(الثانى) ((كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ قَائلٍ: سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا، أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: لا حَرَجَ لا حَرَجَ إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)). أخرجه أبو داود (2015) من طريق أبى إسحاق الشيبانى عن ابن علاقة عنه.
(الثالث) قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى)). أخرجه ابن ماجه (2672) من طريق محمد بن جحادة عن ابن علاقة عنه.
(الرابع) قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ يُفَرِّقُ بَيْنَ أُمَّتِي، فَاضْرِبُوا عنقَه)). أخرجه النسائى ((المجتبى)) من طريق زيد بن عطاء بن السائب عن ابن علاقة عنه.
قلت: وعندى أنها حديثان لا ثالث لهما، وذلك أن الثلاثة الأحاديث الأوَّل هى عند التحقيق حديثُ واحد لا ثلاثة، وهو حديث الأصل. ومما أبان أن الحديثين الزائدين زيادتان مندرجتان فيه، ما أخرجه الطبرانى فى ((الكبير)) (1/ 184/484) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وزكريا بن يحيى الساجي قالا ثنا محمد بن المثنى ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو العوام عمران ثنا محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حجة الوداع وهو يقول: ((أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك))، قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قتلنا بنو يربوع، فقال: ((لا تجني نفس على أخرى))، قال: ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار، قال: ((ارم ولا حرج))، ثم أتاه آخر، فقال: يا رسول الله نسيت الطواف، فقال: ((طف ولا حرج))، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح، قال: ((اذبح ولا حرج))، قال: فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: ((لا حرج ولا حرج))، ثم قال: ((أذهب الله عز وجل الحرج إلا رجل اقترض مسلما، فذلك الذي حرج وهلك))، وقال: ((ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم)).
قلت: فبان بهذه الرواية التى استوفت الفقرات الثلاث، وزادت رابعة ((أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك))، أنها كلها حديث واحد، فى مقامٍ واحدٍ، وهو حجة الوداع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 06:45 م]ـ
حفظك الله شيخنا الكريم وبارك فيكم وفي علمكم، فقد ذكرنا صنيعكم هذا بالأئمة السالفين من الحُفاظ والمحدّثين،فنسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم وفي علمكم.
وحول ما ذكرته حفظك الله بقولك (ولا أعلم على وجه القطع واليقين: لما لم يخرجاه فى ((الصحيحين))؟!، وأما ما علله الحاكم أبو عبد الله بأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راوياً غير زياد بن علاقة، فقد ردَّه الحافظ أبو الحسن الدارقطنى وأجاد فى بيان ما في ((الصحيحين)) من نظائره وأشباهه، نحو: مرداس الأسلمى ليس له راوٍ غير قيس بن أبى حازم، وعمرو بن تغلب النمرى ليس له راوٍ غير الحسن البصرى، وعبد الله بن هشام بن زهرة ليس له راوٍ غير أبى عقيل زهرة بن معبد، وزاهر الأسلمى ليس له راوٍ غير مجزأة بن زاهر.
وقد احتجا فى ((الصحيحين)) بزياد بن علاقة أبى مالك الثعلبى الكوفى، وخرجا روايته عن: جرير بن عبد الله البجلى، والمغيرة بن شعبة. وانفرد مسلم بروايته عن: عمه قطبة بن مالك، وعرفجة بن شريح الأشجعى.))
فقد ذكر بعض أهل العلم أن البخاري ومسلم لايخرجان في الأصول للصحابي الذي ليس له إلا راو واحد
وكل هؤلاء الرواة الذين ذكر الدارقطني أن البخاري ومسلم خرجا لهما مع أنه ليس لهما إلا راو واحد فإنما خرّج لهم الشيخان في الشواهد فقط وليس في الأصول
وقد سبق أن ذكرت في مشاركة سابقة نقولات عن أهل العلم فلعلي أنقلها هنا للفائدة ولعلي الشيخ الفاضل أبو محمد حفظه الله يفيدنا حولها
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (وهو إن كان منتقضاً في حق بعض الصحابة، الذين أخرجا له فإنه معتبر في حق من بعدهم، فليس في الكتاب حديث أصل من رواية من ليس له إلا راو واحد قط) من فتح المغيث (1/ 61).
وقد بحث هذه المسألة الأخ أبو بكر كافي في كتابه (منهج الإمام البخاري) ص 113 - 130 فأجاد وأفاد.
¥