَنٌ)).

وأخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (291) قال: حدثنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة بإسناده مستقصى مثله.

وفى روايات بعضهم زيادات مستحسنة، ففىحديث شعبة: ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَعَدْتُ) وفى حديث ابن عيينة: ((شهدت الأعاريب) وفى حديث ابن جحادة: ((قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى، وسأله رجل نسي أن يرمي الجمار، قال: ارم ولا حرج، ثم أتاه آخر طاف قبل أن يرمى، فقال: طف ولا حرج، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: اذبح ولا حرج، قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: لا حَرَجَ ولا حَرَجَ))، أما حديث أبى إسحاق الشيبانى ((كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَه، فَمَنْ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا فَكَانَ يَقُولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ، إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)).

قلت: وهذا حديث صحيح غاية، توافر على روايته أثبات الأئمة وثقاتهم، وقد ذكرتُ من رواته عن زياد بن علاقة: خمسة وعشرين راوياً، ولا أعلم أحداً استقصاهم، وإنما اقتصر الحاكم أبو عبد الله على ذكر عشرة منهم، وأما أبو القاسم الطبرانى فقد ذكر أكثرهم، وهو أوفاهم له تخريجاً.

وإسناده من الأسانيد العوالى، حتى قال سفيان بن عيينة: ما على وجه الأرض إسناد أجود من هذا. وهو من طريق ابن عيينة ثلاثى الإسناد عند الحميدى، وابن أبى شيبة، وأحمد. وهو كذلك عن شعبة عند الطيالسى.

ولا أعلم على وجه القطع واليقين: لما لم يخرجاه فى ((الصحيحين))؟!، وأما ما علله الحاكم أبو عبد الله بأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راوياً غير زياد بن علاقة، فقد ردَّه الحافظ أبو الحسن الدارقطنى وأجاد فى بيان ما في ((الصحيحين)) من نظائره وأشباهه، نحو: مرداس الأسلمى ليس له راوٍ غير قيس بن أبى حازم، وعمرو بن تغلب النمرى ليس له راوٍ غير الحسن البصرى، وعبد الله بن هشام بن زهرة ليس له راوٍ غير أبى عقيل زهرة بن معبد، وزاهر الأسلمى ليس له راوٍ غير مجزأة بن زاهر.

وقد احتجا فى ((الصحيحين)) بزياد بن علاقة أبى مالك الثعلبى الكوفى، وخرجا روايته عن: جرير بن عبد الله البجلى، والمغيرة بن شعبة. وانفرد مسلم بروايته عن: عمه قطبة بن مالك، وعرفجة بن شريح الأشجعى.

ومن لطائف أحاديثه ما أخرجاه عنه عن الْمُغِيرَةَ قال: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ، أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: ((أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)).

(إيقاظ) عدَّ الحافظ أبو الحجاج المزى فى ((تحفة الأشراف)) (1/ 63:62) أحاديث أسامة بن شريك أربعةً:

(الأول) ((قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا ... )) الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير